أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رفضه التحالف مع سنان أوغان مرشح تحالف "الأجداد" المناهض للاجئين، مشيراً في نفس الوقت إلى أمله "بطي صفحة الماضي" مع سوريا بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وسبق أن أعلن أوغان، أنه سيدعم من يقبل بترحيل اللاجئين من تركيا، خلال جولة إعادة الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 أيار الجاري، ما دفع بزعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو إلى تصعيد خطابه ضد اللاجئين خلال الأيام الماضية.
ورداً على وصف وسائل الإعلام لأوغان بـ"صانع الملوك" في جولة الإعادة، قال أردوغان في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، يوم الجمعة، إنه "لن ينحني لرغبات أوغان".
وأضاف، "أنا لست شخصاً يحب التفاوض بهذه الطريقة (..) سيكون الشعب هو صانع الملوك".
ورفض أردوغان دعوات المعارضة لترحيل اللاجئين السوريين على نطاق واسع، وقال إن حكومته "تشجع مليون لاجئ على العودة إلى وطنهم"، من خلال بناء وحدات سكنية وتجهيز البنية التحتية في المنطقة التي تسيطر عليها تركيا في سوريا، بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية.
"طي صفحة الماضي"
وبيّن أردوغان، أنه حريص على طي صفحة الماضي مع سوريا، بالتعاون مع حليف النظام السوري الأبرز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال أردوغان، "من خلال صداقتي مع الرئيس بوتين، اعتقدنا أنه يمكننا فتح باب، وتحديداً في معركتنا ضد الإرهاب في الجزء الشمالي من سوريا، الأمر الذي يتطلب تعاوناً وتضامناً وثيقاً".
وأضاف، "إذا تمكنا من القيام بذلك ، فإنني لا أرى أي عقبة ستبقى في طريق المصالحة بيننا"، متعهداً في الوقت نفسه بالحفاظ على الوجود العسكري التركي شمالي سوريا، على الرغم من اشتراط النظام السوري انسحاب القوات التركية من شمالي البلاد للتقدم في مفاوضات التسوية.
وتابع أردوغان، "لدينا أكثر من 900 كيلومتر من الحدود (المشتركة مع سوريا)، وهناك تهديد إرهابي مستمر من تلك الحدود على بلادنا (..) السبب الوحيد لوجودنا على الحدود هو محاربة الإرهاب".
التطبيع مع النظام السوري
أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، يوم الخميس 18 من أيار الجاري، أن العمل الفعلي على خريطة طريق للتطبيع بين تركيا والنظام السوري قد بدأ، وذلك بعد تصريحات تركية تحدثت عن اتخاذ خطوة جادة نحو إعادة العلاقات مع النظام.
وحتى وقت قريب، كانت تركيا من الدول القليلة التي حافظت على دعمها السياسي والعسكري للمعارضة السورية، وظلّت متمسكة بموقفها الرافض للانفتاح على النظام السوري والتعامل معه.
لكنّ هذه المواقف تغيرت أخيراً، حيث شرعت أنقرة نهاية العام المنصرم في مفاوضات علنية مع النظام السوري في العاصمة الروسية موسكو، حيث عُقدت لقاءات على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات، وتبعه لاحقاً اجتماع بين نواب وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري، مطلع نيسان الماضي.
وفي 10 من أيار الجاري، استضافت موسكو وزراء خارجية تركيا وإيران وروسيا والنظام السوري، وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمته الافتتاحية عن أمله في أن يمهد الاجتماع الطريق لصياغة خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين الجانبين.
كما أبدى الرئيس رجب طيب أردوغان أكثر من مرّة رغبته في عقد لقاء مع رئيس النظام بشار الأسد.