ملخص:
- تركيا ستشارك في اجتماع الجامعة العربية لأول مرة منذ 13 عاماً، بموافقة النظام السوري.
- وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سيناقش التطورات في غزة وعلاقات تركيا مع الدول العربية.
- دعوة فيدان تعكس اهتماماً متزايداً بتحسين العلاقات التركية مع الدول العربية.
- العلاقات التركية العربية شهدت توترات سابقة، ولكن تركيا طوت الخلافات مع الإمارات، والسعودية، ومصر، وتسعى للتطبيع مع النظام السوري.
أكدت مصادر دبلوماسية تركية أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يعتزم المشاركة في الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية، المقرر عقده يوم غد الثلاثاء في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك في أول مشاركة لتركيا منذ 13 عاماً.
وقالت المصادر إن تركيا دعيت لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب بدورته العادية رقم 162 في القاهرة، مشيرة إلى أن فيدان سيلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية، وفقاً لما نقلت وكالة "الأناضول".
وبحسب ما أكده مصدر تركي لوكالة "رويترز"، سيناقش فيدان خلال مشاركته التطورات في قطاع غزة، وعلاقات تركيا مع الدول العربية.
واعتبر المصدر أن دعوة فيدان لحضور الاجتماع تعكس "اهتماماً متزايداً" بالدور الإقليمي لتركيا وتحسين العلاقات مع أعضاء جامعة الدول العربية، مضيفاً أن أنقرة تريد زيادة العلاقات المؤسسية والتعاون مع المجموعة العربية.
وأضاف المصدر أن علاقات تركيا مع أعضاء جامعة الدول العربية يمكن أن تساعد في تعزيز "الحلول للمشكلات الإقليمية الحالية والتعاون المستقبلي الملموس".
من جانبه، نقل موقع "ميدل إيست آي" عن مصدر مطلع على بروتوكولات جامعة الدول العربية قوله إن حضور تركيا يحتاج إلى موافقة كل الدول الأعضاء.
وأشار إلى أن النظام السوري وافق على هذه المشاركة بقوله: "وعلى الرغم من فشل محادثات التطبيع الأخيرة، بدا أن دمشق تقبل حضور فيدان في القمة".
وأشار المصدر إلى أن القاهرة لعبت دوراً رئيسياً في تسهيل مشاركة فيدان، وكذلك الجهود الدبلوماسية التركية الأخيرة، مثل لقاءات فيدان مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط وسفراء الدول العربية.
وبناء على ذلك، قامت جامعة الدول العربية بحل اللجنة المكلفة ببحث "التدخل التركي في الشؤون الداخلية للدول العربية"، كما تخلت عن الموضوع المقترح للمناقشة في القمة، وفقاً للمصدر.
علاقة تركيا مع الدول العربية
شهدت العلاقات التركية العربية توترات خلال السنوات الماضية بسبب الخلاف على عدة ملفات، من بينها سوريا، ليبيا، مصر، الصومال، إضافة إلى الأزمة الخليجية.
وخلال تلك السنوات، وجهت الجامعة العربية العديد من الانتقادات العلنية لتركيا، كما تضمنت معظم البيانات الرسمية إدانة لدور تركيا في المنطقة، وخاصة عملياتها في سوريا، العراق، والصومال.
في السنوات الأخيرة، سعت تركيا لطي الخلافات مع الدول العربية، وبشكل خاص مع الإمارات، السعودية، ومصر، وتمكنت لاحقاً من التطبيع معها وإعادة العلاقات بشكل كامل.
كما أبدت تركيا استعدادها للتطبيع مع النظام السوري، وانخرطت أواخر عام 2022 في محادثات مباشرة معه بوساطة روسية، إلا أن المفاوضات لم تحقق أي نتائج.
وأعلنت تركيا قبل أشهر إعادة إحياء هذا المسار واستعدادها لاستضافة لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام بشار الأسد.
يُذكر أن المرة الأخيرة التي شاركت فيها تركيا في اجتماع للجامعة العربية كانت في أيلول عام 2011، عندما ألقى أردوغان، الذي كان رئيساً للوزراء آنذاك، كلمة أمام وزراء المجلس في القاهرة.