icon
التغطية الحية

بالتفاصيل والأرقام.. رصد شامل للميليشيات الإيرانية في سوريا

2020.08.21 | 11:10 دمشق

hjy_zadt.jpg
ضابط إيراني (حجي زادة) في الحرس الثوري وخلفه أعلام ميليشيات- إنترنت
أحمد طلب الناصر - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

تواردت الأخبار حول وجود مجموعات إيرانية مسلحة منذ الأيام الأولى للثورة السورية، بالتزامن مع انتشار حالات قنص المتظاهرين في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، في أوائل نيسان 2011، وتناقل المتظاهرون أنباء تتحدث عن تمركز قناصين "إيرانيين" فوق أبنية حكومية أطلقوا الرصاص الحي على مظاهرات يوم الجمعة.

وبعد انتهاج النظام سلوك اقتحام القرى وأحياء المدن الثائرة منذ مطلع عام 2012، أخذت حالات القتل تأخذ أشكالاً مختلفة أكثر رعباً، وأضحت المجازر الجماعية السمة الغالبة على المناطق المقتحَمة، لا سيما التي نُفّذت بالسلاح الأبيض؛ مثل ما حدث في مجزرة كرم الزيتون ودير بعلبة وبابا عمرو والحولة، وداريا والجديدة، والبيضا في بانياس، والجورة والقصور في دير الزور، وفي النبك، إضافة إلى عشرات المجازر المختلفة في باقي المناطق السورية.

وارتبطت غالبية تلك المجازر بوجود عناصر ومجموعات إيرانية طائفية شاركت في الذبح والتنكيل بحسب شهادة معظم الناجين منها؛ إذ أكدوا سماع عبارات بلغة فارسية؛ إضافة إلى كتابات حملت شعارات ورموزاً طائفية خلّفها المرتكبون على أجساد الضحايا وجدران بيوتهم.

  • التدخّل المعلن والمباشر

كل ما سبق من الانتهاكات وعلاقتها بالميليشيات الطائفية بقيت خارج نطاق التوثيق والإعلام، إلى أن جاءت أولى المؤشرات العلنية الدّالة على حجم التوغّل العسكري الإيراني داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية في سوريا، وتمثّلت في تدخّل "حزب الله" العلني والمباشر واحتلاله لمدينة القصير بريف حمص منتصف 2013، وتبعته ثانياً مجزرة النبك بريف دمشق الشمالي في نهاية العام نفسه، وراح ضحيتها ما يقرب من 250 مدنياً، ذبحاً وحرقاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء؛ على يد ميليشيا لواء (ذي الفقار) العراقي وحزب الله اللبناني.

ثم جاء المؤشر الأهم مع ظهور "قاسم سليماني" قائد "فيلق القدس"، الجناح العسكري الخارجي للحرس الثوري الإيراني، لا سيما خلال معارك حلب وما تلاها من سيطرة النظام والميليشيات عليها بعد تدميرها وانسحاب فصائل المعارضة منها.

 

الميليشيات المدعومة إيرانياً وتوزعها في سوريا:

تنتشر غالبية الميليشيات المدعومة من إيران، السورية واللبنانية والعراقية والأفغانية والباكستانية، في كلّ من الجنوب السوري والسيدة زينب بدمشق وبريف حلب الجنوبي وريف حماة الشرقي، وحمص وريفها، وفي دير الزور.

اقرأ أيضاً.. خارطة تفاعلية بمواقع انتشار الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا

"البيت الزجاجي".. حميميم إيران في سوريا

يعد ما يطلق عليه "مقرّ البيت الزجاجي" في محيط مطار دمشق الدولي المركز الرئيس لقيادة القوات الإيرانية والميليشيات متعددة الجنسيات المنضوية تحتها، بالإضافة لمستودعات الذخيرة، تماماً مثل قاعدة "حميميم" بالنسبة للقوات الروسية، رغم زعم القوات الإيرانية إفراغه، بحسب تقرير لموقع المدن، نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتكررة عليه.

