icon
التغطية الحية

تصاعد الصراع في لبنان: إسرائيل تستهدف حزب الله وإيران تسعى للتهدئة

2024.09.24 | 06:31 دمشق

آخر تحديث: 24.09.2024 | 11:27 دمشق

786
دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية في قرية جبال البطم اللبنانية، في 23 أيلول، 2024. (فرانس برس)
تلفزيون سوريا - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تصاعد التوتر في لبنان: إسرائيل تشن غارات مكثفة على مواقع حزب الله في الجنوب اللبناني والبقاع، ما أدى إلى مقتل وجرح المئات وسط توقعات بتصعيد بري محتمل.

  • موقف دولي متباين: الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في استهداف حزب الله وتعمل على احتواء التصعيد، في حين تسعى إيران إلى تجنب التورط المباشر في الحرب.

  • مستقبل غامض لحزب الله: حزب الله يواجه عزلة داخلية وضغوط دولية، وسط مخاوف من تراجع دوره العسكري وتحوله إلى قوة سياسية نتيجة التغيرات الإقليمية.


تشهد الساحة اللبنانية تطورات خطيرة مع بدء إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق تستهدف مواقع حزب الله في الجنوب اللبناني والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت. 

هذه العمليات الجوية المكثفة تسببت في سقوط مئات الضحايا ونزوح آلاف المدنيين، وسط تأكيدات إسرائيلية باستعدادها للتصعيد البري. وفي حلقة خاصة من برنامج "سوريا اليوم" على تلفزيون سوريا، سُلّط الضوء على التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير ضد حزب الله في لبنان وتأثيراته الإقليمية والدولية.

الحلقة، التي عُرضت يوم الإثنين، استعرضت تفاصيل العمليات العسكرية التي بدأتها إسرائيل واستهدفت مناطق في الجنوب اللبناني، والبقاع، والضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات وأدى إلى حركة نزوح كثيفة من المناطق المتضررة.

وشارك في الحلقة الضيوف: الدكتور لقاء مكي، باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات من الدوحة والدكتور سمير التقي، باحث في معهد الشرق الأوسط من واشنطن، وعلي الأمين، رئيس تحرير موقع جنوبية من بيروت.

إسرائيل وتصعيد الحرب

بدأت الحلقة باستعراض التطورات الميدانية، حيث نفذت إسرائيل موجة من الغارات الجوية المكثفة على مناطق تمركز حزب الله في لبنان. هذا التصعيد يُعد الأخطر منذ سنوات، وجاء بعد تحذيرات من الجيش الإسرائيلي بضرورة إخلاء المناطق التي يوجد فيها السلاح الثقيل لحزب الله.

وفقاً لما ورد في النقاش، كانت هذه الحرب مطلباً إسرائيلياً منذ بداية النزاع في غزة، حيث كانت تل أبيب تسعى لتوسيع نطاق العمليات إلى شمال إسرائيل ولبنان، إلا أن التركيز على غزة حال دون تنفيذ هذا المخطط.

الدكتور لقاء مكي أوضح أن التصعيد الإسرائيلي الحالي يأتي في إطار استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى إضعاف حزب الله عبر ضرب مقدراته العسكرية وإجباره على التراجع إلى ما وراء نهر الليطاني.

موقف حزب الله وأسلوب الرد

ناقش الدكتور مكي كيفية تفاعل حزب الله مع التصعيد الإسرائيلي، حيث أشار إلى أن الحزب أطلق بعض الصواريخ تجاه شمال إسرائيل لمحاولة خلق نوع من التوازن في المعركة، ولكنه حتى اللحظة لم يدخل في مواجهة شاملة. وأضاف أن الحزب يعتمد على ما يسمى "قواعد الاشتباك" التي تحكم عملياته العسكرية، إلا أن إسرائيل تسعى لتغيير هذه القواعد لصالحها عبر توجيه ضربات مكثفة لمواقعه في الجنوب اللبناني.

الدور الأميركي في التصعيد

من جهته، أشار الدكتور سمير التقي من واشنطن إلى أن الولايات المتحدة تدعم التحركات الإسرائيلية إلى حد كبير، مضيفا أن واشنطن ترى أن تقليص دور حزب الله العسكري وتحجيم قدراته الصاروخية هو هدف مشروع لإسرائيل. 

