icon
التغطية الحية

استبعاد سوريين من مساعدات الغذاء في مصر يثير الجدل.. هل يتوقف الدعم؟

2024.08.07 | 17:39 دمشق

66
من أمام مبنى مفوضية اللاجئين بمنطقة الزمال، القاهرة، 2024 (تلفزيون سوريا)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مصر تستبعد عدداً من السوريين من الحصول على المساعدات الغذائية بدءاً من الشهر الجاري.
  • هذه المرة الثانية التي تقلص فيها المفوضية عدد المستفيدين بسبب نقص التمويل، بعد خطوة مشابهة في تشرين الاول/أكتوبر الماضي.
  • المستبعدون أُخطروا برسالة نصية تفيد بأن مساعدات تموز/يوليو هي الأخيرة.
  • عدد السوريين المسجلين بمفوضية اللاجئين نحو 150 ألفاً، لكن عددهم في مصر يتجاوز المليون ونصف، وليس كل المسجلين يحصلون على مساعدات.
  • قرار الاستبعاد يأتي وسط صعوبات في تجديد الإقامات السياحية وزيادة الطلب على التسجيل للحصول على "بطاقة اللجوء".

استبعدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مصر عددا من السوريين من الحصول على المساعدات الغذائية مع بداية شهر آب/أغسطس الجاري، وهذه المرة الثانية التي تقلص فيها "المفوضية" عدد السوريين المستفيدين من المساعدات بعد خطوة مماثلة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بذريعة نقص التمويل.

أخطرت "المفوضية" المستبعدين عن طريق رسالة نصية على الهاتف المحمول، مفادها أن مساعدات شهر تموز/يوليو الفائت ستكون الأخيرة، موضحة أن ملفاتهم غير متطابقة مع معايير تقديم مساعدات برنامج الأغذية العالمي.

ووفقاً لعدد من السوريين المستبعدين من المساعدات، فإن المفوضية أشارت في رسائل الإخطار النصية على أن قراراتها جاءت بعد دراسة دقيقة وإعادة تقييم لكل الحالات لضمان توجيه المساعدات للأسر الأكثر احتياجا.

يبلغ عدد السوريين المسجلين بمفوضية اللاجئين نحو 150 ألفا بحسب آخر إحصائية، جزء منهم فقط يحصل على المساعدات الغذائية، في حين يتجاوز عدد السوريين المليون ونصف المليون في مصر بحسب تصريحات رسمية.

يتزامن قرار الاستبعاد مع الصعوبات التي يواجهها الوافدون والمقيمون في مصر، من بينهم السوريون، في تجديد الإقامات السياحية الأمر الذي زاد الطلب على التسجيل للحصول على "بطاقة اللجوء" (الكرت الأصفر) من المفوضية.

وبعد انتهاء المهلة التي وضعتها الحكومة المصرية على الوافدين والأجانب لتصحيح أوضاعهم القانونية، قبل نهاية شهر حزيران/يونيو، فرضت القاهرة شروطاً جديدة لتجديد الإقامة السياحية منها الحصول على ختم دخول جديد إلى البلاد.

دفعت القرارات الحكومية العديد من اللاجئين إلى التسجيل للحصول على قيد لدى المفوضية، ونتيجة زيادة الطلب أصبح الحصول على دور للتسجيل في المفوضية يستغرق أكثر من سنة.

يضاف إلى ذلك، الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر نتيجة التضخم وغلاء الأسعار.

معاناة الأسر المستبعدة

يتساءل العديد من السوريين عبر صفحات السوريين في مصر على موقع "فيس بوك"، هل الاستبعاد قرار نهائي ويمكن أن تعدل عنه "المفوضية"؟ في حين رجحت معظم المنشورات أنه قرار نهائي.

يقول أحمد بدوي (45 عاما) سوري ورب أسرة مقيم في القاهرة يعمل نادلا في مطعم، كنت أحصل على راتب و"كرت المساعدات" الغذائية، ولكن تم استبعاد اسمي في الدفعة الأولى في تشرين الأول الماضي.

"كرت المساعدات" هو قسيمة يحصل عليها اللاجئ من المفوضية يشحن شهريا بمبلغ المساعدات.

يضيف أحمد، أن قطع المساعدات زاد من الأعباء الاقتصادية عليّ، ولدي أطفال في المدارس، وإيجار منزلي ارتفع، وراتبي بالكاد يكفي لمنتصف الشهر، في حين كانت المساعدات توفر علي جزءا من المصاريف.

وعلى غرار أحمد، هناك عدد لا بأس به من السوريين استبعدوا من المساعدات، في ظل عدم وجود إحصائيات رسمية لعدد المستبعدين منها أو الحاصلين عليها.

