أكّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن المبادرة الأردنية تسعى إلى حل سياسي للأزمة السورية، يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، و"ينهي معاناة الشعب السوري".
جاء ذلك في حوار مطوّل أجرته اليوم الجمعة صحيفة دير شبيغل الألمانية مع وزير الخارجية الأردني، على ضوء عمليات التطبيع العربي مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وإعادته إلى جامعة الدول العربية.
وفي تعليقه على قرار الجامعة العربية إعادة دعوة "الدكتاتور السوري بشار الأسد" وفق وصف الصحيفة، على الرغم من عدم تلبيته لأي من مطالب المجتمع الدولي، قال الصفدي إن "الأزمة السورية مستمرة منذ 12 عامًا، ما تسبب في معاناة هائلة للشعب السوري وتهديد الأمن الإقليمي والعالمي".
وأضاف: "نحن، كدولة مجاورة لسوريا، نعاني بشكل كبير من هذا الصراع أيضًا، لدينا 1.3 مليون سوري في الأردن، و10 بالمئة فقط يعيشون في مخيمات اللاجئين. خمسون في المئة تحت سن الـ15 سنة. نمنحهم حق الوصول الكامل إلى مدارسنا. لقد أصدرنا 320 ألف تصريح عمل للسوريين على خلفية نسبة بطالة تبلغ 24 في المئة. لا يمكننا تحمل الوضع الراهن. وتحقيقا لهذه الغاية، أصدرنا مبادرة أردنية لحل الأزمة وفق مبدأ (خطوة بخطوة). ونسعى لحل سياسي ينهي معاناة السوريين بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
وأوضح الصفدي أن "الوضع (التطبيع مع النظام) لن يعود إلى طبيعته بشكل فعال دون خطوات جادة ملموسة. قمنا بتنسيق مبادرتنا مع شركائنا في الولايات المتحدة وأوروبا. موقفهم واضح: العقوبات ستستمر، ولن تتدفق أموال إعادة الإعمار ما لم تشارك (الحكومة السورية) بجدية في عملية ستعالج تدريجياً جميع جوانب الأزمة".
- دير شبيغل: التقيت الأسد في دمشق في شباط. هل يظهر أي علامة على مسؤوليته عن الكارثة التي جلبها على سوريا؟
الصفدي: ذهبت لرؤية الرئيس الأسد في أعقاب الزلزال الذي ضرب منطقة الحدود التركية السورية. كان الاجتماع صريحًا جدًا. ركزنا على المستقبل. وأبدى استعداده للانخراط في جهود لحل الأزمة. كانت البداية. لقد تحدثنا عن المساعدة الإنسانية عبر الحدود، وحصر الأشخاص المفقودين وخلق الظروف المواتية لعودة اللاجئين تحت إشراف الأمم المتحدة.
- دير شبيغل: هل تدعو إلى المزيد من السياسة الواقعية في الصراع السوري؟
الصفدي: ما البديل؟ يتفق الجميع على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة. يجب أن نتحدث. المشاركة لا تعني التأييد. هناك 3.5 مليون سوري لا يذهبون إلى المدرسة. هل يجب أن نفقد جيلاً آخر؟ لقد كان الأشخاص اليائسون هم الذين انضموا إلى تنظيم "الدولة" الإرهابي. إن الوضع الراهن يجعل الوضع أسوأ للجميع، وخاصة الشعب السوري.
- دير شبيغل: هل تحدثت مع الأسد عن صناعة المخدرات التي أصبحت من مصادر الدخل الرئيسية للنظام السوري؟
الصفدي: ناقشنا بوضوح خطر عمليات تهريب المخدرات إلى الأردن.
دير شبيغل: ورد أن سلاح الجو الأردني قتل مؤخرًا تاجر مخدرات معروف في سوريا. هل تم تنسيق هذا الهجوم مع روسيا؟
الصفدي: بدون التعليق على ذلك سنعمل كل ما في وسعنا لحماية أمننا القومي. عمليات المخدرات هذه ضخمة. قُتل بعض جنودنا على أيدي تجار مخدرات. المهربون مجهزون ومدعومون بشكل جيد للغاية ...
دير شبيغل: ... على سبيل المثال، من قبل إيران ووكيلها "حزب الله".
الصفدي: المهربون لديهم طائرات مسيرة ومعدات رؤية ليلية وأسلحة ثقيلة. سنفعل ما يلزم لوقفهم، بما في ذلك العمل العسكري ضدهم داخل سوريا.
- دير شبيغل: هل تم تنسيق الضربة الجوية الأخيرة مع الروس؟
الصفدي: لا يسعني إلا أن أقول بأننا لم نناقش أي عمليات عسكرية مع روسيا.
دير شبيغل: لكنك تتحدث إلى الروس. لقد التقيت بوزير الخارجية سيرجي لافروف.
الصفدي: روسيا على حدودنا. إنها موجودة في سوريا. بصراحة: روسيا في سوريا عامل استقرار مقارنة بالبديل والفوضى التي ستؤدي إليها.
- دير شبيغل: هل هذا هو سبب عدم ذكر روسيا على أنها المعتدية في الحرب ضد أوكرانيا؟
الصفدي: لا. نمط تصويتنا في الأمم المتحدة واضح. لدينا احتلال في الجوار في الضفة الغربية. إذن، أين مصداقيتنا إذا لم نحافظ على نفس النهج الذي نتبعه؟ نحن نحث على احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي القائم على القواعد، ونحن ضد الاستيلاء على الأراضي بالقوة. يجب احترام سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا. هذا هو موقف الأردن الثابت.
- دير شبيغل: روسيا تنضم إلى الشرق الأوسط من قبل قوة كبرى أخرى. هل ترى أن التقارب الذي توسطت فيه الصين بين السعودية وإيران تطور إيجابي؟
الصفدي: نريد علاقات جيدة مع إيران. علينا معالجة جميع أسباب الصراع بما في ذلك التدخل (الإيراني) في المنطقة. لهذا ندعم الصفقة التي تم التوصل إليها بين إيران والسعودية.
- دير شبيغل: هل ترحب بمشاركة الصين في المنطقة؟
الصفدي: تتمتع الصين بعلاقات اقتصادية قوية مع بعض الدول العربية، وإن لم يكن كثيرًا مع الأردن، إلا أننا اقتصاد صغير جدًا. ونحن تقليديًا نحافظ على علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة وأوروبا. وتبقى هذه العلاقات متينة.