icon
التغطية الحية

5 أسباب تجعل النساء بحاجة إلى الدعم بعد الزلزال في سوريا وتركيا

2023.03.19 | 15:22 دمشق

قدّر تقرير الأمم المتحدة أن نحو 133 ألف امرأة حامل في المناطق المتضررة بالزلزال في سوريا (AP)
قدّر تقرير الأمم المتحدة أن نحو 133 ألف امرأة حامل في المناطق المتضررة بالزلزال في سوريا (AP)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

تضرر في كارثة زلزال سوريا وتركيا ما يقرب من 16 مليون شخص في ولايات الجنوب التركي و9 ملايين في سوريا بينهم نحو 350 ألف امرأة حامل في كلا البلدين واللاتي يحتجن إلى وصول حيوي وفوري للخدمات الصحية في منشآت لم تعد قائمة أو تضررت بشكل كبير أخرجها عن العمل بعد الهزات العنيفة.

وفي سوريا، عمقت الزلازل فقط المعاناة الراسخة من 12 عاماً من الحرب والتي حولت 90 في المئة من السوريين إلى معدمين وأجبرت نصف السكان على ترك منازلهم، ومعظمهم من النساء والأطفال ولجأ عدة ملايين منهم إلى تركيا، واليوم وبعد الزلزال يعيش عشرات الآلاف الآن في ملاجئ مؤقتة في درجات حرارة دون الصفر.

يقول صندوق الأمم المتحدة للسكان "UNFPA" في تقرير، صدر السبت، إن النساء والفتيات هنّ دائماً الأكثر تضررًا في الأزمات الإنسانية، والأكثر تعرضًا للعنف والاستغلال الجنسيين.

 ونشر صندوق الأمم في تقريره 5 أسباب تجعل النساء بحاجة إلى الدعم بعد الزلزال في سوريا وتركيا:

1. يمكن أن تعني الأزمات الإنسانية الحياة أو الموت للنساء الحوامل

بعد انهيار أو تضرر آلاف المستشفيات، بما في ذلك المرافق التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان بقيت النساء الحوامل والأمهات الجدد يكافحن للحصول على الرعاية الأساسية، بما في ذلك دعم التوليد في حالات الطوارئ والولادة القيصرية.

وهناك ما يقدر بنحو 133 ألف امرأة حامل في المناطق المتضررة من سوريا، نحو 44000 منهن سيلدن في الأشهر الثلاثة المقبلة، في أنقاض أسوأ كارثة طبيعية في المنطقة في التاريخ الحديث، ويجب على أولئك أن يعتمدن على نظام صحي تعرض خلال أكثر من عقد من القصف والفوضى الاقتصادية ونقص شبه كامل في الإمدادات أو الموظفين.

وفي تركيا، ستلد 22500 من أصل 226 ألف امرأة حامل تأثرت بشكل مباشر بالزلزال في غضون شهر وذلك في ظل تضرر 70 في المئة من مراكز صحة الأسرة، في حين أن 60 في المئة من خدمات مراكز صحة الأم والتوليد لا تعمل، مما يعرض حياة عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر.

2. يمكن أن يؤدي تعطيل الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية إلى كارثة ثانوية

مع تدمير أو إتلاف أكثر من 100 مرفق صحي في تركيا وأكثر من 170 في سوريا، بما في ذلك ما لا يقل عن سبعة مستشفيات فإنّ صحة نحو 2.2 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب في سوريا و4.1 ملايين في تركيا جميعهن في خطر، وجميعهن بحاجة إلى رعاية الصحة الجنسية والإنجابية التي يختارونها.

وأدت الكارثة إلى عرقلة وصول النساء إلى متطلبات رعاية الصحة الإنجابية، إذ شدد صندوق الأمم المتحدة للسكان على أهمية إعادة تشغيل خدمات الصحة الإنجابية والحماية مرة أخرى، وضمان الوصول إلى رعاية الصحة الإنجابية لجميع النساء والفتيات المحتاجات إليها، بغض النظر عن مكان وجودهن، بما في ذلك في الملاجئ المؤقتة وداخل المجتمعات المضيفة في كل من سوريا وتركيا.

