شهدت مدينة قيصري، إحدى أهم المدن الصناعية في تركيا، توقفاً شبه كامل في الإنتاج بسبب الإحداث العنصرية التي استهدف العمال السوريين.
ويشكل السوريون ثلث القوى العاملة في المنطقة الصناعية المنظمة بقيصري (OSB)، وقد أدى خوفهم على حياتهم إلى عدم قدرتهم على الذهاب إلى العمل، مما تسبب في تعطل الإنتاج في العديد من المصانع.
وبحسب صحيفة (Yeni Şafak) التركية، تعاني قيصري بالفعل من نقص في العمالة، حيث لا يرغب الشباب التركي في العمل في الوظائف التي يشغلها السوريون. وتفاقمت هذه المشكلة بسبب الهجمات العنصرية، مما يجعل من الصعب على الشركات العثور على عمال جدد.
وأضافت الصحيفة: "نحو 30-35 ألف سوري يعملون في المنطقة الصناعية في المدينة لم يخرجوا من منازلهم منذ أيام بسبب الخوف على حياتهم. عدم قدرة العمال السوريين، الذين يشكلون ثلث قوة العمل في الصناعة، على أداء مهامهم تسبب في تعطل الإنتاج في العديد من المصانع، بل وتوقفه تماماً".
"مواطنونا يريدون وظائف مكتبية"
وأشارت الصحيفة إلى أنه "في معرض التوظيف الذي أقيم في المدينة الشهر الماضي، تم تلقي 10 آلاف طلب توظيف، ولكن قبل 1000 منهم فقط العمل في الصناعة. الباقون رفضوا العمل لأنهم يريدون أن يكونوا موظفين في وظائف مكتبية".
وأضافت: "تبين أن رئيس بلدية واحد فقط تمكن من توظيف 1500 شخص تقدموا بطلبات توظيف، من خلال التحدث مع الشركات في المنطقة الصناعية المنظمة بقيصري، ولكن يعمل منهم حالياً 30 فقط. البقية تركوا العمل بحجة بعد المسافة وظروف العمل".
"السوريون لا يذهبون إلى العمل بسبب الخوف"
وأوضحت نقابة اتحاد عمال النسيج والجلود (BİRTEK-SEN) في بيان نشرته قبل أيام، بأن الكثير من العمال السوريين لم يتمكنوا من الذهاب إلى العمل بسبب الخوف.
وكشف البيان عن حادثة تعرض لها العمال السوريون في أثناء توجههم إلى العمل بواسطة حافلات تقلهم: "حاول البعض قطع طريق بعض حافلات العمال لإنزال السوريين منها. وتعرضت حافلة تضم أعضاء من نقابتنا لقطع الطريق أيضاً، وكان هناك عمال سوريون على متنها".
وأضافت النقابة في بيانها: "دافع زملاؤنا الأتراك عن إخوانهم السوريين بقولهم 'لا يوجد سوريون في هذه الحافلة'، ما دفع الجماعات العنصرية إلى مغادرة الحافلة".
وحذرت النقابة من خطاب الكراهية والتحريض الذي يستهدف اللاجئين السوريين، ودعت العمال إلى التكاتف في مواجهة ما وصفته بـ"برنامج الفقر والبؤس" الذي يزيد من معاناة الجميع.