ومع ذلك، أوضح أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى لاحتواء التصعيد ومنع اتساع رقعة النزاع لتشمل إيران أو دولاً أخرى في المنطقة.

وأضاف التقي أن هناك عملية "فض اشتباك" جارية بين الولايات المتحدة وإيران تشمل ملفات عدة، منها العراق، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية لم تعد ترى في البرنامج النووي الإيراني الخطر الأكبر، بل تعتبر أن أذرع إيران العسكرية مثل حزب الله أصبحت التهديد الأساسي لاستقرار المنطقة.

الاستراتيجية الإيرانية وتحدياتها

في هذا السياق، تناول الضيوف أيضاً الموقف الإيراني من التصعيد. الدكتور لقاء مكي أشار إلى أن إيران، رغم علاقاتها الوثيقة مع حزب الله، لم تعطِ الضوء الأخضر للحزب للدخول في مواجهة شاملة مع إسرائيل.

وأوضح أن هناك تغيرات في السياسة الإيرانية، حيث يبدو أن القيادة الإيرانية تفضل التركيز على تحسين الاقتصاد ورفع العقوبات بدلاً من الانخراط في حروب إقليمية مكلفة.

في حين أكد الدكتور التقي أن إيران تواجه الآن خيارات صعبة، فإما أن تتورط في حرب إقليمية واسعة، وهو ما لا تريده، أو أن تضطر لتقليص دور حزب الله في لبنان بما يتماشى مع رغبات الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف أن حزب الله يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني، لكن في ظل الظروف الحالية، قد تجد إيران نفسها مضطرة لتقديم تنازلات لتحسين علاقاتها مع الغرب.

التداعيات الداخلية والإقليمية

على الجانب اللبناني، طرح علي الأمين مسألة تأثير التصعيد على الوضع الداخلي في لبنان، مشيراً إلى أن حزب الله يواجه عزلة متزايدة داخل لبنان وخارجه. وأكد أن الحزب، رغم قوته العسكرية، يعاني من تراجع في شعبيته بين اللبنانيين، الذين يرون أن تدخلاته في سوريا واليمن قد زادت من تعقيد الأوضاع في البلاد وأدت إلى المزيد من العزلة السياسية.

وأشار الأمين إلى أن إسرائيل استغلت هذا الوضع لتنفيذ ضرباتها، معتبراً أن حزب الله قد يجد نفسه في موقف صعب، حيث تتزايد الضغوط الدولية والإقليمية لتقليص نفوذه العسكري في لبنان. وأضاف أن إيران، التي كانت تعتبر حزب الله "درة تاج" نفوذها في المنطقة، قد تكون مضطرة للتخلي عنه بشكل جزئي للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية مع الغرب.

مستقبل حزب الله ولبنان

في ختام الحلقة، ناقش الضيوف السيناريوهات المحتملة لمستقبل حزب الله في ظل التصعيد الحالي. الدكتور مكي توقع أن إسرائيل قد تسعى في المرحلة المقبلة إلى تنفيذ عمليات برية محدودة في جنوب لبنان لضمان انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني. وأشار إلى أن هذه الخطوة قد تكون جزءاً من اتفاق دولي أكبر يتعلق بتطبيق القرار الأممي 1701 وتعزيز وجود قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني.

من جهته، أكد علي الأمين أن حزب الله بات في موقف حرج، حيث يواجه ضغوطاً متزايدة ليس فقط من إسرائيل، بل أيضاً من المجتمع الدولي وحتى من الداخل اللبناني. وأضاف أن الحزب قد يجد نفسه مضطراً إلى التكيف مع التغيرات الإقليمية والدولية، مما قد يعني تراجع دوره العسكري وتحوله إلى قوة سياسية بشكل أكبر.

في النهاية، اتفق الضيوف على أن هذه الحرب قد تكون نقطة تحول بالنسبة لحزب الله وإيران، حيث يواجه الطرفان تحديات كبيرة قد تؤدي إلى إعادة صياغة مواقفهما الإقليمية وتوازنات القوة في الشرق الأوسط.