يشهد انتشار مرض الكوليرا تعتيماً من قبل إعلام النظام السوري على الأرقام الحقيقية للإصابات، وينهش الوباء السوريين وسط أكثر من 100 إصابة في اللاذقية بحسب مصدر طبي من المدينة، فضلاً عن امتلاء المشافي الحكومية في حلب بالمصابين.
وبينت مصادر تلفزيون سوريا وإحصائيات مركز الترصد الوبائي ووزارة الصحة في حكومة النظام، أنَّ أعداد المصابين بالكوليرا في كامل سوريا تجاوز الألف إصابة.
ويوم الثلاثاء الفائت، حذّرت منظمة الصحة العالمية، من مغبّة انتشار الكوليرا في سوريا. وقالت إنّ "خطر انتشار الكوليرا إلى محافظات أخرى مرتفع للغاية".
اقرأ أيضاً: بعد إصابات الكوليرا.. منع تقديم الخضراوات الورقية في مطاعم دمشق
وعليه، قال مصدر طبي من مشفى تشرين الجامعي في اللاذقية لموقع تلفزيون سوريا "إنَّ عدد إصابات الكوليرا في اللاذقية تجاوز الـ 100 إصابة بتاريخ اليوم، وليس فقط 6 إصابات كما أعلنت وزارة الصحة". وأضاف طالباً عدم ذكر اسمه، أنَّ المدارس تشكل أكبر بؤرة لانتشار الوباء خصوصاً في ظل قلة نظافة حمامات تلك المدارس واتساخ خزانات المياه التابعة لها.
ويطالب الأهالي في عدة مدن سورية منها العاصمة وريفها وحلب واللاذقية بإيقاف المدارس لعدم توفر النظافة من جراء نقص المياه في المدارس (دورات المياه) واستهجن الكثير منهم دعوات وزارة التربية لرش خزانات المياه بالكلور.
وكانت مديرية الصحة المدرسية دعت إلى تعقيم المدارس بالكلور الممدد ووفق خطة التعقيم المعممة من وزارة التربية مع بداية العام الدراسي والتأكيد على التنظيف اليومي ومراقبته.
الكوليرا تنتشر في حلب
أصدرت مديرية الصحة بحلب إحصائية تكشف تسجيل 800 إصابة و 4 وفيات بسبب انتشار وباء الكوليرا.
وأكدت مصادر خاصة في مدينة حلب لتلفزيون سوريا ارتفاع الإصابات بشكل كبير، مشيرة إلى أن إحصائية صحة حلب لا تشمل المشافي الخاصة والعيادات والصيدليات، كما أن عشرات الحالات لم يتم تسجيلها في المشافي الحكومية نتيجة الضغط على الكوادر الطبية.
المصادر أضافت أن الكادر الطبي يقدم بعض الأدوية المضادة للمرض مع "سيروم" لمعظم الحالات ويتم إخراجهم إلى المنزل خلال مدة تتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعة تقريبا نظرا لكثرة الحالات الواردة لمشفى حلب الجامعي.
ويعتبر تلوث المياه من أهم أسباب انتشار الوباء في المدينة إضافة لعدم الاهتمام بنظافة الخضروات والفاكهة والأطعمة الملوثة التي تباع على أرصفة الطرقات في أحياء حلب.
مخاوف من انتشار الكوليرا بالمدارس
يقول أحمد العمر، وهو أب لثلاثة أطفال في المدرسة لموقع تلفزيون سوريا "مدرسة أولادي لا يوجد فيها مياه ضمن دورات المياه"، ويستنكر دعوة الوزارة الطلاب إلى الالتزام بشروط غير موجودة من أصلها. وما يحدث مع أولاد العمر مشابه لما يحدث في مئات المدارس السورية.
وفي حلب أفاد مصدر طبي من مشفى الرازي لموقع تلفزيون سوريا "أنَّ المشافي الحكومية في حلب ممتلئة بإصابات الكوليرا وسط عدم وجود إحصائية دقيقة للمصابين والذين تجاوز عددهم الـ 22 إصابة بأضعاف مضاعفة وليس كما أعلنت وزارة الصحة، وأنَّ العلاج يقتصر على وضع سيروم للمصاب لا أكثر".
وأضاف المصدر الطبي، والذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن هناك حالات خطيرة قد تفقد حياتها في أية لحظة جراء وضعها الصحي السيء والذي فاقمه إصابة الكوليرا. مشيراً إلى أن أغلب الإصابات في بداية الوباء كانت من ريف حلب، واليوم "تأتينا إصابات كوليرا من حلب المدينة".
وفي دمشق، دعت المحافظة أصحاب المحال والمطاعم الشعبية لتطبيق الشروط الصحية والالتزام بها حفاظاً على النظافة والصحة العامة، وكذلك منع تقديم الخضراوات الورقية للحد من انتشار الكوليرا.
وسجلت في العاصمة دمشق إصابتان بحسب وزارة الصحة التابعة للنظام، ليبلغ العدد الإجمالي للإصابات 53 إصابة توفي 7 منها فقط.
وتدرس منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وزارة الصحة التابعة للنظام أسباب تفشي الكوليرا في 5 مناطق مختلفة من البلاد، مبيّنةً أن مصدر تفشي المرض غير معروف بشكل حاسم، إذ تبين للمنظمة أن شبكة المياه العامة غير ملوثة في حلب، وتوقعت أن مصدر العدوى هو مياه الشرب من مصادر غير معالجة أو نتيجة استهلاك أغذية ملوثة بسبب الري بمياه غير آمنة.