ارتفعت حالات الوفاة بمرض الكوليرا إلى 50 في عموم سوريا منذ بدء انتشاره، مطلع شهر أيلول الجاري، كما سُجّلت آلاف الإصابات بالمرض، كانت معظمها في مناطق سيطرة النظام السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
الكوليرا في مناطق سيطرة النظام السوري
أعلنت "وزارة الصحة" التابعة للنظام السوري في بيان، مساء أمس الأربعاء، ارتفاع حالات الوفاة بمرض الكوليرا إلى 33 حالة، في حين بلغت الإصابات 426.
وأشارت الوزارة إلى أنّ معظم حالات الوفاة بمرض الكوليرا كانت في حلب، حيث سجّلت 28 حالة وفاة، تلتها الحسكة بـ 3 حالات، ثم دير الزور بـ حالتي وفاة.
وأضافت الوزارة أنّ العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة بالاختبار السريع بلغ 426، تركّز أكثر من معظمها في مدينة حلب التي سجّلت أيضاً 260 إصابة، تلتها دير الزور بـ 72 إصابة، والحسكة بـ 30 إصابة.
الكوليرا في مناطق سيطرة "قسد"
شهدت مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ارتفاعاً في عدد حالات الوفاة بمرض الكوليرا، كما سجّلت آلاف الإصابات، منذ بدء انتشار المرض في تلك المناطق، مطلع أيلول الجاري.
وأعلنت هيئة الصحة في "الإدارة الذاتية" العاملة بمناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا، ارتفاع إجمالي عدد الوفيات بمرض الكوليرا إلى 18 حالة، وإجمالي الحالات المثبتة والمشتبهة بالمرض إلى 5365 حالة.
من جانبها ذكرت شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة عبر معرّفاتها الرسمية، أمس، أنّ مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا سجّلت، أمس الأربعاء، 439 حالة اشتباه جديدة بمرض الكوليرا، مشيرةً إلى أنّ إجمالي العينات الإيجابية منها 120، وإجمالي الحالات المثبتة والمشتبهة 5281 حالة.
الكوليرا في شمال غربي سوريا و"نبع السلام"
أعلنت شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة، مساء أمس الأربعاء، ارتفاع عدد الإصابات بمرض الكوليرا في شمال غربي سوريا ومنطقة عمليات "نبع السلام" شمال شرقي سوريا إلى 35 إصابة، وسط تحذيرات من مغبة اتساع رقعة انتشار الوباء بين مخيمات النازحين.
وبحسب شبكة الإنذار، فإنّ مناطق شمال غربي سوريا سجّلت 42 حالة اشتباه جديدة بمرض الكوليرا، أمس الأربعاء، منها خمس حالات مثبتة، مشيرةً إلى أنّ إجمالي الإصابات بلغ 14 حالة، وإجمالي الحالات المثبتة والمُشتبهة بلغ 150 حالة.
أمّا "منطقة نبع السلام" شمال شرقي سوريا فقد سجّلت، أمس، ثماني حالات اشتباه جديدة بمرض الكوليرا (4 في تل أبيض، و4 في رأس العين)، دون تسجيل حالة مثبتة، وأشارت الشبكة إلى أنّ إجمالي الحالات المثبتة بلغ 21، وإجمالي الحالات المثبتة والمشتبهة بلغ 62 حالة.
وأشارت شبكة الإنذار في تقريرها، إلى أنّه مع استمرار ازدياد الحالات في منطقة جرابلس شمال شرقي حلب، التي شهدت تسجيل أوّل إصابة بمرض الكوليرا في شمال غربي سوريا، بدأت الحالات بالانتشار أيضاً في ريف إدلب، خاصةً في مخيمات أطمة، حيث سُجّلت حالة إيجابية في مخيم التكافل، أمس.
وشدّدت الشبكة على ضرورة اتباع إجراءات الوقاية من مرض الكوليرا، من حيث شرب المياه المعقمة وتناول الطعام المعد بطرق سليمة، إضافةً إلى اتبّاع عادات النظافة الشخصية، خاصة غسل الأيدي بطريقة صحيحة.
ونبّهت أنّه في حال ظهور أي أعراض إسهال مائي حاد مع أو من دون إقياء، يرجى مراجعة أقرب مركز صحي لأخذ النصح الصحيح للتعامل مع المرض، وإبلاغ شبكة الإنذار المبكر والاستجابة.
وسبق أن ناشد فريق "منسقو استجابة سوريا"، الأمم المتحدة عبر وكالاتها والدول المانحة، للعمل على تسريع الإجراءات الخاصة بمكافحة مرض الكوليرا ضمن المخيمات في سوريا، وذلك من خلال توفير الإمكانات اللازمة لها لتمكينها من مواجهة مرض الكوليرا الذي بدأ بالانتشار.
وكانت منظمة "World Vision" العالمية قد حذّرت، يوم الثلاثاء الفائت، من تفشي الكوليرا في سوريا، وتهديده لحياة آلاف الأطفال، مشيرةً إلى أنّ الضرر الذي خلفته الحرب والأزمة الاقتصادية الشديدة على شبكات المياه يحرم الناس من الحصول على مياه شرب نظيفة وآمنة.
مرض الكوليرا وأسباب انتشاره
الكوليرا مرض بكتيري، يتسبّب بإسهال شديد يُعرف بـ"الإسهال المائي"، إضافةً إلى العديد من الأعراض أبرزها: الإقياء، وارتفاع درجات الحرارة، والعطش، والتجفاف، فضلاً عن القصور الكلوي الذي يتسبّب بالوفاة، خاصة لدى كبار السن ومرضى السكري.
وتعدّ المياه الملوثة أبرز أسباب انتشار مرض "الكوليرا" وتفشي العدوى بين الناس، كذلك ينتقل المرض عن طريق الخضار والفواكه التي جرت سقايتها بمياه ملوثة كمياه الصرف الصحي التي تحمل جرثومة الكوليرا، إضافةً إلى دور قلة النظافة الشخصية في تفشي العدوى وانتشارها.
وبحسب ما صرّح لـ موقع تلفزيون سوريا، مدير الترصد الوبائي التابع لوحدة تنسيق الدعم (ACU)، الدكتور محمد الجاسم، فإنّ انتشار مرض الكوليرا في سوريا، بدأ من ضفة نهر الفرات من بلدات الكسرة والحصان في ريف دير الزور، عبر تشخيص حالتين أحدهما توفي، ثم بدأت الحالات تتزايد".