طلبت أوكرانيا اليوم السبت من المدنيين في مدينة كراماتورسك شرق البلاد الفرار من القوات الروسية المحتشدة، بعد مقتل 52 مدنيا في هجوم صاروخي خلال محاولتهم مغادرة منطقة مجاورة من محطة للقطارات أمس الجمعة.
ودوت صفارات الإنذار من الضربات الجوية في المدن بأنحاء شرق أوكرانيا الذي صار ميدانا للغزو الروسي في الأسابيع الماضية بعد الانسحاب من المناطق القريبة من العاصمة كييف.
وقال سيرهي جيداي حاكم لوجانسك في كلمة بثها التلفزيون "إنهم يحشدون القوات لشن هجوم" وحث المدنيين الذين لا يزالون في المنطقة على الفرار من القصف الذي قال إن شدته زادت في الأيام الماضية، بحسب وكالة رويترز.
وتسبب الغزو الروسي المستمر منذ أكثر من ستة أسابيع في فرار أكثر من أربعة ملايين شخص إلى الخارج وقتل وجرح الآلاف فضلا عن تشريد ربع السكان وتحويل مدن إلى أنقاض.
وأدى سقوط الضحايا المدنيين إلى موجة إدانات دولية خاصة بسبب القتلى في بلدة بوتشا التي كانت تحت السيطرة الروسية حتى الأسبوع الماضي.
مقتل 52 مدنيا في محطة قطارات
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا إلى "رد عالمي حازم" على الهجوم الذي وقع أمس الجمعة على محطة قطارات مزدحمة بالنساء والأطفال وكبار السن في مدينة كراماتورسك وهي مركز في منطقة دونيتسك للفارين من شرق أوكرانيا.
وخلّف الهجوم قطعا من الملابس واللعب المخضبة بالدماء وكذلك الحقائب الممزقة المتناثرة على رصيف المحطة.
وقال رئيس بلدية المدينة أولكسندر هونتشارينكو، الذي قدر عدد من كانوا متجمعين هناك وقت الهجوم بنحو 4000 شخص، إن عدد القتلى ارتفع إلى 52 على الأقل.
ونفت وزارة الدفاع الروسية المسؤولية عن الهجوم قائلة في بيان إن الصواريخ التي تشير تقارير إلى أنها أصابت المحطة، غير مستخدمة سوى في الجيش الأوكراني، وإن القوات المسلحة الروسية لم يكن لها أهداف محددة في كراماتورسك يوم الجمعة.
وفي واشنطن، قال مسؤول عسكري أميركي كبير إن الولايات المتحدة لا تقبل النفي الروسي وتعتقد أن القوات الروسية أطلقت صاروخا باليستيا قصير المدى في الهجوم.
المفوضية الأوروبية: روسيا ارتكبت جرائم حرب
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم السبت إن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب فيما يبدو باستهداف المدنيين، لكنها مضت قائلة إن محامين يجب أن يحققوا في الوقائع، وفق رويترز.
وأضافت فون دير لاين وهي تغادر أوكرانيا بعد زيارة أنها رأت بعينيها أمس الجمعة الدمار في بلدة بوتشا القريبة من كييف. وبدأ فريق من خبراء الطب الشرعي أمس إخراج الرفات من مقبرة جماعية تضم جثث المدنيين الذين قال مسؤولون محليون إنهم قتلوا في أثناء "احتلال" الروس للبلدة.
وقالت فون دير لاين للصحفيين على متن قطار يغادر أوكرانيا اليوم السبت "حدسي يقول: إذا لم تكن هذه جريمة حرب، فما هي جريمة الحرب إذا، لكنني طبيبة.. ويجب أن يحقق المحامون بعناية".
ونفى الكرملين مرارا الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وقال إن مزاعم إعدام القوات الروسية مدنيين في بوتشا "تزوير شنيع" يهدف إلى تشويه سمعة الجيش الروسي.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس إن مرتكبي عمليات قتل المدنيين في بوتشا مذنبون بارتكاب جرائم حرب وتجب محاسبتهم.
وتمكن الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة من تجاوز بعض الانقسامات لإقرار عقوبات جديدة تشمل حظر استيراد الفحم والخشب والمواد الكيماوية وغيرها من المنتجات إلى جانب تجميد الأصول التي تخص ابنتي بوتين والمزيد من أصحاب المليارات المقربين من الكرملين لدى الاتحاد الأوروبي.
ودعا زيلينسكي الغرب في مقطع مصور إلى فعل المزيد، بما يشمل حظرا للطاقة وعزل جميع البنوك الروسية عن النظام المالي العالمي.
وقال "أي تأخير في تقديم... أسلحة لأوكرانيا وأي رفض لا يعني سوى أن السياسيين المعنيين يريدون مساعدة القيادة الروسية أكثر منا".
الحرب قد تستمر سنوات
يقول الجيش الأوكراني إن موسكو تتأهب لمسعى جديد تحاول فيه السيطرة بالكامل على منطقتي دونيتسك ولوغانسك في دونباس اللتين يسيطر عليهما جزئيا الانفصاليون المدعومون من موسكو منذ عام 2014.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث إن الهجمات الجوية ستتزايد على الأرجح في الجنوب والشرق مع سعي موسكو لإقامة جسر بري بين شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014، ودونباس، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تمنع تقدمها.
وقال الجيش الروسي اليوم السبت إنه دمر مستودع ذخيرة في قاعدة ميرهورود الجوية في وسط شرقي أوكرانيا.
وأضاف الكرملين الجمعة أن "العملية الخاصة" التي تنفذها قواته يمكن أن تنتهي في "المستقبل القريب" مع تحقيق أهدافها من خلال العمل الذي ينفذه كل من الجيش الروسي ومفاوضي السلام الروسي.
في حين حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من أن الحرب قد تستمر أشهرا أو حتى سنوات.