قال المنتدى الاقتصادي العالمي، اليوم الأربعاء، إن حجم استثمارات العالم في مجال تحوّل الطاقة لخفض الانبعاثات الكربونية الضارة تجاوز الـ 500 مليار دولار، خلال العام المنصرم 2020، وذلك لأوّل مرة، رغم تحديات جائحة كورونا.
وأضاف المنتدى - الذي مقره مدينة جنيف السويسرية - في تقرير نقلته وكالة "الأناضول" التركيّة أن حجم الاستثمار العالمي ارتفع بمقدار الضعف مِن مستوى 250 مليار دولار سجّله في العام 2010.
وحسب التقرير، تعهدت ثمانية مِن أكبر 10 اقتصادات في العالم، بالوصول إلى انبعاثات كربونية صفرية بحلول منتصف القرن الحالي.
وتبدأ يوم غدٍ الخميس - ولمدة يومين - قمة عالمية للمناخ دعا إليها الرئيس الأميركي جو بايدن، الشهر الماضي، ويشارك فيها الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وذكر المنتدى الاقتصادي العالمي أنّ عدد السكان المحرومين مِن إمدادات الكهرباء، انخفض إلى أقل من 800 مليون مقارنة بـ 1.2 مليار نسمة قبل 10 سنوات، عام 2010، مشيراً إلى زيادة قدرة الطاقة المتجددة للدول، وهو ما ساهم في تحقيق تقدم ملحوظ في كلٍ مِن الاستدامة البيئية وأمن الطاقة.
ورغم هذا الزخم، أظهر تقرير المنتدى الاقتصادي أنّ 10 في المئة (13 دولة) مِن الاقتصادات العالمية فقط تمكّنت مِن تحقيق تقدّم ثابت ومستمر في مؤشر التحوّل بمجال الطاقة على مدى العقد الماضي، الأمر الذي يدل على تفاوتات كبيرة في التقدم.
وشدّد التقرير على أن التحوّل في مجال الطاقة يتطلب تحولاً كاملاً في نظام الطاقة العالمي، والنظام الاقتصادي والاجتماعي، ابتداءً مِن الآن، حيث إن العقد القادم حاسم لتحقيق الأهداف المناخية.
ورصد التقرير أن دول شمال أوروبا بما في ذلك السويد والنرويج والدنمارك، حافظت على مواقعها الرائدة في مؤشر تحوّل الطاقة إلى المتجددة للعام 2021، مدفوعة بتقدمها القوي في الاستدامة البيئية، بينما احتلت قطر المركز الأول عربياً (53 عالمياً) في المؤشر، الذي يضم 115 دولة.
وارتفعت حصة مصادر الطاقة المتجددة في توليد الطاقة إلى 29 في المئة، العام الماضي، مِن 27 في المئة في 2019، وفق بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "أيرينا"، التي أضافت أنّ استثمارات استراتيجيات تنقية اقتصادات العالم التراكمية من انبعاثات الكربون بشكل شامل تبلغ نحو 130 تريليون دولار.
يشار إلى أنّ تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي يستند إلى رؤى مستمدة مِن مؤشر التحوّل في مجال الطاقة 2021 (ETI)، الذي يقيس أداء 115 اقتصاداً فيما يخصّ أنظمة الطاقة الخاصة بهم عبر الأبعاد الثلاثة لـ مثلث الطاقة وهي (التنمية الاقتصادية والنمو، والاستدامة البيئية، وأمن الطاقة ومؤشرات النفاذ والوصول)، واستعدادهم للتحول إلى أنظمة طاقة آمنة ومستدامة ومعقولة التكلفة وشاملة.