يضطر القاطنون في مناطق سيطرة النظام السوري، إلى البحث عن طرق جديدة لتأمين الطعام لعائلاتهم وسط انهيار قيمة الليرة السورية والأزمة الاقتصادية الخانقة في سوريا، حيث بدأت العديد من النساء بالبحث عن النباتات في الحدائق لطهيها وتقديمها كوجبات.
ونقل موقع "أثر برس" عن سيدة تعيش في منطقة "بستان الدور" بدمشق تأكيدها أنها تتوجه إلى المتحلق الجنوبي لتبحث عن "الخبيزة" في المسطحات العشبية القريبة منه.
وأضافت أن المسطحات الواقعة على طرفي جسر طريق المطار، وجسر الزاهرة، هو مكان مناسب لنمو النباتات القابلة للاستهلاك البشري، وهي آمنة من احتمال وجود الأمراض الخطرة مثل "الكوليرا"، لكون غالبية هذه النباتات ينمو بشكل برّي وبالاستفادة من مياه الأمطار.
وأشارت إلى أنها استفادت من علاقتها مع جارتها المتحدرة من دير الزور لتتعرف إلى أنواع جديدة من الأعشاب التي يمكن طهيها للعائلة، مثل نبات "العكوب"، وهو نبتة ذات أوراق شوكية صغيرة، والنبتة الثانية هي "القنيبرة" التي يمكن طهيها بعدة طرق لتقدم مذاقاً لذيذاً.
"هناك إقبال من الفقراء على هذا النوع لرخصه"
وتقول سيدة أخرى تنحدر من ريف دمشق، لـ"أثر برس"، إنها تتجول على الحدائق الكبيرة مثل "حديقة تشرين" والمناطق التي تنمو فيها الأعشاب لتقوم بقطاف النباتات القابلة للأكل، وتقوم بجمع كميات كبيرة منها بهدف بيعها في الأسواق ولو بمبالغ قليلة.
وتضيف أن البحث عن مصادر الرزق يدفعها لجمع العشبيات لبيعها، وأن هناك إقبالا من الفقراء على هذا النوع من الغذاء لرخص ثمنه، فتمرير أربع إلى خمس وجبات خلال الشهر من هذه النباتات، سيوفر أرقام كبيرة على الأسر التي يتراوح عددها ما بين 4-5 أشخاص، فـ "باقة الخبيزة" لا يتجاوز ثمنها 500 ليرة، وطبخة لخمسة أشخاص لن تحتاج أكثر من 4 باقات فقط.
وتشير إلى أن الري الطبيعي من مياه الأمطار هو ما يجعل الناس تثق بتناولها، كما أنها تتعرض لعملية طهي كاملة كحال بقية النباتات المشابهة كـ "الملوخية والسبانخ والسلق"، وبالمقارنة مع النباتات التي تروى من مصادر مياه ملوثة مثل الصرف الصحي كما يحدث في منطقة الغوطة الشرقية أو الريف الجنوبي كمنطقتي الكسوة وصحنايا، فإن النباتات التي تنمو بشكل طبيعي هي الأكثر رغبة من قبل السكان.
انخفاض أسعار الخضراوات الورقية بسبب تفشي الكوليرا
وشهدت أسواق مناطق سيطرة النظام السوري خلال الفترة الأخيرة انخفاضاً في أسعار الخضراوات الورقية وبعض أنواع الخضار الأخرى، بنسبة وصلت إلى 50 في المئة، نتيجة انتشار مرض الكوليرا.
وحذّرت حكومة النظام من استخدام الفلاحين وخصوصاً في ريف دمشق للمياه الملوثة في السقاية، وأصدرت محافظة دمشق تعميماً أبلغت فيه جميع أصحاب المطاعم وبائعي السندويش بالامتناع عن تقديم جميع أنواع الخضراوات الورقية من خسّ وملفوف وغيرها، تحت طائلة الإغلاق بسبب سهولة نقلها لمرض الكوليرا، مشددة على النظافة الشخصية للعمال.