تشهد الحدود السورية توافداً مستمراً للنازحين من لبنان إلى سوريا خلال الفترة من 24 أيلول إلى 15 تشرين الأول 2024، حيث قدرت الأمم المتحدة أعداد الوافدين بنحو 283,000 شخص، 70% منهم سوريون، في حين يقدر أن نحو 8,100 أسرة (37,000 شخص) دخلوا البلاد عبر المعابر غير الرسمية.
ودعا المفوض السامي للأمم المتحدة فيليبو غراندي في الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة والسبعين للجنة التنفيذية لبرنامج المفوضية في جنيف، إلى تمويل عاجل بقيمة 324 مليون دولار لدعم العائدين السوريين واللاجئين اللبنانيين، مؤكداً أهمية تقديم إغاثة إنسانية فورية، كما طالب النظام السوري بضمان أمن العائدين.
ودعا المانحين إلى دعم "التدخلات المهمة ليس فقط في المجال الإنساني، ولكن أيضاً في مجال التعافي المبكر"، وبالتالي المساهمة في إيجاد حلول مستدامة للاجئين السوريين.
من جهته، قرر مجلس الوزراء التابع لحكومة النظام استئناف فرض صرف 100 دولار عند المعابر لفترة وجيزة في 15 تشرين الأول، لكنه عاد ورفع القرار في وقت لاحق من اليوم ذاته، مع تطبيق الإعفاء حتى نهاية تاريخ الشهر الجاري.
من جانبها، تعمل المفوضية مع شركائها لتقديم المساعدات، بما فيها الإيواء والنقل المجاني، حيث تستضيف سوريا حالياً 25 مركز إيواء في ريف دمشق وطرطوس وحمص، يستقبلون أكثر من 4,800 عائلة لبنانية. بينما تستمر الجهود لدمج الأطفال الوافدين في المدارس السورية، حيث تم تسجيل 1,450 طالباً جديداً في حلب.
أزمة اللبنانيين مكسب للنظام
على مدى السنوات الماضية، برع النظام السوري في استغلال الأزمات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، محولاً المعاناة إلى أداة ضغط على المجتمع الدولي. ومنها تحويل أزمة نزوح اللبنانيين لمناطقه إلى فرصة لتحسين صورته أمام الدول لجلب الدعم والتبرعات، وابتزاز المجتمع الدولي بشأن تقديم المساعدات للنازحين.
يرى إياد حميد، وهو باحث في برنامج التطوير القانوني السوري ومقره لندن، أن استمرار التصعيد في لبنان ونزوح اللبنانيين إلى سوريا سيكون فرصة للأسد لتعزيز روايته بضرورة تسهيل تدفق الأموال والمساعدات لإعادة بناء البنية التحتية ودعم العائدين.
وأشار حميد لموقع "تلفزيون سوريا" إلى أن هذا المطلب قد يجد دعماً من بعض الدول الأوروبية التي تدعم إعادة تعويم النظام السوري.
واعتبر حميد أن نظام الأسد يسعى دائماً لصنع مكاسب من مآسي الشعبين السوري واللبناني، مؤكداً أن منظومة الأسد مثلما نهبت المساعدات الأممية الموجهة لصالح السوريين لن يكون من المستبعد أن ينهب أية مساعدات أممية أو غيرها ستكون موجهة لصالح اللاجئين اللبنانيين القادمين إلى سوريا.