البث المباشر
تشهد مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في محافظة الرقة ركوداً كبيراً في الأسواق، بسبب الانقطاع المستمر لخدمة الإنترنت، عقب تحويلهِ مِن الهوائيات التركيّة إلى الكبل الضوئي القادم مِن كردستان العراق.
وقالت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ انقطاع الإنترنت بات أمرا يوميا ويستمر انقطاعه قرابة الـ 6 ساعات - على الأقل - يومياً.
وهذا الانقطاع يبقي معظم التجّار وأصحاب المحال في معزلٍ عن العالم مِن ناحية متابعة أسعار صرف العملات التي تُبنى عليها أسعار البضائع والمنتجات بشكل عام، إضافةًَ إلى توقّف تداول العملات والحوالات بسبب غياب التواصل مع أسواق المال خارج محافظة الرقة.
سعد العفيدلي - صرّاف في مدينة الرقة - قال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّه وغيره مِن الصرّافين ما زالوا يتعرّضون، منذ 3 أيام، إلى خسائر كبيرة بسبب انقطاع الإنترنت، الذي أدّى إلى توقّف الحوالات وتجميد مبالغ كبيرة مِن الليرة السوريّة وعدم بيعها لعدم معرفتهم قيمة الأسعار في بقية المناطق.
وأضاف "العفيدلي" أنّهم تفاجؤوا - خلال فترة انقطاع الإنترنت - بارتفاع الدولار مقابل الليرة السورية مِن 3200 ليرة إلى 3700 وأكثر.
وأضاف نصر عواد محي الدين - مواطن مِن أهالي الرقة - أنه يعتمد على ما يُرسله له ابنه مِن السعودية، وبسبب انقطاع الإنترنت المتكرّر لم يتمكّن مِن تسلّم حوالة مالية أُرسلت، منذ 3 أيام، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر تكرّر مع كثير مِن الأهالي، ولم يشعروا بهذه المعاناة عندما كانت شبكة الإنترنت مِن تركيا.
عمليات استغلال
أدّى انقطاع الإنترنت في محافظة الرقة إلى عمليات استغلال كبيرة بحق المواطنين، حسب ما أكّده نوار الهيثم - صاحب محل صرافة في مدينة الرقة - موضحاً لموقع تلفزيون سوريا أنّه عندما يدخل زبون إلى محل الصرافة لبيع 100 دولار مقابل الليرة السوريّة، يجري البيع بسعر أقل مِن سعر السوق الحقيقي بكثير، الأمر الذي جعل فترة انقطاع الإنترنت فترة استغلال نتيجة انقطاع محال الصرافة عن أسعار الصرف الحقيقية.
وأضاف "الهيثم" أنّه لا يوجد أي مصدر للإنترنت إلّا القادم عبر الكبل الضوئي مِن كردستان العراق، وتحت إشراف "قسد" حصراً.
مصدر إداري مِن لجنة الطاقة والاتصالات قال لموقع تلفزيون سوريا إنّ "عمليات قطع الإنترنت تتم عادة بسبب أعطال في الكبل الضوئي، لكن في الفترة الأخيرة باتت عملية القطع متعمدة من قبل شركة (Rcl) التي تملكها وحدات حماية الشعب (YPG) - العمود الفقري لـ"قسد" - حيث تنفرد بمنح خدمة الإنترنت للأهالي عبر الكبل الضوئي أو عبر الهوائيات كي تكون مصدر تمويل لها".
وحسب المصادر فإنّ مدينة الرقة لم تشهد، طيلة الفترات الماضية، أزمة إنترنت كالتي تشهدها حالياً، إذ تنقطع الخدمة عن عموم المحافظة بشكل يومي لأكثر مِن 6 ساعات وغالباً خلال ساعات النهار، أي في ذروة نشاط أسواق المال والمتاجر.
يشار إلى أنّ "الإدارة الذاتية" أصدرت، عام 2019، قراراً بإلغاء الإنترنت التركي نهائياً والاعتماد على الإنترنت العراقي، وذلك بذريعة مقاطعة المنتجات التركية. في حين يقول ناشطون معارضون لسياسة "قسد" إنّ الاستبدال كان لدواعٍ أمنية واقتصادية.
