انخفضت أسعار العقارات في مدينة حلب بشكل غير مسبوق، وخاصة في الأحياء السكنية "الراقية" الواقعة غربي المدينة، نتيجة العرض الزائد للشقق المعروضة للبيع بدافع السفر و"الهجرة" إلى خارج البلاد.
ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري عن مستثمرين عقاريين بحلب، أن بيع العقارات بدافع السفر والهجرة، يفرض على أصحابها بيعها بسعر أقل مما هي عليه، لأنهم يحددون وقتاً محدداً لبيعها، لا يتجاوز عادة الشهر أو الشهرين، ما يتسبب بخفض أسعار الشقق مقارنة بسابق عهدها.
وأفاد المستثمرون بأنه على الرغم من حاجة المدينة إلى مزيد من الشقق السكنية بفعل توقف الجمعيات السكنية عن التوسع بمشاريعها غربي المدينة، إلا أن الكثير من الشقق السكنية فارغة في حلب، "وخصوصاً في الأحياء الراقية كالفرقان والشهباء القديمة والمحافظة والموكامبو، وكذلك في أحياء السكن الحديث الأول في طرف المدينة مثل حلب الجديدة".
وعزت المصادر ذلك الأمر إلى أن أصحاب الشقق "هاجروا خارج البلاد خلال سنوات الحرب وبعدها، أو بسبب ظاهرة امتلاك الشخص الواحد أو العائلة الواحدة للعديد من الشقق بغية التجارة من دون الحاجة إلى شغلها".
فراغ كبير في الشقق السكنية
وقدرت المصادر عدد الشقق الفارغة في الشطر الغربي من المدينة بنحو 20 في المئة من إجمالي عدد الشقق، وهو ما عليه الحال في أحياء الشطر الشرقي التي تعرضت للدمار جراء قصفها المستمر من قبل قوات النظام قبل الاستيلاء عليها، وما تلاها من دمار بسبب زلزال السادس من شباط 2023.
كما أشارت إلى أن المستثمرين في العقارات يتعرضون حالياً لخسائر مالية، لأن الاستثمار في هذا القطاع في ظل تذبذب سعر الصرف، ومقارنة بسعره قبل الارتفاعات المتتالية في سنوات الحرب وما بعدها، عرّضهم لخسائر لم تكن بالحسبان، في ظل عدم قدرة شريحة كبيرة من سكان المدينة على شراء العقارات المتروكة للتجارة، وفي ظل عزوف المهجّرين من أبناء حلب عن الشراء.
وتوضح العروض الكثيرة لبيع العقارات على منصة فيس بوك تلك الحالة من الخسارة والانخفاض في الأسعار، حيث لوحظ أن المكاتب العقارية تعرض الشقق السكنية ذاتها بعد كل مدة وبسعر أقل من سابقه، نتيجة غياب الطلبات على الشراء، وفق ما نقل المصدر.