البث المباشر
يعاني الطلاب الجامعيون في سوريا من سوء الوضع المادي إلى أدنى حد، مع ارتفاع المصاريف اليومية وغلاء كل شيء يحتاجونه، خصوصاً بالنسبة للطلاب القادمين من مناطق بعيدة ويقيمون في العاصمة دمشق.
ويحتاج الطالب السوري من 3 إلى 4 ملايين ليرة سورية شهرياً كمصروف شخصي (وإيجار سكن مشترك) بالإضافة إلى ثمن المحاضرات والمستلزمات الدراسية، في حال كان تخصصه لا يشمل أي معدات أو طلبات خاصة مثل ما يحصل مع طلاب طب الأسنان الذين تعد معداتهم ذات تكاليف مرتفعة جداً.
وبدون إيجار مشترك في غرفة ما بأحياء دمشق الرخيصة أو في ضواحيها يحتاج الطالب إلى ما لا يقل عن 2 مليون ليرة شهرياً ليتدبر أموره الشخصية إلى جانب المحاضرات بدون أجرة طرقات في حال اضطر للسفر من مدينة إلى أخرى.
ومع الأزمات الاقتصادية التي يعيشها السوريون بشكل عام في مناطق سيطرة النظام السوري، يبحث الطلاب الجامعيون عن أي مخرج أو مساعدة مالية لتحسين أوضاعهم وتأمين احتياجاتهم.
ومع فشل النظام السوري في تحسين الوضع الاقتصادي عبر خلق الأزمات وعدم تأمين الأساسيات، لا تقدم حكومته أي مساعدة حقيقية للطلاب السوريين الذين يعانون أشد المعاناة في توفير مصروفهم لشراء المحاضرات ولقمة العيش بعيداً عن ذويهم.
قرض لا يشتري جهازا
ورصد موقع "تلفزيون سوريا" شكاوى العديد من الطلبة في جامعة دمشق، الذين قالوا إن القرض الشخصي الذي يقرضهم إياه الصندوق الوطني للتسليف الطلابي لا يكفي لشراء أي من احتياجاتهم، سواء كان ذلك هاتفا ذكيا أو حاسبا محمولا ولا حتى أجرة مواصلات.
وقال عبد الله أمين، أحد الطلاب الذين يود شراء لابتوب لمساعداته في الدراسة، إن "سعر أسوأ لابتوب مستعمل اليوم بمواصفات متوسطة لا يقل سعره عن 3 ملايين ليرة سورية، والقرض لا يتجاوز الـ 600 ألف ليرة يعني يا دوب ربع المبلغ".
وأضاف لموقع "تلفزيون سوريا"، صحيح أن رواتب الموظفين هي أقل من نصف القرض شهرياً، وهذا يعني أن القرض يعد مبلغا كبيرا يعني راتب شهرين متتالين بالنسبة لموظف يعيش على راتبه، ولكن الحقيقة أن راتب الـ 300 ألف ليرة التي يحصل عليها والدي الموظف في شركة الكهرباء هي في الحقيقة لا تكفي لوجبة أو وجبتين في اليوم بالنسبة لعائلتنا المكونة من 4 أشخاص فقط.
وأشار إلى أن "والدي لا يملك أي قدرة على إعطائنا حتى مصروف، لذلك أنا أعمل كل يوم بعد الجامعة، بدوام جزئي في كافيه، ولكن اللابتوب ضروري بالنسبة لي لأجل الدراسة، يعني مو معقول مهندس معلوماتية ما عندو لابتوب".
وتبدا أسعار اللابتوبات في سوريا في الفترة الحالية، للجديد من 6 ملايين ليرة وصولاً إلى الـ 20 مليون ليرة والمستعمل من 4 ملايين ليرة إلى 12 مليون ليرة بحسب المواصفات وطبيعة الاستخدام كالمكتبي والهندسي والبرمجي والمستخدم للألعاب.
قروض شخصية
ويمنح صندوق التسليف الطلابي قروضاً من دون فوائد سقفها لا يتجاوز 600 ألف ليرة سورية تحت مسمى "قرض شخصي" بلا فائدة يمنح لمرة واحدة، ويسترد على 20 قسطاً شهرياً، ويتم التسديد بعد شهرين اعتباراً من الشهر الذي يمنح فيه القرض.
ويتم الإعلان عن القروض مرة سنوياً، ، وهذا العام الدراسي انتهى التقديم قبل نهاية 2023، حيث يصل عدد المتقدمين إلى أكثر من 25 ألف طالب بالسنة وسطياً.
وعلى الطالب الذي يريد قرضا تقديم بيانات مفصلة للهوية والحياة الجامعية وصك الكفالة، كما أن كافة القروض المعلنة تحتاج إلى كفيل واحد يكون موظفاً بالدولة ومضى على تعيينه سنتان وما فوق.
ويمنح الصندوق كذلك قرضاً بمبلغ شهري ولمدة 9 أشهر في السنة الواحدة وخلال فترة دراسة الطالب في الجامعة بقيمة 60 ألف ليرة لطلاب الكليات الطبية والهندسات و50 ألفاً لباقي الكليات والمعاهد، ويتم تسديده بعد سنتين من التخرج بمعدل 12 قسطاً شهرياً على مدة تساوي فترة الدراسة.
"لا يكفي وتبقى مديوناً"
من جهته، قال محمد بردويل، أحد الطلاب الذين تقدموا بقرض السنة الماضية وتم رفضه بسبب أنه كان راسباً في سنته الدراسية، مؤكداً أن الرسوب كان بسبب الدوام وليس الدراسة.
وأضاف بردويل لموقع "تلفزيون سوريا"، أن القرض رغم أنه بسيط، إلا أنه كان سيساعدني مؤقتاً في تأمين بعض الحاجيات، خاصة أنني أتوقف عن العمل في وقت الامتحانات.
وأشار إلى أنه تم رفض صديقه كذلك بسبب عدم قدرته على تأمين كفيل يضمنه، "والكفيل هنا موظف في الدولة، فليس لدى صديقي بين كل معارفه وأقاربه موظفاً حكومياً".
ويرى بردويل أن الطلاب في سوريا ليس لديهم حقوق أو مساعدة من الدولة، مؤكداً أنه أخوه الكبير يعيش في تركيا، وقد درس فيها حيث لديه الكثير من المساعدات مثل بطاقة الطالب للمواصلات ووجبات بأسعار مخفضة وسكن جامعي بأسعار رمزية أيضاً.
وتابع أن كل دول العالم يعطون الطلاب بعض المساعدة حتى إن القروض التي يحصلون عليها من الدولة، تكون ذات قيمة، يعني ليس مبلغاً لا يكفي أجرة مواصلات ويبقيك مديناً لسنوات.
