قررت إسرائيل، اليوم الأربعاء، احتجاز جثمان الأسير ناصر أبو حميد الذي توفي في مستشفى إسرائيلي، أمس الثلاثاء، من جرّاء إصابته بمرض السرطان.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي المنتهية ولايته بيني غانتس وفقاً لقرار مجلس الوزراء احتجاز جثمان الأسير أبو حميد، الذي تتهم إسرائيل بأنه أحد مؤسسي كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية.
وتوفي الأسير أبو حميد (50 عاماً)، أمس الثلاثاء، في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي بعد تدهور صحته في السجن.
واتهمت فصائل فلسطينية ولجان ومؤسسات معنية بشؤون الأسرى إسرائيل بتنفيذ سياسة "القتل البطيء" بحق الأسرى داخل سجونها من خلال الإهمال الطبي.
ونعت أوساط رسمية وحزبية فلسطينية القيادي الأسير ناصر أبو حميد، وطالبت عائلته والسلطة الفلسطينية تل أبيب بتسليم جثمانه، في حين أعلنت حركة "فتح" الإضراب الشامل "حدادا على روح الشهيد".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن قرار احتجاز الجثمان لمنع إقامة تشييع الجنازة للمطلوبين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأشار غانتس إلى أن القرار جاء بناء على قرار مجلس الوزراء منذ عامين، والذي تقرر بموجبه تمديد احتجاز جثث المتورطين بتنفيذ أعمال ضد المصالح الإسرائيلية.
في المقابل، وصف المتحدث باسم وزارة الأسرى في غزة منتصر الناعوق قرار غانتس بأنه "جريمة مضاعفة".
وقال الناعوق إن قرار الاحتلال بعدم تسليم جثمان الأسير ناصر أبو حامد يعد انتهاكاً لكرامة الإنسان وانتهاكاً لجميع الأعراف الإنسانية.
الناطق باسم وزارة الأسرى بغزة، منتصر الناعوق: "قرار الاحتلال بعدم تسليم جثمان الأسير ناصر أبو حمــيد، هو مضاعفة للجريمة وامتهان للكرامة الإنسانية وانعكاس للفشل الذريع للمجتمع الدولي ومؤسساته".
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 21, 2022
احتجاز جثامين الفلسطينيين في "قبور الأرقام"
هذه ليست المرة الأولى التي تعمد فيها إسرائيل إلى احتجاز جثامين فلسطينيين، فهي تحتجز جثامين العشرات إما في ثلاجات أو فيما تسمى "قبور الأرقام" من الذين تتهمهم بتنفيذ أو محاولة تنفيذ عمليات ضد إسرائيليين.
إلا أن السلطات الإسرائيلية تفرج في أوقات متباعدة عن بعض الجثامين، وتسمح للعائلات بدفنها.
الفلسطيني أبو حميد، من مخيم الأمعري قرب رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عاما إضافية، بتهمة المشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة "فتح"، وتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي.
وله 4 أشقاء أيضا يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وسادس قتل عام 1994.
وسبق للسلطات الإسرائيلية أن هدمت منزل العائلة مرات عديدة، كما حرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات.
ووفق نادي الأسير يرتفع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين قضوا داخل سجون الاحتلال إلى 233 منذ عام 1967، منهم 74 حالة نتيجة الإهمال الطبي أو ما يُعرف بـ "القتل البطيء".
ووفق نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، تعتقل إسرائيل في سجونها 4700 فلسطيني، بينهم 150 طفلًا، و33 سيدة.