ومن ذلك المقر يوجه الخبراء الإيرانيون المسلحين القادمين من إيران والعراق، ولضمان أمن المطار تصرّ إيران على فرض سيطرتها الكاملة على منطقتي جنوب دمشق والغوطة الشرقية بشكل كامل.

 

مدينة البوكمال الحدودية.. المقر الأكبر للقوات الإيرانية

ومؤخراً أضحت مدينة البوكمال أكبر مقار القوات الإيرانية داخل الأراضي السورية، بحسب تقرير لـ "العربي الجديد"، وتشهد عمليات تشييع لتجنيد الشبان في الميليشيات الإيرانية، الذين يقبلون على الانضمام إليها هرباً من الخدمة في مناطق قوات النظام، فضلاً عن رواتبها المغرية بالنسبة إليهم، والتي تصل إلى نحو 200 دولار شهرياً.

 

الميليشيات.. عددها وعدد مسلّحيها

ويبلغ عدد الميليشيات الطائفية الإيرانية والمدعومة من إيران في سوريا نحو 50 تشكيلاً، وصلت أعداد عناصرها خلال عام 2017  نحو  70 ألفاً، وتقدّر أعدادهم اليوم بأكثر من 100 ألف مسلح، باعتراف قائد الحرس الثوري الإيراني "محمد علي جعفري".

 ورغم ذلك تبقى أعداد عناصر الميليشيات غير دقيقة بسبب التعتيم المتعمّد من قبل الإيرانيين ونظام الأسد على حد سواء.

وتقسم الميليشيات الطائفية في سوريا، بحسب منشأ عناصرها، إلى أربعة فرق هي: العراقية واللبنانية والميليشيات الأجنبية (الإيرانية والأفغانية وغيرهما) ورابعاً الميليشيات المحلية (السورية).

الميليشيات العراقية:

وأبرزها (تم حصر غالبية الأسماء المذكورة بالاعتماد على تقرير نشره موقع (إيران واير) بعنوان "خريطة انتشار الميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق"، بالإضافة لدراسة أعدتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان بعنوان "الميليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا").

ميليشيا "أبو الفضل العباس" التي يقودها "أبو هاجر العراقي"، وتتخذ من السيدة زينب مقراً لها. نشأت الميليشيا من العراقيين الشيعة الموجودين في سوريا منذ ما قبل الثورة، وغالبيتهم سكنوا السيدة زينب وجرمانا والتل بريف دمشق. بدأت نشاطها في قمع المتظاهرين ثم صارت تشتبك مع فصائل المعارضة في مناطق حجيرة وعقربا والسيدة زينب.

unnamed_5.jpg
قائد ميليشيا أبو الفضل العباس- إنترنت

ازداد لاحقاً عدد عناصر الميليشيا –مع الكتائب التابعة لها- ووصل في آب 2017  إلى أكثر من 7000 مسلّح، بحسب "الشرق الاوسط"، وتتوزع مقارها في السيدة زينب وقرب مقام السيدة رقية وحي "الجورة" الدمشقي المتاخم لحي "الميدان" الشهير، وفي نبل والزهراء بريف حلب.

يتفرع عن أبو الفضل العباس كلّ من "لواء ذو الفقار" بقيادة حيدر الجبوري ولقبه "أبو شهد". ويعد هذا اللواء الأكثر نشاطاً، حيث قاتل في غوطة دمشق الشرقية، ومحيط السيدة زينب، والقلمون، وإدلب، وحلب، وريف حلب الجنوبي، ونبل والزهراء، وهو مرتكب مجزرة النبك. وكتيبة "قمر بني هاشم" عدد مسلحيها نحو 200. و"لواء اللطف" الذي لا يتجاوز عدد مسلحيه 150 شخصاً. وأيضاً "لواء المعصوم".

ذو الفقار.jpg
عناصر من ميليشيا لواء ذو الفقار- إنترنت

بعد "أبو الفضل العباس" تأتي ميليشيا "كتائب الإمام علي" التابعة للحشد الشعبي في العراق، وتضم نحو 1000 مسلح يقاتلون في البادية الشامية.