"عشوائية التقييم"

تلعب المساعدات دورا مهما في حياة الأسر المحتاجة، وخصوصا الأرامل والمطلقات وكبار السن ممن لا يوجد لديهم معيل وغير قادرين على العمل، وتعتبر مهمة حتى لمن هم على رأس عملهم لأن الأجور باتت منخفضة ومستوى الدخل لا يغطي تكاليف المعيشة.

ويأخذ قرار منح المساعدات الغذائية في الاعتبار عدة عوامل بحسب مفوضية اللاجئين، منها الوضع المالي، وعدد أفراد الأسرة، وسهولة الحصول على مساعدات أخرى، ومخاطر الحماية، والحالات الطبية من بين العديد من العوامل الأخرى، وفقاٍ للوائح المفوضية.

بعد ذلك، تتم مقارنة جميع الحالات لتحديد الأسر الأكثر احتياجا، والتي تقع تحت خط الفقر والأكثر تعرضا للمخاطر التي تتعلق بالحماية.

في المقابل، يرى بعض من اللاجئين السوريين أن هناك عشوائية في التقييم، مشيرين بحسب رأيهم إلى أن هناك من حُرم من الحصول وهو بأمس الحاجة لدخل إضافي.

سهيلة يوسف (73 عاما) سورية تقيم مع زوجها في مدينة العبور، القريبة من العاصمة القاهرة، تتحدث عن شعورها بالقلق الذي زاد بعد استبعادها من المساعدات.

وتقول سهيلة، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، خضعت لعمليتين جراحيتين، واحتاج باستمرار لعدد كبير من الأدوية بالإضافة لدواء السكر والضغط، وأسعار لأدوية باتت مرتفعة جدا، على حد تعبيرها.

تضيف سهيلة، زوجي كبير في السن، ويعمل في توصيل الطلبات، وراتبه لا يسد احتياجاتنا، وقد أوقفت عني المفوضية جميع المساعدات بحجة أن هناك أسرا محتاجة أكثر، لا أعلم من ممكن أن يكون بحاجة المساعدة أكثر مني؟

بدورها رهام حسن (36 عاما) أرملة سورية تعيش مع طفليها في مدينة "ستة أكتوبر" تقول، أعمل في مكانين مختلفين من أجل أن أعيل أطفالي، وكنت أحصل على مساعدات غذائية وراتب شهري، وبالكاد أكمل المصاريف بين آجار ومصاريف دروس واحتياجات الحياة، ولكن مؤخرا تم استبعادي من المساعدة الغذائية بينما تحصل عليها العديد من العائلات التي لديها معيل.

"لا جدوى من الاعتراض"

تسمح "المفوضية" بتقديم طلبات للطعن بقرار الاستبعاد، عبر الاتصال الهاتفي بالمفوضية أو إرسال اعتراض عبر البريد الإلكتورني، ولكن معظم من سألهم "موقع تلفزيون سوريا" يرون أن محاولات الطعن غير مجدية.

وأكد عدد كبير من السوريين الذين قدموا اعتراضا على قرار استبعادهم من المساعدات أنهم لم يحصلوا على إجابات مرضية.

من بينهم، محمد الخالد (75 عاما) مسن سوري يقيم في مصر يقول، نصحني أحد جيراني بأن أقدم اعتراضا على قرار استبعادي من المساعدات، ولكن لم أحصل على أي رد، ولم يقدر أحد أنني مسن وغير قادر على العمل.

بينما أكدت إيمان علي، سورية مقيمة في مصر، أنها منذ استبعادها في الدفعة الأولى العام الماضي، ما تزال تقدم اعتراضات على القرار، ولكن لم تتلقى الرد، منذ شهور.

أنواع المساعدات

تقدم مفوضية اللاجئين أنواع متعددة من المساعدات، وتختلف المبالغ المادية بحسب نوع المساعدة المقدمة.

ومن أهم المساعدات، هي الغذائية، يحصل من خلالها اللاجئ على كرت يشحن شهريا بمبلغ 700 جنيه للفرد (يعادل نحو 14 دولاراً أميركيا).

أما الراتب الشهري، فيحدد على أساس الاحتياج وعدد أفراد العائلة، ويقدم مرة كل شهرين.

وهناك أيضا المساعدات الدراسية وتمنح مرة أو مرتين في العام، والمساعدات الشتوية مرة كل عام، بالإضافة إلى المساعدات الطبية، يحصل من خلالها اللاجئ على أدوية على حسب حالته.

ويؤخذ بالاعتبار أن ليس كل اللاجئين السوريين المسجلين يحصلون على المساعدات.