حذرت منظمة World Vision غير الحكومية يوم الثلاثاء الماضي من تفشي الكوليرا في سوريا بما أن هذا المرض يهدد حياة آلاف الأطفال، وأكدت على أن الضرر الذي خلفته الحرب والأزمة الاقتصادية الشديدة على شبكات المياه يحرم الناس من الحصول على مياه شرب نظيفة وآمنة.
وذكرت تلك المنظمة في بيان لها بأن مرض الكوليرا آخذ بالانتشار في سوريا "بمعدل مرعب"، وبأن تعدادها للحالات بلغ ما يزيد عن 2500 حالة حتى تاريخه، بينها 611 حالة لأطفال تحت سن الخامسة. وحذرت المنظمة أيضاً من "اقتراب ظهور زيادة هائلة في نسبة الوفيات بهذا المرض خلال الأسابيع المقبلة".
وحول تفاصيل أكثر عن الموضوع، يخبرنا جوهان مويج مدير استجابة سوريا لدى منظمة World Vision حول الوضع فيقول: "ثمة حقيقة تتمثل بأن زيادة حالات الكوليرا تضر بالنازحين بنسبة أشد، بما أن 22% فقط منهم يعيشون في مساكن غير نظامية ويحصلون على ما يكفي من المياه في المناطق الأكثر تضرراً بسبب الكوليرا حتى الآن... وبحسب آخر التقديرات في الشمال السوري، فإن كل النازحين تقريباً، أي 95% منهم، كما أن غالبية المجتمعات، أي 90% منها لا تستطيع تحمل نفقات العلاج، حتى عند توافر مرافق صحية عامة، أي أن مدى إلحاح هذا الوضع وعجلته لا يمكن أن يبلغ مستويات أشد أو أعلى من هذه"، كما أكد على أنه: "مع تراجع النظام الصحي أصبحت حياة هؤلاء الأطفال في خطر، وذلك لأن المعالجة الطبية والإمكانيات اللازمة للاستجابة للتفشي الذي يشهده هذه المرض حالياً أصبحت شحيحة، إذ هنالك 800 ألف طفل يعاني من خطر الجوع في مختلف أنحاء البلاد، بما أنهم يعانون من سوء التغذية، كما أن 15% منهم ممن يعيشون في أتعس المناطق وأكثرها تضرراً في شمال غربي البلاد، يعانون من سوء التغذية... أي أن الوقت قد حان حتى يقوم المانحون وتقوم الحكومات بإعادة سوريا لمركزها المتصدر على قائمة الأولويات مع رصد الموارد من أجل تقديم استجابة كافية تتمتع بإمكانيات متكاملة.. أي أن وقت التحرك قد أزف الآن، لأن عدداً أكبر من الناس سيمرضون كما أن عدد من سيموتون لا بد وأن يزيد".
واختتم الحديث بالقول: "تعمل منظمة World Vision على تقديم اللوازم الطارئة من الماء وإمدادات الصرف الصحي للنازحين والبيئات المضيفة في سوريا وذلك منذ عام 2013، حيث تقدم مواد لتعقيم المياه إلى جانب الأدوية، بيد أن ذلك لا يكفي، ولهذا نناشد كل الجهات الداعمة حتى تسارع بتقديم الدعم المتمثل بزيادة التمويل المخصص لمواد تعقيم المياه والأدوية ومسلتزمات علاج الكوليرا".
يذكر أن النظام السوري أعلن في آخر تقدير له يوم الأحد الماضي عن وجود قرابة 340 حالة مؤكدة بالإصابة بالكوليرا، إلى جانب وفاة 30 شخصا بسبب هذا المرض. كما ذكر وزير الصحة لدى حكومة النظام في 18 من أيلول الجاري بأن الحكومة تسيطر على المرض، في الوقت الذي تم الإعلان فيه عن وفاة سبعة أشخاص بسببه، وبعدما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تفشي المرض في سوريا، حيث عبر منسق الاستجابة الإنسانية لدى الأمم المتحدة في سوريا، عمران رضا، عن "كبير قلقه" إزاء تفشي الكوليرا، وشدد على أن ذلك مؤشر على شح المياه في البلد بعد انحسار مياه نهر الفرات، وانتشار الجفاف في بعض المناطق وتدمير البنية التحتية بسبب النزاع الذي اندلع في عام 2011. وفي الختام، حذر من أن تفشي المرض يمثل "تهديداً خطيراً" للشعب السوري وللمنطقة، ودعا الدول الداعمة لتقديم تمويل عاجل لاحتواء المرض ومنع انتشاره، بالإضافة إلى تأمين الوصول بشكل دائم وبلا قيود للمجتمعات المتضررة.
اقرأ أيضا: لماذا تعتبر إدلب بيئة خصبة لانتشار الكوليرا؟
والكوليرا مرض تتمثل أعراضه بإسهال شديد يحدث بسبب تناول أطعمة أو مياه ملوثة بالبكتيريا العصوية للضمات الكوليرية بحسب ما أوردته منظمة الصحة العالمية عبر موقعها الإلكتروني، حيث أكدت على أن: "الكوليرا ماتزال تمثل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على الظلم وغياب التنمية الاجتماعية".
المصدر: إم إس إن