ملخص:
- تصاعد التوتر بين "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة" شمالي حلب بسبب ضم "صقور الشمال".
- اجتماع عُقد في حور كلس لم يسفر عن حلول، والشامية رفضت تسليم قائد اللواء.
- الشامية دعت قادة الجيش الوطني للتعاون، مؤكدة أهمية الحفاظ على الاستقرار.
- الشامية تتمسك بدعم قائد "صقور الشمال" وتطلب الحوار للوصول إلى حلول مرضية للجميع.
تتواصل الاستنفارات في ريف حلب الشمالي بين "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة" التابعتين للجيش الوطني السوري، في ظل فشل التوصل إلى حلول بخصوص قضية "لواء صقور الشمال".
وقبل يومين، عُقد اجتماع في منطقة حور كلس بريف حلب الشمالي بين وفد ممثل عن الجبهة الشامية ومسؤولين في الجانب التركي، لبحث ملف التصعيد الحالي بين فصائل الجيش الوطني، على خلفية انضمام "لواء صقور الشمال" إلى الشامية ورفضه قراراً من وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بحلّ نفسه.
وأفاد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا، بأن الجانب التركي طلب من الجبهة الشامية تسليم قائد "لواء صقور الشمال" حسن حاج علي (حسن خيرية) والمقار التابعة للواء، لوزارة الدفاع، لكن الشامية رفضت الأمر.
بالمقابل، طلبت الجبهة الشامية من الجانب التركي إعطاء أوامر بفض الاستنفارات من قبل "القوة المشتركة" التي تسعى للتصعيد بحجة تطبيق قرارات وزارة الدفاع، لكن الجانب التركي لم يستجب لذلك أيضاً.
ما المستجدات؟
انتهى الاجتماع الذي استمر نحو 4 ساعات من دون التوصل إلى نتائج نهائية، إذ تقرر عقد اجتماع آخر في اليوم التالي لاستئناف المفاوضات.
وذكر مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا، أن الاجتماع الثاني لم يُعقد، إذ أرسلت الشامية ردها من دون عقد لقاء، مفاده أنها لن تتراجع عن قرار ضم "صقور الشمال"، وفي حال كان هناك إشكاليات على قائد اللواء "حسن خيرية"، يمكن معالجتها من دون حلّ الفصيل بشكل كامل.
وبحسب المصدر، فإن الجانب التركي طلب أيضاً تسليم مقار "صقور الشمال" في قطاع "غصن الزيتون" لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، وهو ما لم يتم الاتفاق على صيغة بشأنه أيضاً، لتستمر الحشودات العسكرية على إثر ذلك بين "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة"، التي تقول إنها ملتزمة بقرار وزارة الدفاع بـ"حل صقور الشمال" ومنع بقائه ضمن "الشامية".
"الشامية" تبرق برسالة لقادة الجيش الوطني
علم موقع تلفزيون سوريا من مصدر خاص، أن قائد "الجبهة الشامية" عزام غريب، أرسل رسالة خاصة إلى قادة الجيش الوطني السوري، قال فيها: "يسأل الكثير من القادة من منطلق حرصهم على السلم والاستقرار بالمنطقة المحررة عن نتائج الاجتماع مع الإخوة الأتراك من أجل قضية فصيل صقور الشمال".
وأضاف: "نؤكد تقديرنا للإخوة المسؤولين الأتراك على سعة صدرهم ومحاولتهم مساعدة فصائل الجيش الوطني الوصول لحلول تضمن السلامة والاستقرار دون إجبار ولا إكراه، ونثمّن حرص قادة الجيش الوطني على التدخل لحل الإشكالات ومساعدتنا في إيجاد الحلول للمشاكل العالقة، وحتى الإخوة الذين أخذوا خطوات على الأرض نعتقد جازمين أنهم يتفهمون ظروفنا لو كانوا مكاننا، وأننا لسنا بأي وارد عدائي لا سمح الله، وكل ما حدث هو اجتهاد يحدث مثله الكثير في الثورة من ضم ودمج وغيره وكم تشكلت جبهات وغرف وتحالفات ولم ينكرها أحد".
وأردف: "عتبنا كبير بل وحقنا بالرد محفوظ على من يسعى ليل نهار للوشاية وتصفية الحسابات بنقل صورة غير صحيحة عن أخيه في الثورة ليقدم نفسه كطرف مدلل عند الإخوة الأتراك، ولا نريد أن نذكِّر بما قاله رئيس الحكومة من اتهامات خطيرة في اجتماع عنتاب الأخير".
