أطلق هولنديون حملة لجمع أكثر من 14 ألف يورو لسوري احترق كشك الفلافل الذي يملكه قبل أشهر، واستطاعوا بالفعل جمع نحو 11 ألف يورو حتى الآن.
ويأتي ذلك على رغم تصاعد العنصرية خلال الأشهر الماضية في البلاد من جراء الحملة التي تقوم بها الأحزاب اليمينية المتطرفة ضد المهاجرين واللاجئين لا سيما السوريين.
"كابوس"
وفي 20 تموز الماضي بنحو الساعة الحادية عشرة صباحاً اندلع حريق في كشك الفلافل الخاص بالسوري "عيد الحداد" في حديقة جامعة العلوم في مدينة أوتريخت، وفق ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.
ويصف السوري عيد اللحظة التي أتت فيها النيران على مطعمه المتنقل بـ"الكابوس".
وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية فإن عيد أصيب بـ"الصدمة" واتصل بالإطفاء التي وصلت بسرعة ولكن لم يبق شيء من "المطعم المتنقل" أو الكشك الخاص به، في حين لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
ويقول عيد "فكرة أن عملك وكل ما قمت ببنائه خطوة بخطوة يضيع في ضربة واحدة هو أمر يصعب فهمه".
"رجل الفلافل"
ويعرف عيد بين زبائنه من الطلاب وموظفي جامعة أوتريخت باسم "رجل الفلافل" ويوجد الكشك الذي يملكه في حديقة العلوم التابعة للجامعة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وكانت الفلافل المتبلة التي يقوم بإعدادها وجبنة "الحلوم" تجذب طوابير طويلة من الزبائن كل يوم، ويقول عيد في مقابلة صحفية سابقة: "أطحن الحمص كل يوم وأضيف إليه الأعشاب الطازجة وأرميها في المقلاة"، وفق صحيفة الخمين داخبلاد.
"ولدى عيد وصفة لجبنة حلوم لا يعرفها أحد تقريباً وهي مصنوعة من حليب البقر والغنم معاً"، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام هولندية.
على الرغم من أن عيد ولد في دبي، إلا أنه نشأ في سوريا، كما يقول وأنشأ والده مصنعاً هناك للشامبو ومواد النظافة الشخصية والمكياج، وعندما كان في 15 من عمره، توفيت والدته وكان عليه أن يعتني بأخته الصغرى وأخيه وحينها أصبح الطبخ لعائلته شغفه.
وعندما اندلعت الحرب كان في العشرينيات من عمره وتم قصف مصنع الشامبو واضطر إلى الفرار من البلاد إلى أن وصل إلى هولندا.
تمويل جماعي ناجح
وبالعودة إلى الحريق الذي أتي على مطعمه الصغير اتصل عيد بشركة التأمين الخاصة به، وكانت سيارته مؤمنة، لكن المعدات وتكاليف الموظفين وحجم المبيعات والمخزون لم تكن كذلك، ولهذا السبب لا يزال بحاجة إلى 14400 يورو، وكان يأمل أن يصل إلى هذا المبلغ من خلال حملة تمويل جماعي.
وقد تم حتى الآن التبرع بنحو 11 ألف يورو من قبل أكثر من 500 شخص.
وترك البعض من المتبرعين رسائل تعاطف ودعم للسوري عيد على غرار: "نأسف لخسارة شغفك وهوايتك.. آمل أن نتمكن من الاستمتاع باللفائف اللذيذة مع الحلوم مرة أخرى في أقرب وقت ممكن".
ويقول عيد "لقد تلقيت الكثير من الدعم والرسائل.. يثلج الصدر ويصعب وصفه بالكلمات.. الجميع يريدني أن أعيد فتح أبواب مطعمي في أقرب وقت ممكن، وهذا يمنحني الكثير من القوة والحافز".
ويعرب عيد عن تفاؤله بالمستقبل ويقول "بالتأكيد لدي أمل، لأنه عندما يختفي كل الأمل، تتوقف الحياة وبالتالي لن يعود لها معنى".
ويقول عيد إنه يعمل بجد لإعادة افتتاح المطعم "مع كل الدعم الذي أتلقاه، أشعر بالقوة للاستمرار".
وعلى مدار العشر أعوام الماضية وصل عشرات الآلاف من السوريين إلى هولندا هرباً من الحرب المندلعة في وطنهم منذ عام 2011.
وسلطت وسائل الإعلام الهولندية على مدار السنوات الماضية أضوائها على قصص نجاح الكثير من اللاجئين السوريين رغم الظروف الصعبة التي كانوا يعانون منها في بداية لجوئهم.