icon
التغطية الحية

ينتظرها فقراء سوريا بفارغ الصبر.. كم بلغ سعر "السلة الرمضانية" في دمشق؟

2022.04.05 | 06:11 دمشق

inbound4663198056435922142.jpg
سلة رمضانية في دمشق
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

مع حلول شهر رمضان المبارك ينتظر كثير من فقراء سوريا السلة الرمضانية التي تساعدهم على تأمين بعض حاجياتهم في شهر الصيام، مع قلة الموارد والارتفاع المستمر في الأسعار.

وتعد السلة الغذائية واحدة من أبرز الصدقات التي يخرجها الأغنياء أو ميسوري الحال للفقراء في سوريا مع بدء شهر رمضان المبارك، خصوصاً أن الجمعيات تنشط بشكل أكبر في هذه الأيام لأسباب دينية واجتماعية.

وتشهد العاصمة دمشق وكل المدن الخاضعة لسيطرة النظام السوري ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، خصوصاً في الأشهر الأخيرة التي شهدت فقداناً لكثير من السلع في الأسواق الأمر الذي انعكس سلباً على السوريين، من جراء فشل حكومة نظام الأسد في التوصل إلى أية حلول مجدية تنقذ الوضع المتردي والأزمات الاقتصادية المتراكمة.

وينتظر كثير من العائلات المحتاجة السلة الرمضانية حتى تؤمن ما يسد رمقها بعد ساعات طويلة من الصيام خلال شهر رمضان، في ظل ارتفاع كلفتها مقارنة بالسنوات السابقة بسبب التضخم الكبير في أسعار السلع بالأسواق السورية.

كم كلفة "السلة الرمضانية" في دمشق؟

ورصد موقع تلفزيون سوريا أسعار "السلل الرمضانية" بالعاصمة دمشق في الأيام الأولى من الشهر الكريم، حيث تباينت الأسعار بين 175 ألف ليرة سورية إلى 250 ألف ليرة بحسب النوع والكمية، إلا أنها في المتوسط تبلغ نحو 200 ألف ليرة.

وتضم السلة الرمضانية الجيدة والتي تستفيد منها العائلات لقرابة 10 أيام بحسب عدد أفرادها أهم المكونات الأولية والحاجيات الأساسية وهي "أرز 5 كغ، سكر 5 كغ، شاي أسود 250 غ، معكرونة 5 كغ، برغل خشن 5 كغ، عدس مجروش 5 كغ، مرتديلا صغيرة 5 قطع، زيت قلي 1 ليتر، سمنة 1 كغ، صابون عدد 10، باكيت شوكولا".

وتختلف أسعار هذه السلة بحسب "ماركة" المنتج وجودته، وفي سوق باب سريجة المعروف في دمشق قال الحاج محمد شاكر، إن "الأسعار تختلف كل يوم، حسب موضوع صرف الدولار، وحرب أوكرانيا، والغلاء المرافق لزيادة الطلب في رمضان".

وأضاف الذي يملك أحد المتاجر في السوق في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا" أن الأسعار هي وفق الآتي: 

"أرز 5 كغ 37500 ليرة سورية

 سكر 5 كغ 20000 ليرة

 شاي أسود 250 غ 13500 ليرة

 معكرونة 5 كغ 27500 ليرة

 برغل خشن 5 كغ 30000 ليرة 

 عدس مجروش 5 كغ 35000 ليرة

 مرتديلا صغيرة 5 قطع 12000 ليرة

 زيت قلي 1 ليتر 15000 ليرة

 سمنة 1 كغ 17500 ليرة

 صابون عدد 10 7000 ليرة

 باكيت شوكولا 8500 ليرة".

وأكمل أن "هذه الأسعار متغيرة طبعاً، ويمكن أن يكون هناك حسم بسيط على السلة الرمضانية لنكسب الأجر، إضافة إلى علبة حلاوة أو علبة عصير ظروف هدية من المحل. وتقبل الله صيامكم وصدقتكم".

وعلى هذه الحسابات تبلغ كلفة هذه السلة الرمضانية 250 ألف ليرة سورية، وهي بحسب الحاج شاكر، من أكبر السلل التي يبيعها وأجودها من حيث الكمية والنوعية.

وأشار إلى أن الجميعات الخيرية في دمشق لا تقدم سللا بهذا الحجم في الأيام الحالية، أولاً لأنه لا يوجد تبرعات كافية، وثانياً لتوزيع سلل على أكبر عدد ممكن من العائلات في ظل الفقر الشديد الذي نشهده.

هناك من ينتظر السلة الرمضانية

أم محمد التي تقطن في حي القدم، تنتظر بفارغ الصبر دورها في السلة الرمضانية، حيث إنها موعودة بها خلال العشرة الأولى من رمضان، بحسب ما أخبرها أحد أعضاء جمعية "الرحمة" الخيرية.

وقالت أم محمد التي تستأجر برفقة عائلتها غرفة ومنتفعاتها (حمام ومطبخ) بعد أن تهجرت من الغوطة الشرقية قبل عدة سنوات، لـ موقع "تلفزيون سوريا" إن "الحال يرثى له، لا نعرف كيف نؤمن آجار البيت شهرياً، وبدونه نحتاج أكثر من مليون و200 ألف ليرة حتى نأكل ونشرب".

