ملخص:
- ارتفاع عدد السجناء من المغرب العربي وسوريا في ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية.
- نسبة الأجانب في سجون الولاية تجاوزت 50% لأول مرة.
- نسبة الأجانب في السجون كانت 37% قبل عشر سنوات وارتفعت منذ ذلك الحين.
كشفت وزارة العدل في ولاية بادن فورتمبيرغ جنوب غربي ألمانيا عن ارتفاع كبير بأعداد السجناء من دول المغرب العربي وسوريا. مشيرةً إلى أن نسبة الأجانب بشكل عام بلغت أكثر من 50 في المئة في سجون الولاية الـ17.
وذكرت الوزارة أنه "حتى بداية آذار 2024، ولأول مرة في تاريخ ولاية بادن فورتمبيرغ، كان عدد المجرمين الأجانب في السجون يفوق عدد المجرمين الألمان، إذ بلغ متوسط نسبة الأجانب في الولاية 50.8 في المئة". وفق ما نقلت قناة "SWR" الألمانية.
وبحسب الوزارة فإن "بلدان المنشأ الأكثر تمثيلاً في سجون بادن فورتمبيرغ - بعد ألمانيا - هي بالترتيب التالي: تركيا، ورومانيا، والجزائر، وسوريا، وبولندا، وغامبيا، لكن اللافت للنظر، هي الزيادة الكبيرة في عدد السجناء من شمال إفريقيا، أي المغرب وتونس والجزائر، وكذلك من سوريا".
وقبل عشر سنوات، كانت نسبة الأجانب في سجون بادن فورتمبيرغ نحو 37 في المئة، لكنها ارتفعت بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين.
تقول وزيرة العدل في الولاية ماريون غينتغيس إن "هذا له علاقة أيضاً بوضع الهجرة في السنوات الأخيرة". ولذلك تؤيد السياسية من حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" خطة "الحد من عدد الوافدين الجدد".
وأشارت غينتغيس إلى أن الشباب يشكلون زيادة واضحة بين المهاجرين وطالبي اللجوء". مضيفةً أن "من المرجح إحصائياً أن يكون الشباب معرضين لأن يصبحوا مجرمين أكثر من النساء على سبيل المثال، ومع ذلك، فإن هذا يفسر جزئياً فقط ارتفاع نسبة الأجانب في السجون".
ما الذي يساعد على الجريمة؟
نائب رئيس الرابطة الحكومية لممثلي المهاجرين في البلديات رينو غينارو إيرفولينو، يرى أن "الإحصائيات الواردة من السجون مخيفة، خاصةً إذا نظرنا إلى نسبة الأجانب". وبالنسبة له، تثير "الأرقام عدة تساؤلات، خاصةً حول الخلفية التي يأتي منها هؤلاء".
يشير إيرفولينو إلى أن "الدراسات تُظهر أن هناك عوامل تساعد على الإجرام كالفقر، ونقص التعليم، والظروف العائلية الصعبة". ومن وجهة نظره فإن "الإنسان لا يصبح مجرماً عند الولادة، بل يصبح كذلك من خلال بيئته الاجتماعية".
صعوبات التعامل مع السجناء الأجانب
في سجن بروخسال بولاية بادن فورتمبيرغ إن نسبة الأجانب مماثلة للمتوسط الوطني، حيث ينحدر السجناء البالغ عددهم نحو 500 سجين من نحو 50 دولة.
ويتحدث مدير السجن توماس فيبر عن المشكلات التي يسببها هذا الأمر، مبيناً أن "التواصل يمثل الصعوبة الرئيسية، فاللغة تعتبر عاماً حاسماً لإعادة تأهيل السجناء اجتماعياً".
وينظم سجن بروخسال دورات في اللغة الألمانية للسجناء الأجانب الذين لديهم إمكانية البقاء في ألمانيا. ويقول فيبر إن الدورات التدريبية لا يمكن أن تحل مشكلات التواصل على المدى القصير، ولهذا السبب يستعينون بمترجمين فوريين عبر الفيديو لما مجموعه 60 لغة.
وعلى الرغم من أن المترجمين الفوريين عبر الفيديو يعتبرون حلا جيدا من حيث المبدأ، يشير فيبر إلى أن ذلك بالطبع يمثل عقبة إذا كان السجين الذي يخضع للعلاج النفسي، والمعالج النفسي الذي يعالجه لا يتحدثان اللغة نفسها على سبيل المثال، ولكنهما يعتمدان على مترجم متصل عبر الفيديو، لذلك يلجأ سجن بروخسال إلى الاستعانة أيضاً بمعالجين نفسيين يتحدثون التركية والعربية في بعض الحالات.
ومع ذلك، فإن حاجز اللغة ليس هو التحدي الوحيد عند التعامل مع السجناء غير الألمان. يقول فيبر إن "لدى بعضهم أيضاً اختلافات ثقافية ودينية، فعلى سبيل المثال، يحاولون أخذ تفضيلات الطعام في الاعتبار، وبالإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً رجال دين مسلمون مدربون خصيصاً للعمل في السجن". وبرأي فيبر فإن "رجال الدين مصدر دعم مهم للسجناء، وبالتالي فهم يساعدون في إعادة التهيئة الاجتماعية".