ملخص:
- مصادر مقربة من النظام السوري تقلل من أهمية الحديث عن هجوم للمعارضة في إدلب.
- صحيفة "الوطن" تدّعي أن "تحرير الشام" خرجت عن التأثير التركي في قرار شن العمليات العسكرية.
- مصادر النظام تعتبر الفصائل "عاجزة" عن إحداث تغيير في خطوط التماس شمالي سوريا.
قلّلت مصادر مقربة من النظام السوري من أهمية الحديث عن بدء عملية عسكرية هجومية من فصائل المعارضة، بما فيها "هيئة تحرير الشام"، باتجاه مواقع النظام في إدلب أو أرياف حلب وحماة شمالي سوريا.
وزعمت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن "هيئة تحرير الشام" خرجت فعلاً عن العباءة التركية فيما يخص نيتها شن عملية عسكرية ترفضها أنقرة في جبهات منطقة "خفض التصعيد" ضد قوات النظام.
مصادر النظام تعتبر الفصائل "عاجزة"
ونقلت الصحيفة عن مصادر ميدانية أن "المبادرة كانت وستظل بيد قوات النظام"، معتبرة أن "تحرير الشام" وفصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" عاجزة وواهمة في قدرتها على إحداث تغيير على خطوط تماس الجبهات من ريف اللاذقية الشمالي إلى ريف حلب الغربي، مروراً بريف حماة الغربي وريف إدلب الجنوبي والشرقي.
وادعت أن إقدام الهيئة على شن هجوم باتجاه مواقع قوات النظام سيستجلب "رد فعل عنيف"، بالإضافة إلى رد فعل غير متوقع النطاق والنتائج من القوات الجوية الروسية، على خلفية الاستياء الكبير لموسكو حيال تزويد نظام كييف للهيئة بطائرات مسيرة، بحسب وصفها، رغم أن الهيئة نفت ذلك مراراً.
وزعمت المصادر أن محاولة الهيئة تغيير خطوط تماس "خفض التصعيد" سيلقي بظلال وخيمة على المنطقة، بدءاً من تقويض الاتفاقيات الروسية-التركية المشتركة حيال المنطقة مثل "اتفاق موسكو" (آذار 2020).
هل من معركة؟
منذ أسابيع، تتسرب أنباء من داخل "المناطق المحررة" شمالي سوريا، تفيد بأن الفصائل تُعِد لمعارك حاسمة، لعل أبرزها ستكون في مدينة حلب أو في مناطق أخرى تُعتبر استراتيجية للنظام.
وفي تقرير موسع نشره موقع تلفزيون سوريا قبل أيام، تم تسليط الضوء على هذا الملف الساخن، مشيراً إلى تعقيدات المشهد وما يدور خلف الستار من ترتيبات عسكرية وتحضيرات ميدانية.
كذلك تم تخصيص حلقة من برنامج "سوريا اليوم" على شاشة تلفزيون سوريا للحديث عن الملف ذاته، حيث ناقش خبراء ومحللون في حلقة بعنوان "بين التأكيد والنفي.. هل تنطلق معركة حلب قريباً ضد الأسد وميليشياته؟" الأبعاد المحتملة لهذه المعركة وتأثيرها على خريطة الصراع في سوريا، مع تقديم قراءة عسكرية - سياسية بهذا الخصوص.
وفيما إذا كانت الفرصة مواتية لفصائل المعارضة لبدء معركة ضد مواقع النظام السوري في مدينة حلب، قال الباحث في "مركز أبعاد للدراسات" فراس فحام إنه من الناحية السياسية، الأجواء ليست مهيأة. نحن نعلم أن منطقة شمال غربي سوريا تخضع لاتفاقيات دولية، وهي اتفاقيات أستانا وخفض التصعيد التي تم توقيعها في بداية عام 2020، ولا يبدو أن الأطراف الدولية، بما في ذلك إيران، التي تستنزف في ميادين أخرى، ترغب في إعادة فتح هذا الملف مجدداً في الوقت الحالي.