ملخص:
- الولايات المتحدة وصف اعتدءات المستوطنين بحق الفلسطينين بأنها "أعمال إرهابية".
- وزير الدفاع الإسرائيلي السابق: نشهد ظهور إرهاب قومي يهودي خطير.
- رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: عصابة "شبيبة التلال" تمارس الإرهاب.
- زعيمة حزب العمل المعارض: حكومة نتنياهو تضم حزباً مؤيداً للإرهاب.
- الأمم المتحدة تشير إلى أن "عنف المستوطنين" هو الأعلى منذ عام 2006.
في تطور نادر، استخدمت الولايات المتحدة الأميركية ومسؤولون كبار في المعارضة الإسرائيلية مصطلح "إرهاب" لوصف ممارسات المستوطنين ضد الفلسطينيين، بدلاً من مصطلح "عنف" كما جرت العادة في السابق.
جاء ذلك في إدانة الإدارة الأميركية لمقتل الفلسطيني قصي مطعان (19 عاماً) برصاص مستوطنين رعاة هاجموا بلدة برقة شرقي رام الله، يوم الجمعة الماضي، والتي وصفت العمل بأنه "إرهاب".
الأحد، قال المكتب الأميركي للشؤون الفلسطينية في تغريدة على "تويتر"، ندين بشدة "الهجوم الإرهابي" الذي وقع على يد مستوطنين إسرائيليين متطرفين، وأسفر عن مقتل فلسطيني.
We strongly condemn yesterday's terror attack by Israeli extremist settlers that killed a 19-year old Palestinian. The U.S. extends our deepest sympathies to his family & loved ones. We note Israeli officials have made several arrests and we urge full accountability and justice.
— U.S. State Dept - Near Eastern Affairs (@StateDept_NEA) August 6, 2023
في حين، اكتفت الأمم المتحدة على لسان مبعوثها لعملية السلام بالشرق الأوسط، تور وينسلاند، بوصف عملية مقتل مطعان بأنها "عنف مستوطنين"، وفق تغريدة نشرها وينسلاند، يوم السبت.
(1/2) I strongly condemn the deplorable acts of settler violence against #Palestine|ians in the village of Burqa in the occupied West Bank, including the fatal shooting of a 19-year-old Palestinian during a confrontation with #Israel|i settlers from a nearby illegal outpost.
— Tor Wennesland (@TWennesland) August 5, 2023
الإرهاب اليهودي
بدورهم، مسؤولون كبار في إسرائيل، مناهضون لحكومة اليمين، كرروا في الأيام الأخيرة وصف ممارسات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة بأنها "أعمال إرهابية"، محذرين من هيمنة التيار الديني المتشدد على النظام الديمقراطي.
وتعليقاً على تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة، حذر زعيم حزب "الوحدة الوطنية" وزير الدفاع السابق، بيني غانتس، قائلاً "نشهد ظهور إرهاب قومي يهودي خطير يتمثل في حرق المنازل والمركبات وإطلاق نار".
واتهم غانتس حكومة نتنياهو بدعم المتطرفين اليهود بقوله، "دعم أعضاء الحكومة هؤلاء المتطرفين وصمة لن تمحى، وخطر على أمننا".
كذلك، استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق (زعيم المعارضة)، يائير لا بيد، وصف الإرهاب عند الحديث عن عصابة "شبيبة التلال"، اليمينية المتطرفة والمسؤولة عن تنفيذ هجمات ضد الفلسطينيين.
وقال لابيد، إن هؤلاء الشبان "يمارسون الإرهاب اليهودي".
كما قالت زعيمة حزب "العمل"، أشهر الأحزاب الإسرائيلية تاريخياً، ميراف ميخائيلي، لقد حان الوقت لقول ذلك بصوت واضح: إن حكومة نتنياهو تضم حزباً "مؤيداً للإرهاب"، في إشارة إلى حزب الصهيونية الدينية.
