icon
التغطية الحية

عادة متوارثة.. إفطار "الجمعة" يرافق السوريين إلى مصر 

2024.05.10 | 15:21 دمشق

فلافل
كانت أكلة "الفول" و"الفلافل" واحدة من الأطعمة التي حملها السوري معه إلى مصر
القاهرة - آمنة رياض
+A
حجم الخط
-A

فتحت الحفاوة التي استقبل بها أهالي مصر السوريين الواصلين إلى بلادهم، الأبواب لهم لنقل عاداتهم وتقاليدهم بكل سهولة من دون أي عناء، وكان في مقدمتها المأكولات السورية.

وكانت أكلة "الفول" و"الفلافل" واحدة من الأطعمة التي حملها السوري معه إلى مصر، وافتتح محال مخصصة لبيعها، انتشرت شيئاً فشيئاً وازدادت أعدادها بالتوازي مع ازدياد سنوات اللجوء.

وبالدرجة الأولى شكّلت هذه المحال وجهة للسوريين، وخاصة يوم الجمعة، فمبيعاتها تتضاعف عدة مرات بهذا اليوم، نظراً للإقبال الكبير على شراء "الفول" و"الفلافل" و"الفتة".

ما قصة يوم الجمعة وهذه المأكولات؟

اعتادت معظم العوائل السورية، أن تجتمع على مائدة الإفطار يوم الجمعة، المعتمد عطلة رسمية في البلاد، وغالبا ما تكون أصناف "الفول" و"الفلافل" و"الحمّص" و"الفتة" حاضرة، وليس بالضرورة جميعها ربما صنف أو اثنان أو أكثر.

وكان ربُّ الأسرة يخرج من صلاة الجمعة، ليذهب إلى المحال التي تبيع هذه المأكولات ويعود إلى منزله ليفطر مع عائلته، حتى باتت هذه العادة متوارثة بين الأجيال، وغدت هذه الأصناف مرتبطة بالدرجة الأولى بيوم الجمعة.

ومع وصول السوريين إلى مصر لم تستطع العائلات وخاصة أهالي دمشق وريفها الاستغناء عن هذه العادة والتقليد، وساعدها على ذلك ازدياد أعداد المحال التي تبيعها بشكل ملحوظ.

تقول "حنان الشامي"، سيدة من منطقة القدم بدمشق، إن وجود واحد من هذه الأصناف وربما أكثر، أساسي يوم الجمعة، ومن دون مبالغة لم يستطيعوا التخلي عن هذا الإفطار ألبتة، واعتاد زوجها أن يأخذ طفلها معه إلى صلاة الجمعة، وشراء هذه المأكولات.

وشاطرها الرأي "يوسف العبد الله" من مدينة داريا بريف دمشق، والذي قال خلال حديثه مع موقع "تلفزيون سوريا"، إنه وعن قصد يذهب للصلاة في المسجد الموجود منتصف السوق بمدينة العبور وتحديدا الحي الأول، ويخرج فورا للذهاب إلى محل يبيع هذه المأكولات، ليشتري احتياجاته قبل أن يزدحم المكان ويضطر إلى الانتظار لوقت طويل.

وأردف: "لم أستطع الاستغناء عن هذه العادة، وأنا من عشاق هذه الأصناف، حتى أن طفلتي الصغيرة ابنة الست سنوات، اعتادت مثلي على الأمر، وفي حال مضى يوم الجمعة ولم أشتر لها الفلافل، تعاتبني وتقول لي بس اليوم الجمعة يا بابا".

أسعار هذه الأصناف ارتفعت

قال"حسين" صاحب محل بيع هذه الأصناف بمدينة العبور لـ"تلفزيون سوريا"، إن هذه العادة ما زالت موجودة، وتزيد مبيعاته في يوم الجمعة كثيرا، ويزدحم المكان عنده كسائر المحال الأخرى في المنطقة.

وأضاف أن الأسعار ارتفعت، ولكن تبقى مناسبة لجميع الطبقات وخاصة الفقيرة، لأن أسعار هذه الأصناف غير مرتفعة من الأساس، ويباع كل ثلاثة أقراص فلافل بسعر 5 جنيهات مصرية، أما طبق الفول الذي يكفي لشخص واحد فثمنه 35 جنيها، وطبق الفتة 50 جنيها (1 دولار أميركي).

ما الفرق بين الأصناف السورية والمصرية؟

لا يقارن إقبال المصريين على هذه الأصناف السورية بإقبال السوريين، كون بعض منها موجودا في مصر ومرتبطا بالثقافة أيضا، فـ"الطعمية" (الفلافل) والفول لا يغيب عن موائدهم.

وتختلف طريقة التحضير لهذه الأصناف، فالسوريون يعدون أقراص الفلافل من الحمّص المطحون ويضيفون إليه التوابل، أما أهالي مصر فالمكون الرئيسي فيها الفول إضافة إلى التوابل ذاتها تقريبا، أما الفول فاعتاد السوري على ترك حباته مثلما هي وإضافة الليمون والثوم والزيت لها، ولكن المصري اعتاد هرسه بعد الاستواء وإضافة المكونات نفسها.

ولكن تبقى الفتة (حمص مع خبز يضاف فوقه خلطة من الطحينية واللبن والمسكرات أحيانا)، طبق يتفرد به السوري ويطرق المصري أبواب المحال السورية لتذوقه، أو تذوق طبق "الحمص" (المسبحة) حمص مطحون مضاف إليه مكونات أخرى.

ومع بداية دخول السوريين إلى مصر بعد العام 2011 كانت أعداد هذه المحال قليلة جدا ومحدودة الانتشار، ولكن مع تزايد أعدادهم وانتشارهم بكل المناطق المصرية، بات من الممكن أن تجد ثلاثة وأربعة محال تبيع هذه المأكولات في الشارع نفسه، وجميعها تحظى بالإقبال والبيع.

وتستضيف مصر نحو مليون ونصف المليون سوري، بحسب إحصائيات للحكومة المصرية، وينتشرون في مناطق كثيرة، ربما أبرزها الإسكندرية وبرج العرب القريبة منها، والعبور وستة أكتوبر ومدينتي والرحاب والعاشر من رمضان والشروق في محيط القاهرة، ومدينة المنصورة وأيضا دمياط الساحلية على سبيل المثال لا الحصر.