وأضافت أن "السلة الغذائية التي توزعها الجمعيات في رمضان تساعدنا كثيراً، خصوصاً أن الجمعية أكّدت أنها ستكفينا لنصف الشهر على الأقل، وأن هناك إمكانية لتوزيع واحدة أخرى في العشرة الأخيرة إن زادت التبرعات".

ولفتت إلى أنها "تدعو من أعماق قلبها لكل من يساعد الناس في الشام"، موجهة دعوة إلى كل من يستطيع التبرع لمن يثق به ألا يتأخر ويساهم في إطعام جائع أو فقير".

من جانبه، قال ثائر عبد الرحيم العامل في إحدى الجميعات الخيرية (فضل عدم الكشف عن اسمه)، إن "التبرعات هذا العام أقل من العام الماضي، ولعل السبب في ذلك يعود إلى ارتفاع الأسعار، الأمر الذي انعكس على الدخل، فأصبح من الصعب التبرع أو قلت نسبة المال الذي يمكن إرساله للجميعات أو الأقارب".

وأوضح لموقع "تلفزيون سوريا" أن الجمعية تستقبل التبرعات المادية أو المعنوية، وتقوم بتوزيع العديد من القسائم والشرائح بما يتضمن السلل الغذائية في رمضان أو اللحوم أو الملابس والأحذية مع حلول عيد الفطر المبارك".

وأضاف أن هناك عشرات آلاف العائلات المحتاجة ولكن لا يمكننا تغطية سوى القليل منها، لأن الموارد بين أيدينا شحيحة، ولكن نبذل جهدنا قدر المستطاع".

راتب الموظف لا يشتري سلة غذائية جيدة

وبالطبع راتب الموظف الذي لا يتجاوز في أفضل حالاته الـ 110 آلاف ليرة سورية، لا يمكن أن يشتري نصف سلة غذائية حقيقية، فالسوري في مناطق النظام لن يتمكن من شراء أي شيء آخر دون معونة من قريب في الخارج، أو جمعية خيرية تقدم له المساعدة شهرياً.

وفي استغفال من قبل النظام السوري لسكان مناطقه، نشرت "المؤسسة السورية للتجارة" على حسابها بموقع "فيسبوك" أسعار السلة الغذائية في عدد من فروعها بأسعار منافسة لا تتجاوز 80 ألف ليرة سورية، وتتضمن " رز 3 كغ، برغل 2 كغ، طحين 2 كغ، سكر 2 كغ، رب البندورة 660 غ، فول النزهة 1 كغ، زيت زيتون 1 ليتر، طون قطعة واحدة، سردين قطعة واحدة، شاي 600 غ، سمنة نباتي 2 كغ".

وبالطبع حين سؤال "السورية للتجارة" عن توقيت بيع هذه السلل في فروعها بالعاصمة، أو إن كان بإمكان الشخص أن يشتري أكثر من سلة مثلاً، ومتى ستتوفر هذه السلل في بقية المحافظات. "لا يوجد رد".

ارتفاع سعر السلة بنصف ما فيها

وفي شهر آذار الماضي، أكدت المؤسسة السورية للتجارة عن بيع صالات المؤسسة لسلة غذائية تحوي مجموعة من السلع الأساسية بأسعار مخفضة خلال شهر رمضان المبارك تصل لـ 30% من سعرها بالسوق، ولكن هذه السلل (مع قلة محتوياتها) لم تتوفر في دمشق وغيرها بشكل حقيقي حتى اليوم الرابع من رمضان.

وأسعار المؤسسة السورية للتجارة تؤكد عجز حكومة النظام السوري عن توفير رواتب شهرية كافية لعائلة مكونة من 3 أفراد حيث لا يكفي الراتب لشراء أكثر من سلة غذائية واحدة وعدة ربطات خبز، من دون الخضار والفاكهة واللحوم والأجبان وغيرها، بعيداً عن فواتير الكهرباء والاتصالات والإنترنت وأجور النقل.

وبالمقارنة مع أسعار العام الماضي، بلغ سعر السلة الرمضانية في 11 نيسان 2021، 50 ألف ليرة سورية في المؤسسة السورية للتجارة وتضم سلعاً أكثر هي"علبة سمنة نباتية 2 كغ، سكر 2 كغ، زيت نباتي 1 ليتر، وسمك طون عدد 2، وعدس مجروش 1 كغ، وعدس حب 2 كغ، وشعيرية 350 غ عدد 2، وعلبة حلاوة 400 غ، وعلبة طحينة 400 غ، وعلبة مربيات  660 غ، وعلبة رب بندورة 1350 غ"، وهذا يؤكد الارتفاع الهائل في الأسعار في عام واحد فقط حيث كانت تضم السلة الغذائية التي يبيعها النظام ضعف الحالية.

ولعل الأسوأ من كل ذلك هو القرض الذي أعلن عنه النظام السوري للعاملين في مؤسساته بسقف 500 ألف ليرة لمدة 12 شهراً، بهدف شراء حاجيات من "السورية للتجارة".

وقالت المؤسسة إن القرض يبدأ اعتباراً من الشهر الذي يلي تسلم المواد، مشيرة إلى أن طلبات الحصول على عرض التقسيط جارية حتى تاريخ 17 من نيسان الجاري.