اشتكى عدد من الأهالي في منطقة الغاب غربي حماة، من تلويث "معمل سكر سلحب" لمجرى العاصي والمصارف الزراعية وقنوات الري، ما يؤدي إلى القضاء على الثروة السمكية في المنطقة.
ووفق ما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، اليوم الثلاثاء، اشتكى مزارعون أن أراضيهم المزروعة بالخضار الصيفية مهددة بالتلوث "الشنيع"، لأنها تروى من تلك المصارف، فضلاً عن نواتج تصنيع الشوندر السكري تلوث البيئة بالروائح الكريهة التي تنتشر لمساحات واسعة.
واتهم بعض المشتكين، "الجهات المعنية" بالسكوت عن التلوث عمداً، لكونها تهتم بتشغيل المعمل بعد توقفه لـ7 سنوات، بغض النظر عن الأضرار الكبيرة التي يلحقها بالبيئة.
وأشار المحتجون إلى أنهم مع تصنيع الشوندر وإنتاج السكر، لكن مع معالجة نواتج هذه الصناعة بحيث لا تضر بالبيئة وتفتك بالثروة السمكية.
تقرير فني بخصوص التلوث
وأكّد مدير الثروة الحيوانية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، مصطفى عليوي، نفوق أعداد من الأسماك والسلطعان المعروف بـ"أبو جنب"، بسبب تلوث المياه في المصرف B المتفرع من العاصي، في موقع تل الغار وتل التتن.
وبيّن عليوي أن المياه في المصرف سوداء اللون وذات رائحة كريهة، وتتشكل عليها طبقة زيتية، من الممكن أن تكون نواتج مياه "معمل سكر تل سلحب"، لافتاً إلى أنّه رفع تقرير لـ"الجهات المعنية" بعد فحص الموقع مع فريق فني يوم الخميس الماضي.
وأوضح عليوي، أن مقارنة مياه المصرف "B" بمياه موقع آخر، تبين على أثرها أن مياه الموقع غير ملوثة ولا يوجد فيها أسماك نافقة.
نتيجة إيجابية للتلوث؟
الخبير التنموي أكرم عفيف أكد بدوره لـ"الوطن" أن السمك في مجرى نهر العاصي يتعرض للنفوق بسبب مخلفات مياه معمل سكر تل سلحب.
وأضاف أن الإيجابية الوحيدة لفضلات المعمل قد تكون في القضاء على زهرة النيل، التي تصرف على مكافحتها المليارات من دون جدوى. (زهرة نيل، من بين أخطر النباتات التي تساهم في خسارة المياه وتسد مضخطات المياه وتعطلها، وتؤوي حشرات تنقل للإنسان والحيوان أمراضا مثل البلهارسيا والكوليرا).
حملة ضد المعمل
من جانبه، ادعى مدير "معمل سكر تل سلحب" رامي عيسى، أن هناك من لا يريد للمعمل أن يعمل وينتج، مستغرباً هذه الحملة، موضحاً أن المعمل يحوّل نواتجه إلى أحواض ترابية في أرض الشركة، وكانت تعزل كل سنة وفيها صرف صحي.
وكشف عيسى، أن المعمل عاد للإنتاج في الـ13 من شهر تموز الجاري، معتبراً أن هذه المدة غير كافية لتلويث نهر العاصي.