تشير استطلاعات الرأي في إسرائيل، بعد يوم من الإعلان عن دفع مشروع قانون لحل الكنيست والتوجه إلى الانتخابات الخامسة في غضون أقل من أربع سنوات، إلى أن الأحزاب والكتل المتنافسة لن تحقق نسبة "الحسم" المطلوبة لتشكيل حكومة جديدة، أي الحصول على 61 مقعداً من أصل 120 من مقاعد الكنيست.
نشرت قنوات التلفزيون الخاصة في إسرائيل، القناة 11 و 12 و 13، أمس الثلاثاء، استطلاعات للرأي، تشير جميعها إلى أن الانتخابات المرتقبة أبعد ما أن تكون عن الحسم.
على الرغم من صدارته، على مستوى حزبه وكتلته، لم يتجاوز رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو (يمين متطرف) وزعيم المعارضة الذي قاد إلى انهيار الحكومة الحالية، عتبة الأغلبية المطلوبة (61 صوتاً).
ويقف في مقدمة الأسباب التي دعت رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي (المنتهية ولايته)، نفتالي بينيت، إلى تقديم مشروع قانون حل الكنيست، الإثنين الماضي، عدم تمرير قانون "أنظمة الطوارئ" الإسرائيلي، الذي يشرعن احتلال الضفة الغربية ويقنن إقامة المستوطنين فيها.
وأشار بينيت إلى أنه استنفذ كل الجهود لحشد الأصوات من داخل ائتلافه" المهتز والهجين لتمديد القانون، الأمر الذي دعاه لفرط عقد الحكومة والذهاب إلى انتخابات جديدة، تحسباً لدخول إسرائيل في "فوضى دستورية"، بسبب انتهاء صلاحية القانون المذكور نهاية الشهر الجاري.
اللافت، أن الأحزاب اليمينية في المعارضة والتي يقودها نتنياهو هي من وقفت ضد تمرير تمديد القانون لإسقاط الحكومة، ويبدو أنها نجحت في ذلك.
استطلاع الرأي
وجاءت استطلاعات الرأي، الليلة الماضية، متقاربة بين محطات التلفزة الخاصة بشكل كبير.
وفق استطلاع "القناة 13"؛ حزب "الليكود" بقيادة نتنياهو 35 مقعدا، حزب "يوجد مستقبل" بزعامة يائير لابيد 22 مقعدا، "الصهيونية الدينية" 9 مقاعد، "شاس" 8 مقاعد، "أزرق أبيض" و"يهدوت هتوراة" 7 مقاعد لكل منهما، "القائمة العربية المشتركة" 6 مقاعد، "العمل" و"إسرائيل بيتنا" 5 مقاعد لكل منهما.
أما حزب "ميرتس" اليساري، و"القائمة العربية الموحدة" الحزب الإسلامي المشارك في الائتلاف الحالي، و"أمل جديد" و"يمينا"، حصل كل واحد منها على 4 مقاعد.
نتنياهو الأكثر شعبية
على صعيد الكتل، حصلت كتلة نتنياهو على 59 مقعدا، فيما حصلت أحزاب الائتلاف الحالي على 55 مقعدا.
يعتقد 51٪من المشاركين في الاستطلاع أن بينيت يجب أن يتقاعد من الحياة السياسية.
أما في موضوع من هو الجدير بتسلم منصب رئيس الوزراء، فيظهر الاستطلاع في المفاضلة بين نتنياهو بينيت، أن 48٪ من المستطلعين يفضلون نتنياهو كرئيس للوزراء، و 26٪ يفضلون بينيت.
وفي المفاضلة بين نتنياهو ويائير لابيد (وزير الخارجية الحالي الذي سيقود الحكومة الانتقالية بموجب وثيقة التناوب)، يفضل 51٪ نتنياهو و30٪ يفضلون لابيد.
كما يشير استطلاع لـ "القناة 12" الإسرائيلية الخاصة، إلى أن نتنياهو هو المرشح الأكثر شعبية مع نسبة 47٪، سواء في المواجهة المباشرة مع بينت 23٪، أو مع لابيد 31٪، وغانتس 26%.
ويمكن الاستنتاج من الأرقام التي تعرضها استطلاعات الرأي بأن الجولة الخامسة من الانتخابات ستكون شبيهة بسابقاتها، التي أدى عامل "عدم الحسم" إلى تشكيل حكومات تعتمد على تكتلات غير متجانسة، الأمر الذي ساهم في سقوطها مبكراً.
ومن المتوقع أن تعقد الانتخابات في 25 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، أو في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وفق لجنة الانتخابات الرسمية.
يشار إلى أنه في 13 من حزيران/يونيو 2021، أبصرت الحكومة الإسرائيلية الحالية النور، بعدما أطاح ائتلاف هجين بأغلبية ضئيلة (61 صوتاً من أصل 120) من الأحزاب الإسرائيلية المتباينة في الرؤى والأجندات، بحكومات نتنياهو السابقة والمديدة.