عادت أزمة المواصلات لتتصدر قائمة الأزمات وخاصة في مدينة دمشق وريفها خصوصاً مع ارتفاع أسعار المحروقات وتخصيص كمية محددة لسائقي القطاع الخاص وشبه غياب لحافلات النقل الداخلي ما تسبب بأزمة لدى الطلاب للوصول إلى جامعاتهم ومدارسهم.
قطاع النقل العام
تم تخفيض عدد الحافلات العاملة على خط دمشق – ريف دمشق مع ازدياد أسعار المحروقات وكما يقول "مصطفى" وهو طالب في كلية الهندسة المعمارية لـ موقع تلفزيون سوريا "في المكان المخصص لتجمع باصات النقل الداخلي يتجمع الركاب ويحدث ازدحام كبير ومع ذلك لا تتحرك الحافلات أبدا هناك أوامر فقط لعدد محدود منها بالعمل دون النظر للحاجة إليها، لقد أصبح الطريق من دوما إلى دمشق شبه مقطوع".
الميكروباص أو السرفيس
مع بداية كل يوم عمل الناس يبدؤون بالتدفق إلى المواقف للحصول على مكان لها في الميكروباص وتقول مروة في حديث لـ موقع تلفزيون سوريا وهي طالبة في السنة الرابعة في جامعة دمشق كلية الطب البشري "أحتاج إلى ركوب الميكروباص مرتين للوصول إلى جامعتي مرة من دوما إلى دمشق و الأخرى من دمشق إلى الكلية".
تتحدث مروة عن معاناتها اليومية قائلة: "أخرج من منزلي دعائي الوحيد أن تتيسر وسيلة وصولي للجامعة في تمام الساعة السادسة أكون على الموقف يأتي الميكروباص نتدافع جميع الركاب لنصعد، أصل لدمشق لأعيد الكرة ذاتها، أدخل إلى قاعة المحاضرات غالبا متأخرة علما أنني قضيت ساعتين في حالة صراع وخوف وترقب للوصول للجامعة، أنا كطالبة لا تؤرقني الامتحانات بل المواصلات، في الدورة التكميلية رفعت حكومة النظام تسعيرة المازوت وأضرب السائقون فلم أستطع الذهاب للجامعة وتقديم المادة الوضع يتحول من سيئ لأسوأ، و لا يوجد أمل لتحسن الوضع".
اقرأ أيضاً: دمشق.. "السرافيس" تشتكي من أزمة المازوت ومواطنون يشتكون غيابها
أما نور و هي مدرّسة في إحدى مدارس مدينة دوما تقول: "يبعد بيتي عن المدرسة التي أعمل بها بمقدار ساعة مشياً على الأقدام تسعيرة الميكرو ضمن المدينة 130 ليرة سورية وراتبي كله لا يتجاوز الـ 30 ألف ليرة سورية بالشهر يعني إذا أردت الذهاب يوميا لعملي بالمواصلات فلن يكفيني راتبي لذلك أذهب مشيا على الأقدام بشكل يومي".
وأضافت إيمان وهي طالبة جامعية في كلية الآداب "تم نقل موقف السرافيس الخاص بمدينة دوما في منطقة كراجات العباسيين إلى خلف السور وأصبح شبه معزول عن كراج العباسيين بالكامل وعند غياب الشمس غالبا تنقطع الكهرباء وليس هناك إنارة طرقية بمعنى آخر تصبح المنطقة بيئة خصبة للتحرش والسرقة، تعرضت مرة لموقف تحرش بعدها توقفت عن الذهاب للجامعة واكتفيت بالحصول على المحاضرات الورقية فقط وساعدني على ذلك فرعي الجامعي وأنني لست ملزمة بالحضور".
وأضاف محمد طالب جامعي من دوما "عندما يتجمع الركاب في منطقة كراج العباسيين ولا يوجد سرافيس لمدينة دوما ولكن يوجد سرافيس أخرى فارغة لخطوط سير أخرى نتفق نحن الركاب مع أحد هذه السرافيس لنقلنا لمدينتنا، منذ نحو أسبوع أصدرت مديرية النقل مخالفة كبيرة بحق من يقوم بتغيير خط سيره لسائقي السرافيس فامتنع سائقو السرافيس عن تبديل خطوطهم خوفا من المخالفة بالمعنى العامي "لا بيرحمونا ولا بيخلو رحمة الله تنزل علينا".
أجور النقل بلا ضوابط أو حلول
النقل الداخلي في الغوطة الشرقية يعتمد على المازوت ومن خلال البطاقة الذكية يتسلم كل سائق ميكرو مخصصاته بسعر 500 ليرة سورية لليتر الواحد المدعوم، لكن المخصصات لا تغطي إلا نصف الشهر فقط وحتى يكمل السائق بقية شهره عليه أن يشتري مازوتاً حراً وبالتالي لن تغطي التسعيرة المفروضة على الركاب النفقات حيث يبلغ سعر ليتر المازوت الحر 3000 ليرة.
منذ عام كانت تسعيرة الراكب 50 ليرة ضمن المدن و 100 ليرة إذا كان الخط بين مدينة وريف ومع انهيار العملة طالب سائقو المواصلات برفع التسعيرة.
فقامت دائرة المرور برفع تسعيرة سرافيس دمشق من 50 إلى 100 ليرة وأبقت التسعيرة في دوما نفسها فاعترض سائقو دوما الذين وقعوا بين خيارين إما رفع التسعيرة أو التوقف عن العمل على الخط.
ومع عدم اهتمام مديرية النقل ازدادت المشكلات بين المواطنين وأصحاب السرافيس فأصبح من بين كل 10 سرافيس واحد فقط يعمل على الخط ويأخذ 200 أو 300 ليرة وإذا حدثت مشكلة بينه وبين أحد الركاب يشتكي عليه ويدفع مخالفة لذلك قسم كبير من السائقين أصبحوا يفضلون عدم العمل.
تكسي الأجرة.. رفاهية أم حل؟
في ظل هذه الظروف والانهيار المتتالي لليرة السورية تحولت سيارة التكسي الخاصة إلى سرفيس مصغر بسبب غلاء الأسعار حيث يصعد بها عدة ركاب لهم وجهة محددة وتسعيرة الشخص الواحد 2000 ليرة.
وسعر الطلب الواحد الخاص لا يقل عن 20 ألف ليرة بين دمشق وريفها وفي داخل دمشق 7000 ليرة ومن الغوطة الشرقية للغوطة الغربية سعر الطلب 50 ألف ليرة سورية.
حلول واقعية تصطدم بالأزمات
تتحدث "عبير" عن حل توصلت له مع مجموعة من صديقاتها بمدينة دوما قائلة "قبل بداية العام الدراسي اتفقت مع صديقاتي من المدينة ومع سائق سرفيس على أن يقلنا إلى جامعة دمشق بشكل يومي والحساب يكون بشكل شهري حيث ندفع عن كل يوم دوام 500 ليرة عن كل واحدة سواء ذهبنا إلى الجامعة أم لن نذهب وهذا الحل الأفضل وإن كان مكلفا أكثر ولكنه مضمون لنصل إلى جامعتنا ونتخلص من أزمة التوتر التي نعيشها على مواقف المواصلات".
وتعاني مناطق سيطرة النظام من أزمة مواصلات بدأت منذ منتصف العام الفائت، دون أن تجد حكومة الأسد حلاً لها سوى إطلاق التبريرات التي تتعلق بأزمة المحروقات وعدم التزام السائقين بالعمل على الخطوط المرخصة لهم وغيرها، دون إيجاد حل فعلي لهذه المعاناة.