ملخص:
- اعتدى عناصر من تنظيم "الشبيبة الثورية" على عشرات الطلاب وذويهم خلال حفل تكريم للمتفوقين في حي الشيخ مقصود بحلب.
- الحزب المنظم للحفل، حزب الوحدة الديمقراطي الكردي، حمّل "الإدارة الذاتية" المسؤولية عن الهجوم.
- الحادثة أثارت انتقادات واسعة، حيث وُصف تنظيم "الشبيبة الثورية" بأنه قوة أعلى من السلطات الأمنية والعسكرية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
اعتدى عناصر من تنظيم "الشبيبة الثورية" التابع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أمس السبت، على عشرات الطلاب خلال حفل تكريم للطلبة المتفوقين في حي الشيخ مقصود بحلب.
وقال "سوار شيخو" (اسم مستعار) وهو شاهد عيان، لموقع تلفزيون سوريا، إن "نحو ثلاثين مسلحاً من تنظيم الشبيبة الثورية يحملون أسلحة بيضاء ورشاشات اقتحموا صالة الاحتفال واعتدوا بالضرب على عشرات الطلاب وذويهم داخل صالة ستار لايت في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب".
وكان حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا نظم الحفل بهدف تكريم نحو 200 ناجح ومتفوق في الشهادة الثانوية بمشاركة ذويهم وفعاليات ثقافية واجتماعية في المدينة.
إلا أنّ مسلحي تنظيم الشبيبة الثورية هاجم مكان الحفل وكسّر محتويات الصالة من كراسٍ وطاولات، إلى جانب حرق صور ورموز الحزب وترهيب الحاضرين وكان بينهم عشرات النساء والأطفال، وفق ما أكده شيخو.
وأشار شيخو إلى "ترديد عناصر التنظيم شعارات مؤيدة لحزب العمال الكردستاني وهتافات تحيي زعيم الحزب عبد الله أوجلان، بالتزامن مع اعتدائهم على الحضور".
وأوضح شيخو أن "مسلحي التنظيم كانوا يتحركون وفق توجيهات من قبل قيادي في حزب العمال الكردستاني معروف في حي الشيخ مقصود، والذي كان يأمرهم بالاعتداء على كل المشاركين دون تفرقة بين النساء والرجال أو الأطفال".
حزب الوحدة يحمل "الإدارة الذاتية" المسؤولية
وقال حزب الوحدة الكردي في بيان السبت إنه "بسبب الهلع الذي حدث والضرب العشوائي، ومواصلة المجموعة طردها لجمهور الحفل، وتدافعهم للخروج من الصالة عبر ممر درج طابقي واحد، أصيب البعض بجروح ورضوض وكسور في القدم".
موضحاً أن الهجوم "العنيف المخطط له عن سبق إصرار، منافٍ للقيم الأخلاقية ومبادئ حقوق الإنسان ولجهود نشر العلم والمعرفة".
وأشار الحزب في البيان إلى أن الحفل كان "مرخصاً من قبل قوات الأسايش"، محملاً "الإدارة الذاتية المسؤولية عمّا حصل من تعنيف وأضرار معنوية ومادية".
"أعلى سلطة من قسد".. حملة انتقادات واسعة لحادثة الاعتداء
وفي السياق، علق الصحفي "سيروان بركو" وهو مدير إذاعة آرتا المحلية، التي تعرض مقرها في مدينة عامودا للحرق من قبل عناصر التنظيم في العام 2016، على حادثة الاعتداء بالقول إن "تنظيم شبيبة الثورة هو عملياً أعلى سلطة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، أعلى من قسد، مسد، الأسايش وغيرها من المؤسسات الأمنية والعسكرية".
وأضاف أن "وجود التنظيم وعدم محاسبته على أفعاله، هو رسالة بألا قانون فوق قوانينه، ولا سلطة فوق سلطته".
ونشر ناشطون مقاطع مصورة من داخل صالة الاحتفال في أثناء هجوم مسلحي الشبيبة الثورية على الطلاب وذويهم وسط حالة من الهلع والخوف وتدافع العشرات للخروج من الصالة.
ووصف الصحفي "شيروان إبراهيم" في منشور على صفحته بفيسبوك حادثة الاعتداء بأنها "هجمة بربرية على حفل تكريم للطلاب المتفوقين في الشيخ مقصود بحلب على يد مخربي حركة الشبيبة الثورية".
وحمل الصحفي "قسد والإدارة الذاتية" مسؤولية كل هذه التصرفات، وقال إنه "من حق الجميع اتهامهم مباشرة، طالما ليس هناك أي محاسبة أو رادع يوقف كل هذه التصرفات الهمجية بين فترة وأخرى".
ويرى إبراهيم أن "الإدارة والقوات التي لا تضع حداً لهؤلاء، يعني أنها تشرف عليهم مباشرة، أو أنها على الأقل تؤيد هكذا تخريب".
بذكر أن حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا أحد أحزاب الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية وحليف رئيسي لها في مناطق شمال شرق سوريا.
من هم "الشبيبة الثورية"؟
تنظيم "الشبيبة الثورية"، أو ما يعرف كردياً بـ"جوانن شورشكر-Ciwanên Şoreşger"، هو مجموعة تتألف من شبان وشابات، معظمهم قاصرون، لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات "الإدارة الذاتية"، ويُقادون من قبل كوادر (قادة عسكريين) ينتمون إلى حزب "العمال الكردستاني (PKK)".
وتُتهم "الشبيبة الثورية" بالوقوف خلف عمليات تجنيد أطفال وقاصرين وحرق مقار الأحزاب المعارضة لـ"الإدارة الذاتية"، إلى جانب خطفها للناشطين السياسيين والصحفيين والمعارضين في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.