icon
التغطية الحية

أسعار مرتفعة وأسواق مزدحمة.. التسوق الإلكتروني حل بديل للسوريين في مصر

2024.06.12 | 06:17 دمشق

مصر
"التسوق الإلكتروني" بديل عن زحمة الأسواق وارتفاع الأسعار في مصر (صورة تعبيرية)
القاهرة - آمنة رياض
+A
حجم الخط
-A

تزدحم الأسواق في المدن المصرية بشكل كبير مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، وسط ارتفاعٍ ملحوظٍ بأسعار الملابس، ما دفع كثيراً من السوريين للتسوق الإلكتروني.

ويعيش في مصر نحو مليون ونصف المليون سوري، بحسب إحصائيات مصرية رسميّة، ينتشرون في مناطق كثيرة، أبرزها: الإسكندرية وبرج العرب القريبة منها، والعبور وستة أكتوبر ومدينتي والرحاب والعاشر من رمضان والشروق في محيط العاصمة القاهرة، وفي مدينة المنصورة ودمياط الساحلية، وغيرها.

وينتشر في هذه المناطق كثير من الأسواق التي تضم بضائع أسعارها مرتفعة ومتوسطة، ويزداد ازدحامها بشكل كبير مع اقتراب موعد الأعياد، فلا تكاد تجد موطئ قدمٍ لك، ولا تتاح أمامك الفرصة لتجربة الملابس التي تود شراءها، فضلاً عن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، كل ذلك دفع كثيراً من السوريين للتسوق عبر "صفحات" البيع المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويعتبر خيار معاينة القطع التي يطلبها الزبائن "أون لاين" ووفّره معظم البائعين، واحداً من أهم الأسباب التي تدفع السوريات للتسوّق الإلكتروني في مصر، حيث تستطيع تجرِبة الملابس واختيار الأفضل لها ولعائلتها، قبل استلامها.

ما أسعار الملابس في الأسواق؟

تقول الشابة جمانة السقا -من ريف دمشق وتقيم في مدينة العبور قرب القاهرة- لـ موقع تلفزيون سوريا، إنها لجأت هذا العيد إلى شراء ملابس لأطفالها عن طريق التسوق الإلكتروني، بسبب الازدحام في الأسواق وارتفاع الأسعار.

وتضيف أن لديها طفلتين واشترت لكل واحدة بنطالاً وقميصاً بمبلغ 650 جنيهاً مصرياً (14 دولاراً أميركياً)، في حين أن سعر البنطال الذي نال إعجابها في سوق العبور الرئيسي وصل إلى 700 جنيه.

ويتراوح سعر قطعة الملابس "الفستان" للأطفال في الأسواق بين 500 و1500 جنيه مصري، في حين يبدأ سعر البنطال والقميص من 300 جنيه، في حال كان من النوعية المتوسطة.

"صفحات" كثيرة لبيع الألبسة "أون لاين" أرخص من الأسواق

تنتشر شركات بيع الألبسة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في مصر، ما يخلق خيارات كثيرة أمام المتسوقين،.

وما يسهّل عمليات البيع وجود شركات شحن كثيرة في مصر، والتي تعمل على إيصال الطلبات خلال 72 ساعة كحدٍ أقصى، إضافةً إلى امتهان بعض الأشخاص سواء من السوريين أو المصريين العمل كـ"مندوبي توصيل" لإيصال الطلبات إلى محال تجارية وشركات صغيرة وكبيرة.

وليس فقط الشركات تبيع إلكترونياً، ففي الآونة الأخيرة عمدت محال تجارية إلى إنشاء "صفحات" خاصة بها على مواقع التواصل، وبدأت بالترويج للبضائع الموجودة لديها.

ويرى صاحب محل لبيع الألبسة في مدينة ستة أكتوبر، أن انتشار شركات الشحن أثّر على بيع المحال، ما دفعهم لإدخال هذه الطريقة في مبيعاتهم والتسويق للألبسة التي لديهم.

وأضاف أن أسعار الشركات الصغيرة التي تبيع "أون لاين" أقل من المحال التجارية، لكونها لا تتحمل تكاليف دفع إيجار المحل والكهرباء وباقي الخدمات، فالأمر مقتصر على إنشاء "صفحة" على مواقع التواصل وبيع الألبسة.

التسوّق الإلكتروني يخلق فرص عمل للنساء

خلق انتشار التسوّق الإلكتروني في مصر فرصاً أمام بعض النساء السوريات للعمل في بيع الملابس، حيث ينزلن إلى الأسواق ويأخذن البضائع من المكاتب التي تتعامل مع الشركات الكبيرة أو من محال تبيع ألبسةً بأسعار "الجملة".

تقول هبة الحلبي، مقيمة في العاشر من رمضان، إنها تتعامل مع مصنع سوري في مصر، وتأخذ ملابس بأسعار جيدة منه وتبيعها "أون لاين".

وأشارت إلى أن التسوّق الإلكتروني زاد الإقبال عليه بشكل ملحوظ، خاصةً مع وجود إمكانية استبدال أو استرجاع القطع المباعة، ما يخلق الطمأنينية لدى الزبائن، الذين يتخلصون من زحمة الأسواق ودرجات الحرارة المرتفعة عند اللجوء لهذا الخيار.

وتؤكد أن كثيراً من السوريات يعملن في البيع الإلكتروني، الذي يحقّق مردوداً جيداً نوعاً ما، ويساعد في تأمين كثير من احتياجات المنزل.

وينشط البيع الإلكتروني مع اقتراب الأعياد، وتنتظر السيدات اللواتي يعملن في هذا المجال أوقات حلول المناسبات لأنها تعتبر "موسماً" لهن وتتضاعف فيه مبيعاتهن بشكل كبير.

ما متوسط دخل السوري في مصر؟

تضم مصر جميع الفائت من السوريين، المقتدر ومتوسط الدخل والفقير، الذين لجؤوا إليها على مر السنوات الفائتة، هرباً من القصف والدمار والاعتقال والوضع الاقتصادي المتردي في بلادهم.

ويعتبر الدخل الشهري للموظف السوري في مصر قليل جداً مقارنةً بارتفاع الأسعار في الأسواق، وتبدأ الرواتب الشهرية في المطاعم أو المحال السورية من 5 آلاف جنيه مصري، وتصل إلى 20 ألف جنيه في حالات قليلة جداً، وذلك في حال كان الموظف لديه سنوات خبرة طويلة بالعمل في المكان نفسه ويديره بشكل كامل.