استيقظ المجتمع العربي في إسرائيل، اليوم الجمعة، على انقسام دراماتيكي في كتلة الأحزاب العربية التي تستعد لخوض الانتخابات العامة، وسط احتفال ومباركات من اليمين الإسرائيلي المتطرف.
في اللحظات الأخيرة، قرر "التجمع الوطني الديمقراطي"، حزب عربي في إسرائيل، الانشقاق عن تحالف "القائمة العربية المشتركة"، التي تضم حزبين آخرَين.
وأعلن سامي أبو شحادة الذي يترأس حزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، مساء أمس الخميس، خوض الانتخابات المقبلة في 1 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ضمن قائمة منفصلة قبل إغلاق باب تسجيل القوائم الانتخابية بقليل.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا الانقسام إلى ضعف المشاركة في التصويت من قبل المجتمع العربي، وبالتالي فقدانهم لمكاسب برلمانية حققوها في الدورات السابقة.
يعني ذلك أن "عرب 48"، فلسطينيي الداخل، سيخوضون الانتخابات في ثلاث قوائم بعدما كانت قائمة واحدة، وقد حققت في انتخابات آذار/مارس 2020، رقماً "غير مسبوق" في حصولها على 15 مقعداً من أصل 120 في الكنيست.
ابتهاج اليمين الإسرائيلي المتطرف
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن انقسام "القائمة المشتركة" هدية لا تقدر بثمن بالنسبة لزعيم المعارضة اليميني بنيامين نتنياهو وعضو الكنيست إيتمار بن غافير من اليمين الديني "المتطرف والفاشي".
وسارع زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، بتسئيل سموتريتش، إلى تهنئة جمهور اليمين في إسرائيل بانقسام الأحزاب العربية، متأملاً أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعزيز إمكانية بناء تحالف من اليمين يحقق 61 مقعداً من أصل 120، وهي العتبة المطلوبة لتشكيل الحكومة.
بدوره، عضو الكنيست، إيتمار بن غافير، من حزب "قوة يهودية"، وهو حزب ديني من اليمين المتطرف يجاهر بمعاداة الفلسطينيين، بارك هذا الانقسام.
وقال بن غافير، "عندما يتقاتل أعداء إسرائيل لا يسعنا إلا أن نهنئهم على ذلك" واصفا الانقسام العربي بأنه "تطور إيجابي".
ووصف بن غافير الأحزاب العربية بأنها "من داعمي الإرهاب الذين يجب أن نلقي بهم في سوريا".
كما أعرب عضو الكنيست يوسي بروداني، الرجل الثاني في حزب "البيت اليهودي"، الذي ترأسه وزير الداخلية أيلييت شاكيد، عن رضاه بالقول إن " أي عمل يضعف الأحزاب غير الصهيونية في الكنيست جيد".
انقسام الأحزاب العربية في إسرائيل
لم يكن هذا الانشقاق الأول في "القائمة المشتركة"، بعد انشقاق "القائمة العربية الموحدة"، حزب عربي إسلامي، بقيادة منصور عباس، في انتخابات 2021، الذي دخل في الائتلاف الحكومي القائم حالياً.
تشكلت القائمة المشتركة للمرة الأولى، في العام 2015 وشملت 4 أحزاب وهي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة برئاسة أيمن عودة، والقائمة العربية للتغيير برئاسة أحمد الطيبي، والتجمع الوطني الديمقراطي، والقائمة العربية الموحدة.
وقبيل إعلان التجمع الوطني الديمقراطي انفصاله عنها، كانت استطلاعات الرأي العام تتوقع حصول القائمة المشتركة على 5 إلى 6 مقاعد.
وبالمقابل تشير الاستطلاعات إلى حصول القائمة العربية الموحدة برئاسة عباس، على 4 مقاعد.
ويٌشكل العرب نحو 21% من عدد المواطنين في إسرائيل البالغ نحو 9.5 ملايين نسمة.