البث المباشر
شهدت مدينة عنتاب التركية توتراً بعد الاعتداءات التي استهدفت اللاجئين السوريين في قيصري، حيث حاولت مجموعة من الأشخاص مهاجمة حافلات تقل عمالاً سوريين، إلا أن عمالاً أتراك تصدوا لهذه المحاولة ومنعوا تفاقم الأحداث.
وأشارت نقابة اتحاد عمال النسيج والجلود (BİRTEK-SEN) في بيان لها إلى الاعتداءات الاستفزازية التي تستهدف اللاجئين السوريين وفي قيصري وغازي عنتاب، موضحةً بأن الكثير من العمال السوريين لم يتمكنوا من الذهاب إلى العمل بسبب الخوف.
وكشف البيان عن حادثة تعرض لها العمال السوريون في أثناء توجههم إلى العمل بواسطة حافلات تقلهم: "حاول البعض قطع طريق بعض حافلات العمال لإنزال السوريين منها. وتعرضت حافلة تضم أعضاء من نقابتنا لقطع الطريق أيضاً، وكان هناك عمال سوريون على متنها".
وأضافت النقابة في بيانها: "دافع زملاؤنا الأتراك عن إخوانهم السوريين بقولهم 'لا يوجد سوريون في هذه الحافلة'، ما دفع الجماعات العنصرية إلى مغادرة الحافلة".
وحذرت النقابة من خطاب الكراهية والتحريض الذي يستهدف اللاجئين السوريين، ودعت العمال إلى التكاتف في مواجهة ما وصفته بـ"برنامج الفقر والبؤس" الذي يزيد من معاناة الجميع.
انتقادات لاذعة لنواب حزب الشعب الجمهوري
وألقت نائبة غازي عنتاب عن حزب العمال (EMEP) سيفدا كاراجا كلمة في جلسة للبرلمان التركي، انتقدت فيها بشدة الهجمات على العمال السوريين، وحذرت من مغبة الانجرار وراء خطاب الكراهية الذي يستهدفهم.
وقالت: "بعد قيصري، كانت هناك هجمات مماثلة على المهاجرين السوريين في العديد من المدن. واحدة من هذه المدن هي عنتاب. حتى أنه تم اعتراض حافلات العمال، وحاولوا إنزال العمال السوريين، لكن العمال المحليين أحبطوا هؤلاء المعتدين".
ووجهت انتقادات لاذعة إلى نواب حزب الشعب الجمهوري (CHP) بسبب تصريحاتهم التي وصفتها بالشعبوية والتحريضية، مؤكدة أن هذه التصريحات تساهم في تأجيج التوترات وتعميق الانقسامات المجتمعية.
وأضافت: "أحذر نواب حزب المعارضة الرئيسي. كل فيديو تقومون بتصويره، وكل تصريح تدلون به باستخدام شعارات شعبوية ومعلومات خاطئة وتشهير باللاجئين يجعلكم مسؤولين أيضاً".
وتابعت: "إن إثارة خطوط الصدع المجتمعية بخطابات الكراهية دون إظهار الرشد ودون الكشف عن جوهر المشكلات هو عمل عدائي ضد الشعب. لا تفعلوا ذلك".
وشددت كاراجا على ضرورة محاسبة المسؤولين الحقيقيين عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها تركيا، بدلاً من إلقاء اللوم على اللاجئين السوريين الذين هم أنفسهم ضحايا للصراعات والحروب.
