أدى ارتفاع درجات الحرارة والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي في سوريا، إلى زيادة الطلب على ألواح الثلج، ما شجع بعض التجار في حماة على استغلال السكان واتباع أساليب مخادعة لتحقيق أرباح إضافية.
ويصل سعر قطعة الثلج إلى خمسة آلاف ليرة سورية، إلا أن وزنها يختلف بين بائع وآخر ومنطقة وأخرى، وتصل الفروقات في بعض الأحيان إلى الضعف، حيث يبلغ الوزن الأعلى للقطعة 4.5 كيلوغرامات، في حين ينخفض إلى 2.5 كيلوغرام في بعض الأحيان، وفقاً لما ذكر موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري.
ويوضح أحد باعة الثلج في مدينة حماة أن سبب اختلاف الوزن يعود إلى أمانة صاحب المحل، حيث يقسّم بعضهم القالب إلى 4 قطع وبيعه بـ20 ألف ليرة، في حين يقسّمه آخرون إلى 5 قطع وبيعه بـ25 ألف ليرة.
وأشار إلى وجود صعوبات تواجه باعة الثلج مثل دفع 75 ألف ليرة كأجور لنقل الألواح من المعمل إلى المحل، ودفع ثمن الأكياس اللازمة لتغليف قطع الثلج المعروضة للبيع، إضافة إلى وجود قطع ثلج ممتلئة من الداخل وأخرى يلاحظ المستهلك أنها فارغة وتذوب بشكل سريع، وبالتالي لا تؤدي الغرض منها.
ارتفاع المحروقات يؤثر على أسعار الثلج في حماة
أكد صاحب أحد معامل الثلج في حماة أن ارتفاع سعر المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات انعكس سلباً على الأسعار، موضحاً أن ليتر المازوت كان العام الماضي بـ7800 ليرة، في حين زاد الآن إلى نحو الضعف.
ويبيع صاحب العمل لوح الثلج وفق السعر التمويني المحدد وهو 18 ألف ليرة لقالب وزنه 18 كيلوغرام، بينما يبيعه لأصحاب البقاليات بـ15 ألف ليرة، مشيراً إلى أن الحد الأقصى لبيعه هو 18 ألف ليرة، "لكن بعضهم يقوم بتقطيعه ويبيعه بالمفرق بـ 25 أو 30 ألف ليرة".
والعام الفائت، حددت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام سعر قالب الثلج وزن 18 كيلوغرام بـ8 آلاف، ووزن 17 كيلوغرام بـ7500 ليرة، ووزن 14 كيلوغرام بـ6200 ليرة سورية.
ارتفاع درجات الحرارة عبء آخر على الأهالي في سوريا
وكما هو الحال بالنسبة لانخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، فإن اشتدادها في فصل الصيف يضع السوريين أمام تحديات جديدة، ويضيف أعباء أخرى إلى حياتهم اليومية.
ومن أبرز تلك التحديات تأمين تبريد لمياه الشرب حيث ينقطع التيار الكهربائي لساعات طويلة، في حين تنعدم القدرة على تأمين البدائل كالطاقة الشمسية التي تعجز فئة كبيرة من السوريين عن شرائها بسبب ارتفاع سعرها.
يضاف إلى ذلك ظهور بعض الأمراض المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة في وقت تعاني فيه البلاد بمختلف مناطق النفوذ تدهوراً في القطاع الصحي، فضلاً عن تأثر بعض الأعمال التي تحتاج إلى الوقوف في الخارج لوقت طويل كالبناء والزراعة وغيرها.
وتبقى المشكلة الأكبر تلك التي يعاني منها سكان المخيمات حيث يقيمون في خيام قماشية لا تقي من حرارة الشمس، ومعرضة لخطر الحرائق في أي وقت، إضافة إلى الحرائق التي تندلع في المحاصيل الزراعية، وحالات الغرق في المسطحات المائية وغيرها من التحديات.