البعد عن لغة التحدي
وقال "غريب" في رسالته، إن "الجبهة الشامية تحب لنفسها ولغيرها البعد عن لغة التحدي والتهديد، فهذا يكون بين الأعداء وليس بين الأصدقاء، ونصدقكم القول أن ضم حسن خيرية لم يكن أبداً بخطط الشامية، ولولا خشية الشامية من فرط فصيل ثوري وتمزقه وتشرد عائلات وأسر من خلفه وما يؤثر سلباً على الحاضنة الشعبية والروح الثورية لوجدت الشامية ألف طريقة لتنسيب جديد دون هذه المشاكل، ولكن الرجل هو حتى الآن سيد قراره، ونحن ندعم قراره بصفته جبهة شامية، وكلكم سيقف مع من يقف معه".
وأكمل: "الجبهة الشامية تخاطبكم لنتساعد ونتعاون في إيجاد حلقة تخطيط وتركيز لاعتماد صورة مُرضية للجميع بهيكلة القوى العسكرية، وبإشراف الأخوة الأتراك دون أن نتعرض لفتن وفوضى وزراعة أحقاد بيننا في آخر قلاع الثورة".
وختم: "كل شيءٍ متعلق بأمور مادية من مقرٍ هنا وهناك وكتلة قدرها كذا أو كذا أو قائد صف أول أو ثاني أو تداول يمكن الوصول لحلول فيه، الخط الأحمر الذي لا تريدونا ولا تريدون لأنفسكم أن يتم تجاوزه هو العهد والوفاء بما نتعاهد عليه، ونحن كشامية عاهدنا الأخ حسن خيرية على الاندماج معنا وله مالنا وعليه ما علينا، وغير ذلك قابل للحوار وإيجاد الحلول، ومستمرون بالتواصل الفعال مع الإخوة بالجهاز، ونحتاج لدعمكم ومشورتكم للوصول لنتائج إيجابية لنا جميعاً"، بحسب الرسالة.
تصعيد بين فصائل "الجيش الوطني"
وتشهد منطقة ريف حلب الشمالي والشرقي تطورات ميدانية متسارعة، إذ يستمر التصعيد بين "الجبهة الشامية" و"القوة المشتركة" التابعتين للجيش الوطني السوري، وسط تعزيزات عسكرية متبادلة تنذر باحتمالية اندلاع مواجهات واسعة في أي لحظة.
يأتي هذا التوتر بعد قرار وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة حلّ "لواء صقور الشمال" العامل ضمن الفيلق الثاني، وهو ما أشعل فتيل الأزمة وأدى إلى انقسام حاد بين الفصائل.
ووصل التوتر بين الفصائل إلى مرحلة حرجة، ليلة الخميس الماضي، إذ وقعت مناوشات في محيط بلدتي قطمة وكفر جنة بعد دفع "القوة المشتركة" بآلية تحصين (تركس) لتجهيز سواتر ترابية تطل على مواقع "الجبهة الشامية".
وردّت "الشامية" بإطلاق النار على الآلية، ما اضطرها إلى الانسحاب، تزامن ذلك مع تعزيزات عسكرية مكثفة من الطرفين، إذ حشدت "الجبهة الشامية" مزيداً من القوات في مدينة اعزاز وريفها، بينما رفعت "القوة المشتركة" سواتر ترابية مقابل نقاط الشامية في سياق الاستعداد لأي تصعيد.
بالتزامن مع ذلك، استنفر "أحرار الشام – القطاع الشرقي"، الذي يتبع لـ "الشامية"، في محيط مدينة الباب بريف حلب الشرقي، استعداداً لأي تصعيد مع "القوة المشتركة".
وتشير التطورات إلى أن "صقور الشمال" ما زال متمسكاً بخياره بالانضمام إلى "الجبهة الشامية" ورفض قرار "الحكومة المؤقتة" بحل نفسه، ومواجهة أي تصعيد قد ينشب بين الأطراف، إذ ظهر قائد الفصيل حسن حاج علي (حسن خيرية) برفقة عدد من المقاتلين في أحد الجبال في ريف عفرين، استعداداً لصد أي هجوم من "القوة المشتركة".