وبحسب تقرير لـ "الجزيرة" تعتبر (النجباء) ثاني أقوى ميليشيا عراقية موجودة في سوريا، وتحظى باهتمام ورعاية ودعم الحرس الثوري الإيراني. ويصل عدد أفرادها لنحو 10 آلاف مسلح.

ثم كتائب "سيد الشهداء" و"حركة الأبدال". ويتراوح عدد مسلحي كل منها ما بين 1500- 1700 عنصر ينشطون بشكل خاص في البادية.

نجباء.jpg
عناصر من ميليشيا النجباء- إنترنت

بالإضافة إلى الميليشيات التالية: "حزب الله العراقي"-عصائب أهل الحق العراقية- لواء "أسد الله الغالب"-ويقوده أبو فاطمة الموسوي- "-"قوات التدخل السريع" أو "أفواج كفيل زينب" ويقودها أحمد الحجي الساعدي- لواء "الإمام الحسين"، ويتزعمه "أبو كرار أمجد البهادلي" ويبلغ عدد مسلحيه نحو 1150 مسلحاً يتخذون من مدينة حلب مركزاً لهم، وعناصره لا ينحدرون من العراق فحسب وإنما من إيران وأفغانستان وباكستان أيضاً.

وأيضاً، ألوية "الحمد" و"الحسن المجتبى" و"عمار بن ياسر". ويقدر عدد مقاتليها بنحو 1500 مقاتل- لواء "حيدر الكرار"، نحو 1000 مسلح- "لواء اليوم الموعود " ويضم مسلحين من جنسيات متعددة أيضاً، كلواء "الإمام الحسين"، ومن بينهم سوريون من إدلب ومعرة مصرين والفوعة وكفريا. ويقدر عدد مقاتليها بنحو 1100 مقاتل - و"فيلق الوعد الصادق".

ثم تأتي قوات "الشهيد محمد باقر الصدر" وتنتشر في أحياء مدينة دمشق برفقة قوات حفظ النظام التابعة للأسد، وجميع عناصر الميليشيا يرتدون لباس قوى الأمن الداخلي التابع للنظام، ويأتمرون بقيادة ضباط وزارة الداخلية، ويقدر عددهم بنحو 900 عنصر- "سرايا طلائع الخراساني" وهم مزيج من مسلحين عراقيين وإيرانيين مهمتهم حماية مطار دمشق الدولي- "لواء بقية الله"، عراقيون وأفغان يقدر عددهم بنحو 400 مسلح، ومهمتهم دعم حماية أسوار مطار دمشق.

 الميليشيات اللبنانية: ويأتي في مقدمتها ميليشيا "حزب الله" وقوامه نحو 10-12 ألف مقاتل.

ويتوزع عناصر حزب الله في غالبية مناطق سيطرة النظام، وخصوصاً في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية السورية من ريف حمص وصولاً إلى الغوطة الغربية في ريف دمشق. ينضوي تحت إمرته لواء "السيدة رقية" و"القوة 313" ويتراوح عددهما بين 150- 200 مسلح لكل ميليشيا منهما ويتركزان في البادية الشامية- "سرايا التوحيد" اللبنانية التابعة للنائب اللبناني السابق "وئام وهاب".

سرايا التوحيد.jpg
عناصر من سرايا التوحيد - إنترنت

 الميليشيات الأجنبية (غير العربية)

وتتمثل بالقوات الإيرانية التي تتبع للجيش الإيراني الرسمي والحرس الثوري (الباسدران) وكذلك قوات التعبئة (الباسيج). وبالرغم من القوة العددية الكبيرة للجيش الإيراني، إلا أن طهران سلكت منذ العام 2012 خيار دعم وإرسال الميليشيات إلى سوريا، في حين اكتفت بإرسال خبراء عسكريين من الحرس الثوري الإيراني لقيادة المعارك.
وتعتمد إيران على أسلوب تشكيل ودعم الميليشيات بالمناطق العربية، كسياسة بدأتها منذ نحو ثلاثة عقود في كلّ من لبنان والعراق واليمن وبعض دول الخليج العربي، بهدف توسيع نفوذها في تلك الدول من خلال مواطنيها المحليين الذين تدعمهم.