3. احتياجات الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي ترتفع بعد الزلزال

في الأزمات، تكون النساء والفتيات أيضًا أكثر عرضة للعنف وسوء المعاملة، بينما تتعطل خدمات الضمان الاجتماعي والحماية وتنهار المرافق الصحية.

ياسمين، 26 سنة، أم سورية لخمسة أطفال ومطلقة، تعيش في تركيا منذ خمس سنوات ولجأت إلى مكان آمن للسيدات والفتيات تابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان أقيم في صالة رياضية بعد الزلازل.

وكان زوجها يسيء معاملتها جسديًا وعاطفيًا؛ تقول ياسمين: "لقد هددني، لقد أراد أن يأخذ أطفالي". قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان سابقًا المأوى في مكان آمن، والآن مع تعرض منزلها لأضرار بالغة، قالت: "لقد نقلوني الآن إلى هذا المركز لأنه أكثر أمانًا"، بحسب شهادتها في التقرير.

ويقول التقرير إن المساحات الآمنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا وتركيا بعد الزلزال تضمن خدمات الوقاية والاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، لعشرات الآلاف من النساء والفتيات اللائي يعشن في مخيمات مزدحمة أو مؤقتة أو في الشوارع.

4. يؤدي التهجير إلى خسائر جسدية وعقلية واجتماعية جسيمة على النساء

أفادت تقارير رسمية بأن أكثر من 100 ألف أسرة نزحت بسبب الزلازل، على الرغم من أن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير، بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان.

ويقيم الكثير من الناس مع المجتمعات المضيفة أو يعودون إلى منازل غير آمنة وغير صالحة للسكن، بينما يعيش الكثيرون في الشوارع أو في ملاجئ، غير قادرين على إعادة بناء منازلهم أو سبل عيشهم.

ويوجد في سوريا بالفعل أكبر عدد من النازحين داخليًا في العالم، حيث يبلغ الرقم 6.8 ملايين، مع العدد نفسه ممن لجؤوا إلى البلدان المجاورة.

يشير التقرير إلى أنّ الأشخاص الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب الحرب وتفشي الأمراض والخراب المالي قوبلوا لاحقًا بالجفاف والفيضانات التي دمرت ما تبقى من سبل عيشهم، مع هذه الكارثة الأخيرة، يواجه ملايين آخرون صدمة الهجرة غير الطوعية مرة أخرى، وما يقرب من نصفهم من النساء والفتيات اللائي يكافحن مع التشرد والتمييز والفقر وتزايد مخاطر الاستغلال وسوء المعاملة.

روجين هي أم لأربعة أطفال وأصلها من سوريا، وتحتمي الآن في مكان آمن للسيدات والفتيات في ديار بكر في تركيا في منطقة آمنة تابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان. أصلها من سوريا، تعيش هي وعائلتها مع 15 آخرين في غرفة واحدة في مصنع لتغذية الحيوانات.

وقالت روجين (36 عاماًً) لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "بقينا في الخارج في حديقة لمدة أربعة أيام.. لم نتمكن من أخذ أي شيء، لقد أخذت هذا الفستان وارتديته للتو.. ولا شيء للأطفال.. الوضع صعب جداً".

5 - الحاجة الماسة لتقديم التضامن والدعم المالي

يذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقريره أنه يعمل على أرض الواقع منذ اليوم الأول من الزلزال، بالتنسيق مع الشركاء لإعادة تأسيس خدمات الحماية والصحة الجنسية والإنجابية في سوريا وتركيا، إلا أنّه يحتاج إلى التمويل لمزيد من العيادات والفرق الصحية المتنقلة والأماكن الآمنة.

وما تزال ملايين النساء والفتيات لا يتلقين الدعم الذي هم في أمس الحاجة إليه؛ ففي تركيا، يناشد صندوق الأمم المتحدة للسكان الحصول على 19.7 مليون دولار لتوسيع نطاق تقديم خدمات الصحة الإنجابية والحماية. وحتى الآن تم تمويل 39 في المئة من النداء.

أمّا في سوريا، فيناشد صندوق الأمم المتحدة للسكان للحصول على 24.8 مليون دولار، لم يتلقَ سوى ثلثها، مؤكداً أنّ كارثة الزلزال قد فاقمت الأزمة الموجودة مسبقاً في سوريا، والتي يدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان من أجلها أيضاً للحصول على 141.2 مليون دولار.