icon
التغطية الحية

بشار الأسد يقابل تصريحات الرئيس التركي بالصمت.. أين وصلت بطاقة الدعوة؟

2024.07.08 | 18:18 دمشق

Bashar al-Assad
رئيس النظام السوري بشار الأسد ـ إنترنت
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن توجيه دعوة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد لزيارة تركيا "قد تكون في أي لحظة"، لإعادة العلاقات التركية - السورية إلى ما كانت عليه في الماضي.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، الأحد: "لقد وصلنا الآن إلى نقطة مفادها أنه بمجرد أن يتخذ بشار الأسد خطوة نحو تحسين العلاقات مع تركيا، فسوف نظهر هذا النهج تجاهه".

وأوضح أردوغان أن لقاء بشار الأسد سيكون بناء على وساطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

وتابع: "السيد بوتين لديه نهج للاجتماع (مع الأسد) في تركيا. ورئيس الوزراء العراقي لديه نهج. نحن نتحدث عن الوساطة، فما المانع من التحدث مع جارتنا؟".

تصريحات الرئيس التركي لاقت صمتا من قبل رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي سارع إلى تهنئة الرئيس الإيراني الجديد، مؤكدا على هوية "سوريا المقاومة" التي تحدث عنها المرشد الإيراني، ما قد يؤشر إلى انصياع الأسد للضغوط الإيرانية للتقارب مع تركيا، في حين مازالت واشنطن تلعب دور المراقب لما يدور برعاية روسية.

هل تغيرت الأولويات التركية في سوريا؟

للحديث عن مستقبل هذه التصريحات، قال الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش لـ تلفزيون سوريا خلال برنامج سوريا اليوم إن "مجموعة من العوامل أسهمت في تحريك لافت التقارب بين النظام وتركيا خاصة التفاعلات الروسية التركية وهذه العلاقات شهدت العام الأخير برودا انعكس على الرعاية الروسة للحوار التركي السوري لكن اليوم هناك وضع جديد في العلاقات بين موسكو وأنقرة".

وتابع "روسيا مستفيدة على عدة مسارات من تحقيق التقارب فكلما استطاعت روسيا دفع تركيا للسير في جهودها لإنهاء الصراع في سوريا كان ذلك انتصارا كبيرا للسياسة الروسية.. الانطباعات المتصورة للانخراط التركي في التطبيع مع دمشق يشير إلى أن تركيا اليوم يمكن أن تسلك مسار مختلفا في جهود دفع الحل السياسي.. تركيا اليوم تتحدث عن مصالحة بين النظام والمعارضة وهذا يشير إلى الكيفية التي بدأت تنظر بها تركيا لمعالجة هذا الصراع.. هذه الانعطافة في العلاقة مع دمشق والتركيز على تعميق التفاهمات والتعاون مع إيران وروسيا بشكل أساسي يفرض عليها إعادة تصميم دورها السوري وعلاقتها بالمعارضة كليا.. وهذا مكسب كبير لروسيا.. لأن الملف السوري ملف مساومات إلى حد معين بين روسيا وتركيا ويدخل ضمن الملفات الجيوسياسية.. لكن تركيا لن تعطي روسيا ما تريده من دون أن تحصل على مقابل..".

ويرى علوش "نحن أمام تحول استراتيجي في السياسة التركية تجاه سوريا وليس تكتيكيا بالتالي هذا التحول يفرض على تركيا إعادة تصميم دورها كما قلت وما يتطلبه من تنازلات.. التطبيع إن قدر له أن يبدأ سيكون عملية طويلة وصعبة قائمة على مبدأ المساومات خطوة مقابل خطوة.. لذلك صرح أردوغان أنه إذا قام الأسد بخطوة سنقابله بخطوة.. في حقبة ما بعد تدخل الروسي في سوريا تغيرت أولويات تركيا في سوريا..".