فاطميون.jpg
عنصر من ميليشيا فاطميون- إنترنت

أما الميليشيات الأجنبية فهما اثنتان، الأولى ميليشيا "فاطميون" وعناصرها من الشيعة الأفغان اللاجئين في إيران، ويبلغ عددهم نحو 3000 مسلّح، بحسب تقرير (DW)، وقاتلوا في درعا وتدمر وحلب. وغالباً ما يشكلون رأس حربة في المعارك، ويرسلون لتنفيذ الاقتحامات والاشتباكات القريبة مع فصائل المعارضة، وعقدت إيران مؤتمراً خاصاً باللواء منذ نحو ثلاثة أيام في العاصمة طهران.

أما الثانية فهي ميليشيا "زينبيون" ومقاتلوها من باكستان، وهم أقل أهمية وعدداً من "فاطميون".

زينبيون.jpg
عنصر في ميليشيا زينبيون- إنترنت
  1. ميليشيات سورية محلية: عبارة عن عشرات من الميليشيات المحلية، تقاتل بأوامر إيرانية، وأبرزها:

- "الغالبون" - سرايا المقاومة الإسلامية في سوريا" وهم من منطقة الساحل، عددهم نحو 1000 مسلح-

 "كتيبة الزهراء" من أبناء قرية الزهرا، يقدر عدد مسلحيها بنحو 350 مسلحاً- "كتيبة شهيد المحراب" من أبناء مدينة نبّل، وعدد مسلحيها نحو 500 مسلح

- "كتيبة العباس" في الفوعة، نحو 200 مسلح- "كتائب الفوعة" يقدر تعداد مجموعاتها بنحو 800 مسلح

- "الإمام الرضا" وهي ميليشيات من علويين سوريين ولبنانيين تنتشر في ريف حمص الشرقي، وعددهم نحو 2000 مسلح

- "فوج الإمام الحجة" ويتألف من 600 مسلح شيعي من سوريا ولبنان في حلب.

أما "لواء الباقر"، بحسب مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا، فقوامها من أفراد عشيرة برّي الحلبية الذين شيعتهم إيران، وعددهم نحو 500 مسلح، بالإضافة إلى أفراد من قبيلة "البكارة" التابعين للمعارض السابق الذي عاد لينضم إلى نظام الأسد، الشيخ "نواف راغب البشير"، وتعدادهم نحو 1700. وتؤكد نفس المصادر بأن "لواء الإمام زين العابدين" قوامه من أبناء بلدة "الجفرة" الشيعية في ريف دير الزور، وعددهم يترواح بين 400- 500 مسلح، كما توجد ميليشيا تحت مسمى "حشد الجزيرة والفرات" من عشائر محافظة الحسكة لم تؤكد المصادر أعداد مسلحيها.

 

الباقر.jpg
مجموعة من ميليشيا الباقر- إنترنت

 وفي محافظتي اللاذقية وحماة، توجد ميليشيا "لواء المختار الثقفي" من شيعة المحافظتين

- ميليشيات "لبيك يا سلمان"، "جيش التوحيد"، و"لواء الجبل"، و"قوات الفهد"، و"لبوات الجبل"، وجميع عناصرها يقاتلون في جبهات جنوب سوريا، وأكبر كتائبها "كتائب حماة الديار".

 أما ميليشيا "صقور الصحراء" فيدعمها رجلا الأعمال محمد وأيمن جابر، وتعتبر من أكثر التنظيمات قرباً إلى إيران في سوريا، ويتلقى أفراد هذا التشكيل التدريب على يد مدربين عراقيين، ويقاتلون في أرياف حمص وحلب- "فوج مغاوير البحر" وهو أيضاً من علويي حمص واللاذقية، ويبلغ تعداد مقاتليه نحو 1000 مسلح

- "قوات درع القلمون" و"قوات درع الأمن العسكري". ووظيفتهما استقطاب الجنود الفارين من جيش النظام وتجنيدهم لصالح ميليشيات عراقية وإيرانية.

تنويه: هناك ميليشيات أخرى لم تُذكر في التقرير، وتم تسليط الضوء على أهم الميليشيات الموجودة في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية حتى اليوم.