على النقيض، تشجع حكومة نتنياهو، اليمينية المتطرفة، هجمات المستوطنين التي تصاعدت في الآونة الأخيرة.
وأشاد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، بالهجوم الأخير على بلدة برقة ووصف المستوطن الذي قتل الفلسطيني بأنه "بطل".
وقال بن غفير، إن اليهودي الذي يدافع عن نفسه والآخرين ضد قتل الفلسطينيين، ليس مشتبها به في جريمة قتل، لكنه بطل يحصل على دعمي الكامل.
جرائم المستوطنين هي الأعلى منذ 2006
حذر تقرير جديد للأمم المتحدة من أن "عنف المستوطنين" تصاعد منذ بداية العام الجاري، أي بالتزامن مع تشكيل حكومة نتنياهو حكومته، التي توصف بأنها "الأكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ إسرائيل".
وتضم الحكومة بين أعضائها عددا من المستوطنين بينهم الوزير بن غفير، ووزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.
وذكر تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة، صدر يوم الجمعة الماضي، أن الأمم المتحدة سجلت 591 حادثاً مرتبطاً بالمستوطنين، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.
ورصد التقرير زيادة نسبتها 39 في المئة في المتوسط الشهري لهذه الحوادث عند مقارنتها مع العام 2022.
يذكر أن العام 2022 كان يصنف بأنه الأعلى في عدد الحوادث المرتبطة بالمستوطنين، منذ أن بدأت الأمم المتحدة في توثيق هذه البيانات في العام 2006.
قلق إسرائيلي
قالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أمس الإثنين، تم تسجيل قفزة في عدد العمليات الإرهابية اليهودية التي وقعت هذا العام مقارنة مع تلك التي حدثت العام الماضي، بحسب بيانات حصلت عليها الصحيفة.
في النصف الأول من العام الجاري، ارتكب اليهود 25 عملية تم تعريفها من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على أنها هجمات إرهابية، تشمل: الحرق العمد وتخريب مسجد وإضرام النار في منزل أو تخريبه.
وأضافت الصحيفة، أن المؤسسة الأمنية تنظر بقلق إلى الاتجاه الذي يكتسب زخما في جميع أنحاء الضفة الغربية، وكجزء منه، ينضم عدد غير قليل من الإسرائيليين إلى الأنشطة المتطرفة لعصابة "شبيبة التلال".
وفي نهاية حزيران/يونيو الماضي، اتهم مسؤولون أمنيون في إسرائيل حكومة نتنياهو بتوفير الحماية للمستوطنين ومنع إجراءات الحد من اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين، بحسب "هآرتس".
وقال مسؤولون إسرائيليون، لصحيفة "هآرتس"، إن الحكومة تعطل جهود الأجهزة الأمنية للتعامل مع "الجريمة القومية" التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة.
المستوطنون الرعاة
في غضون ذلك، تنتشر في السنوات الأخيرة ظاهرة المستوطنين الرعاة الذين تجندهم الجمعيات الاستيطان بهدف الاستيلاء على أراض في الضفة الغربية المحتلة، عبر إنشاء "بؤر استيطانية رعوية".
ويقول الفلسطينيون إن "البؤر الرعوية" هي خطة إسرائيلية الهدف منه ضم (فرض السيادة) مناطق شاسعة من الضفة المحتلة.
وطبقاً للقانون الدولي، فإن المستوطنات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، غير شرعية ووجود المستوطنين فيها غير شرعي.
تحتل إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية ومرتفعات الجولان السوري، منذ حرب 1967، وتواصل بناء المستوطنات وتقدم تسهيلات وحماية خاصة للمستوطنين في الأرض الفلسطينية.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي أنشطة غير قانونية وتطالب من دون جدوى بوقفها، محذرةً من أن ذلك يهدد مبدأ حل الدولتين.
يتوزع نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي في 146 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، بحسب بيانات لحركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية.