حذر مشفى الرحمة بدركوش، يوم أمس الثلاثاء، من "انتشار جائحة إنتانات تنفسية شديدة غير مسبوقة" في مناطق الشمال السوري، مؤكداً أن الجائحة تنتشر في جميع الفئات العمرية للأطفال وخاصة منهم تحت عمر السنتين.
وقال المشفى في بيان نشره على صفحته الرسمية في (فيس بوك) إن الأطفال الرضع يعانون حالياً من جائحة التهاب قصيبات شعرية شديدة ونسبة كبيرة منهم يحتاجون إلى متابعة وعلاج ضمن المشفى.
بالإضافة إلى ذلك فإن الأطفال البالغين من العمر ستة أشهر وما تحت ممن يصابون بالتهاب قصيبات شعرية شديد أو ذات رئة شديدة يتطور لديهم غالباً قصور تنفسي ويحتاج إلى قبولهم في وحدات العناية المشددة وأحياناً يوضعون على جهاز التنفس الاصطناعي، وفقاً للبيان.
وترافق ذلك مع انقطاع الدعم عن نسبة كبيرة من المشافي التي تحتوي على أقسام ووحدات عناية مركزة متخصصة للأطفال وتعتبر مركزية في علاج الأطفال في الشمال السوري، بحسب البيان.
ومن جهته، أكد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في بيان أن استمرار موجة البرد في عموم مناطق شمال غربي سوريا أدت إلى زيادة عدد الإصابات بالتهاب القصيبات الهوائية والتحسس الصدري عند الأطفال.
وأوضح البيان أن المتطوعات في الدفاع المدني في مدينة كفرتخاريم قدمن جلسات رذاذ ورعاية صحية لعدد من الأطفال بناء على توصيات الأطباء.
وتتفاقم معاناة المهجرين في مخيمات الشمال السوري الذي يعيشون فيه مخلفة أوضاعاً مأساوية، مع استمرار العاصفة الثلجية التي تضرب البلاد منذ أكثر من أسبوع. والتي أحدثت أضراراً في عشرات المخيمات وآلاف الخيام، وباتت الثلوج تحاصر النازحين بعد أن قطعت الطرقات.
ما هي الإنتانات التنفسية عند الأطفال وما أعراضها؟
الإنتانات التنفسية عند الأطفال هي من الأمراض الشائعة والتي تحدث غالباً في بداية فصل الشتاء مع انخفاض درجات الحرارة وهي في مجملها إنتانات فيروسية تسببها مجموعة كبيرة من الفيروسات أشيعها "الرينوفايروس" و"الأدينوفيروس" وكذلك فيروسات "الإنفلونزا" و"البارا إنفلونزا" إضافة إلى فيروس الـ" "RSV أو "الفيروس المخلوي التنفسي" وهو فيروس يصيب الأطفال والكبار على حد سواء، وفقاً لموقع "سماعة حكيم".
ولكن إصابة البالغين بهذا الفيروس والأطفال الأكبر من عمر سنتين تظهر على شكل إنتان طرق تنفسية علوية حيث تكون الأعراض محصورة بالأنف والبلعوم غالباً مما قد يسبب لديهم بعض الأعراض مثل زكام ورشح وسعال وترفع حروري خفيف بين 38 إلى 38.5 درجة مئوية وتكمن أهميته عند الأطفال الصغار والذين تكون القصبات الهوائية لديهم غير مكتملة النمو مما قد يسبب أعراضاً شديدة وتزداد شدتها كلما كان عمر الرضيع أصغر وخاصة تحت عمر ٦ أشهر وتبدأ على شكل إنتان تنفسي علوي يتجلى بزكام وعطاس وسيلان أنفي لعدة أيام ثم تتفاقم الحالة وتسبب أعراضاً تشبه الربو ويعاني الرضيع من سعال شديد جاف مع وزيز وزلة تنفسية وهذا ما يعرف عند الأطفال بهذه الأعمار بالتهاب قصيبات شعرية والذي قد يتطلب أحياناً علاجاً بجلسات الرذاذ أو قبولاً بالمشفى.
كيفية علاج الإنتانات التنفسية والوقاية منها
تنتقل الإنتانات التنفسية الفيروسية عن طريق الرذاذ المتطاير في أثناء السعال والعطاس ومن هنا يكثر انتشارها في أماكن التجمعات ومنها المدارس ورياض الأطفال وتتم معالجتها عرضياً بالمسكنات والإكثار من السوائل والراحة وممكن بمضادات الاحتقان ولا ضرورة لإعطاء المضادات الحيوية إلا في الحالات القليلة والتي تختلط بإنتانات جرثومية ثانوية.
وللوقاية منها ينصح بتعويد الأطفال على العادات الصحية السليمة ولاسيما غسيل اليدين بالماء والصابون والالتزام بآداب السعال والعطاس وعدم مشاركة الأغراض الشخصية مع أصدقائهم بالإضافة إلى ضرورة الراحة في المنزل عند بدء ظهور الأعراض التنفسية لفترة قصيرة من 3 إلى 5 أيام ريثما تتحسن الأعراض وتنتهي فترة سراية المرض.