أفادت المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) بوجود مبالغ ضخمة من الدولارات، أرسلتها أطراف إيرانية في الآونة الأخيرة إلى جهات عديدة من بلدات ومدن الجنوب السوري، بهدف تجنيدها وكسب ولائها.
جاء ذلك في تقرير أعدّته المخابرات العسكرية الإسرائيلية بحسب ما نشرت صحيفة "الشرق الأوسط". وأوضح التقرير أن الأموال وصلت إلى عدد من قادة "المجتمع" في مدينة السويداء، من أبناء الطائفة العربية "الدرزية" التي عرف بعضها بتأييده للنظام، ويبدي تحولاً نحو إيران وحزب الله اللبناني.
كما وصلت الأموال، بحسب التقرير، إلى قادة بلدة (قرفا) التي نجحت إيران في تحويلها من المذهب السني إلى المذهب الشيعي، وإلى جهات أخرى تسعى لتجنيدها أو تشييعها واستخدامها في تسهيل مهام "حزب الله" اللبناني.
ويرى التقرير أن النشاط الإيراني آخذ في الاتساع حالياً خصوصاً في منطقتي الجنوب والشرق، وكذلك قرب الحدود مع لبنان، حيث تُقدم الميليشيات الإيرانية على شراء بيوت وأراضٍ بأعداد هائلة، ويأتون بسكان جدد من إيران نفسها أو من مجموعات سكانية شيعية أخرى من عدة بلدان في المنطقة، مثل العراق وأفغانستان واليمن، وغيرها، كما يستغلون الفاقة والضائقة المالية للسكان المحليين فينشؤون الجمعيات الخيرية لإغراء السكان، بحسب التقرير.
من جهة أخرى، قارن التقرير بين النشاط الإيراني والنشاطات الإسرائيلية الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، إذ تقام بؤر استيطانية إيرانية غير قانونية، ومن ثم تتحول إلى استيطان شرعي بتصديق عدد من ضباط النظام في تلك المناطق. فيقول إن "فرار ملايين السوريين من وطنهم ترك فراغاً هائلاً بالسكان، يملؤه اليوم الإيرانيون بالألوف، من أفراد ميليشياتهم الذين يتدفقون إلى سوريا، أو بوساطة ألوف الجنود والضباط السوريين الذين يتركون جيش النظام ويبايعون الضباط الإيرانيين".
ولفت التقرير أيضاً إلى أن هذا النشاط يسبب القلق أيضاً لدى إسرائيل وروسيا وعدة دول في المنطقة. وأن إسرائيل التي تحارب التموضع الإيراني العسكري في سوريا، لا تجد وسيلة ناجعة لمحاربة الاستيطان المدني للإيرانيين.
وينقل التقرير تعليقات بعض قادة الجيش الإسرائيلي على ما يحصل في مناطق سيطرة الميليشيات المدعومة من إيران في جنوبي سوريا، معتبرين أن السيناريو "الذي نجح في لبنان وجعل من منطقة الجنوب أرضاً تحت سيطرة كاملة لحزب الله، يتم احتذاؤه في الجنوب السوري أيضاً.. ومع الوقت سيصبح جنوبي سوريا جبهة ضد إسرائيل وغيرها من دول المنطقة". ويتدارسون الخطط لمواجهة هذا التطور. ويشير التقرير إلى أن روسيا أيضاً قلقة من النشاط الإيراني ولكنها لا تحاربه.