ملخص:
- عثرت السلطات الفرنسية على أربع جثث جديدة، بينهم سوري، على شواطئ المانش، ليرتفع العدد الإجمالي إلى ثمانٍ خلال أسبوع.
- محاولات العبور من فرنسا إلى المملكة المتحدة تشهد ارتفاعاً ملحوظاً رغم المخاطر الكبيرة.
- المدعي العام في "بولوني سور مير" صرح بصعوبة تحديد هويات الجثث المكتشفة، وأحدها تعود لسوري وفقاً لأوراق الهوية.
- الشاب السوري أسامة أحمد تحدث عن فقدان والده في حادث غرق قارب في 23 تشرين الأول، ويعبر عن إحباطه من تجاهل السلطات.
- أكدت السلطات الفرنسية إنقاذ 45 شخصاً والعثور على ثلاث جثث، مشيرةً إلى أن تسجيل المفقودين يتطلب بلاغاً رسمياً.
أعلنت السلطات الفرنسية عن العثور على أربع جثث جديدة، بينهم سوري، لفظتها أمواج البحر على شواطئ المانش شمالي فرنسا، ليرتفع عدد الجثث المكتشفة خلال الأسبوع الأخير إلى ثمانٍ.
ويأتي ذلك في ظل ارتفاع ملحوظ في محاولات العبور من فرنسا إلى المملكة المتحدة عبر قوارب غير صالحة للإبحار.
وأكدت السلطات المحلية أن الجثث الثلاث الأولى تم العثور عليها بين يومي الثلاثاء والأربعاء، فقد عُثر على جثة واحدة في مياه البحر قرب شاطئ كاليه وأخرى على الشاطئ نفسه.
وصرحت محافظة كاليه بأن "هذه الحوادث تأتي في إطار موجة جديدة من محاولات عبور المانش". ورصد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية جثة صباح اليوم الأربعاء محاطة بعناصر من الشرطة والجيش، في حين شوهد قارب محمّل بالمهاجرين يغادر الشاطئ متجهاً نحو بريطانيا.
تحديد الهوية والتحقيقات
وأشار المدعي العام في "بولوني سور مير"، غيريك لو برا، إلى أن "الجثث المكتشفة مؤخراً متغيرة ويصعب التعرف عليها بسهولة". وأفاد بأن إحدى الجثث التي تم العثور عليها تحمل أوراقاً تثبت أنها تعود لرجل سوري، ما يثير أسئلة حول ارتباط هذه الحالات بحوادث سابقة لانقلاب القوارب.
وأضاف: "تحقيقات الطب الشرعي تهدف إلى ربط هذه الجثث بحوادث بحرية معروفة مؤخراً وتحديد هوية الضحايا".
عُثر على جثتين في المياه قرب ساحل كاليه يوم الثلاثاء، وانتشلتها قوات الدرك البحري. وأعلن مكتب المدعي العام في "بولوني سور مير" فتح تحقيق في الحادثة، في حين أكدت المحافظة البحرية للقناة وبحر الشمال (بريمار) استمرار عمليات البحث والإنقاذ في المنطقة.
ويعتبر هذا العام الأكثر دموية في تاريخ محاولات عبور المانش، حيث قضى أكثر من 60 مهاجراً في المياه في أثناء محاولتهم الوصول إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة ومتهالكة.
ونجح أكثر من 30 ألف مهاجر في الوصول إلى المملكة المتحدة، في حين تم إنقاذ ما يزيد عن 5,600 شخص منذ بداية العام الجاري، حسبما أفادت المحافظة البحرية الفرنسية.
ضحايا سوريون
وتحدث الشاب السوري أسامة أحمد لموقع "مهاجر نيوز" عن فقدانه لوالده في أثناء محاولة عبور المانش في 23 تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى عدم تقديم السلطات أي معلومات جديدة بشأن 14 شخصاً كانوا على متن نفس القارب ولا يزالون في عداد المفقودين.
وقال الشاب: "ما زلت أنتظر أي خبر عن والدي والمفقودين الآخرين"، مستغرباً تجاهل السلطات لنداءات المهاجرين.
وحاول أحمد البالغ من العمر 20 عاماً من منطقة حلب، عبور القناة الإنجليزية مع والده للوصول إلى المملكة المتحدة حيث يعيش شقيقاه. وغادرا سوريا عام 2013 ولجآ إلى تركيا، ثم حصلا لاحقاً على اللجوء في اليونان وواصلا رحلتهما إلى فرنسا.
وبعد ثلاث محاولات لعبور القناة، غرق القارب الذي كانا على متنهما في 23 تشرين الأول. نجا أسامة في حين فُقد والده في الحادث، الذي أدى أيضاً إلى اختفاء 14 مهاجراً.
أسامة، الذي عانى من حروق نتيجة لاختلاط ماء البحر بالبنزين، بحث عن والده في المستشفيات ومراكز الشرطة من دون جدوى، في حين أكدت السلطات الفرنسية إنقاذ 45 شخصاً في الحادث والعثور على ثلاث جثث، لكنها لا تحصي المفقودين إلا إذا شوهدت جثثهم.
وفي تعليق من المحافظة البحرية للقناة وبحر الشمال، أوضح متحدث باسمها أن تسجيل المفقودين يتم فقط بعد بلاغ رسمي من فرق الإنقاذ المنتشرة، وأكد أن "شهادات المهاجرين وحدها لا تُعتبر كافية لفتح تحقيقات جديدة"، مشيراً إلى أن جميع البلاغات تُحال إلى الجهات القضائية المختصة.