ما موقف واشنطن من التطبيع التركي؟

وحول الموقف الأميركي قال الباحث والكاتب السوري رضوان زيادة "ربما واشنطن اعتادت على هذه التصريحات التركية لذلك هي تفضل كما قال سابقا الناطق باسم الخارجية الأميركية أن تحكم على الأفعال وليس على الأقوال.. نحن نتذكر أنه قبل الانتخابات البلدية صدرت مثل هذه التصريحات على مستويات مختلفة ومن الرئيس أردوغان نفسه بعدها لم تتحول التصريحات لسياسات وبالتالي تشعر الإدراة الأميركية أنها تصريحات ربما لن تقود إلى سياسات وربما.. الغريب هو صمت الأسد هذه هي المرة الثانية التي تتجاهل دمشق التصريحات التركية حول التقارب أو تتلقاها ببرود.. ولذلك يجب أن نفهم طبيعة كل هذه التصريحات وما يأتي خلفها وما هو المخطط التركي لليوم التالي في سوريا لما بعد تطوير العلاقات.. إذا كان هناك تطوير للعلاقات أصلا.. ويمكن أن نفسر صمت النظام بأن النظام نفسه لايدرك كنه هذه التصريحات كما أن تركيا تقريبا لا تتوقع أي ثمن من الأسد فالنظام اليوم رجل ميت مازال يمشي وعلى سبيل المثال هو لا يستطيع أن يطرد المعارضة من شمالي سوريا ولا يستطيع تغيير خطوط النار ما تريده تركيا من التقارب سؤال مهم ولكن هل يأتي ضمن سياسة تصفير المشكلات التي تنتهجها أنقرة؟ ربما يعتقد الرئيس أردوغان أن هذه السياسة قد تعود بتركيا كما كنت قبل 13 عاما قوة اقتصادية، ومن هنا الحديث عن العلاقة الشخصية مع بشار الأسد.. ولكن هناك كثير من الأمور تغيرت في سوريا والمنطقة..".

ويتابع زيادة قائلا "أعتقد أنه من المبكر البناء على توقعات وصول ترامب إلى السلطة أم بقاء بايدن.. تركيا تدرك تماما أن طريقة معالجتها للملف السوري مرتبط بواشنطن بسبب وجود القوات الأميركية في سوريا ومرتبط أيضا بالداخل التركي وليس فقط بعدد اللاجئين السوريين بل بالأزمة الاقتصادية أيضا.. اليمين المتطرف يقول إن السبب هو اللاجئون.. وما حدث في قيصري يعكس ضعف الحكومة التركية في تطبيق القانون.. لا يمكن السماح لمشاغبين ومحكومين بالعصبية بمهاجمة سوريين ربما بعضهم حصل على الجنسية التركية.. أعمال الشغب تظهر صورة سيئة للغاية لما قدمته تركيا للثوة.. والسؤال الآن فيما يتعلق بالعلاقة التركية مع واشنطن.. الولايات المتحدة تحكمها مؤسسات ولا تتخذ القرارات فيها بالطريقة التي تتم في تركيا عبر رغبات شخصية وتصريحات مفاجئة.. وهذا ما يفسر الصمت الأميركي على التصريحات التركية لأن واشنطن تدرك أن الملف السوري أكثر تشعبا وتعقيدا بكثير مما هو مسألة طرد سفراء وعودة سفراء لإصلاح العلاقة بين أنقرة ودمشق.. علينا أن ندرك أن واشنطن جزء من طريقة تصور تركيا لإصلاح علاقتها بالنظام.. إضافة لدعم أميركا لقسد فهل يمكن أن يساعد النظام تركيا في محاربة قسد هذا سؤال.. برأيي لدى النظام طريقة وحيدة وقد عفا عليها الزمن وهي إعطاء تقارير أمنية لأشخاص كانوا في قسد وأعتقد أن الاستخبارات التركية لديها معلومات أكثر بكثير عما تمتلكه الاستخبارات السورية التي هي استخبارات عديمة الفائدة وهدفها القتل والتعذيب للمواطنين السوريين..".