icon
التغطية الحية

يعرضون مفروشاتهم للبيع.. سوريون يفكرون بمغادرة مصر بعد إيقاف تجديد الإقامة

2024.07.23 | 23:12 دمشق

آخر تحديث: 28.07.2024 | 09:47 دمشق

sfsdf
يعرضون مفروشاتهم للبيع.. سوريون يفكرون بمغادرة مصر بعد إيقاف تجديد الإقامة
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • سوريون في مصر يعرضون أثاث منازلهم وممتلكاتهم للبيع بغرض السفر بعد إيقاف السلطات المصرية إصدار وتجديد الإقامة السياحية للأجانب إلا بعد الحصول على ختم دخول جديد.
  • ازدياد المنشورات المتعلقة بالأسئلة عن الأوضاع المعيشية في سوريا، وحجوزات الطيران بأسعار مناسبة، والبحث عن حلول لمن لا يستطيع العودة.
  • السوريون حاملو الإقامة السياحية في مصر يشعرون بالقلق بسبب الظروف الصعبة وقلة الحلول المتاحة.
  • ازدادت نسبة السوريين الراغبين في الحصول على إقامة اللجوء باعتبارها الحل الأفضل حالياً.
  • الضغط على مفوضية اللاجئين ازداد منذ إعلان مصر حملة "صحح أوضاعك" لتنظيم أوضاع اللاجئين والمقيمين.

انتشرت في الأيام الأخيرة منشورات لبيع الأثاث المستعمل على صفحات السوريين في مصر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعرض كثير منهم مفروشاتهم وممتلكاتهم بغرض السفر، وذلك في أعقاب إيقاف السلطات المصرية إصدار الإقامة السياحية للأجانب أو تجديدها إلا بعد الحصول على ختم دخول جديد، فضلاً عن صعوبة الحصول على أنواع أخرى من الإقامة.

كما ازدادت المنشورات التي تتعلق بأسئلة عن الأوضاع المعيشية في سوريا، وحجوزات طيران بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى البحث عن حلول أخرى لمن لا يستطيع العودة.

يشعر جزء كبير من السوريين حاملي الإقامة السياحية في مصر بالقلق والظروف الصعبة وقلة الحلول المتاحة، بينما يزداد عدد الراغبين منهم بالحصول على إقامة اللجوء باعتبارها الحل الأفضل في الوقت الحالي.

عشرات المنشورات لبيع الأثاث المستعمل

يعرض السوريون الراغبون بمغادرة مصر صورا لأثاث بيوتهم، وبأسعار تفصيلية، على صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتجد منشورات تعرض بيتا للبيع، أو سيارة، أو حتى بعض مستلزمات المحال.

من بين هؤلاء، سناء العبد، امرأة سورية، عرضت أثاث منزلها الجديد، وتفكر بالعودة إلى سوريا.

تقول سناء، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، وصلت إلى مصر منذ 3 شهور، وحصلت على إقامة سياحية وكنت أنتظر أن يحين موعد التقديم في المدارس لكي أسجل ابني ونحصل على إقامة سنوية، وجهزت منزلي بالكامل وجددت الأثاث قبل بضعة شهور.

تضيف سناء، بعد القرارات الأخيرة لم نعد نستطيع تجديد إقامتنا السياحية، ولا الحصول على إقامة دراسية سوى بالمغادرة من مصر والعودة من خلال تأسيرة دراسية، وهذا الأمر يكلف أموالا كثيرة مما اضطرني لعرض أثاث منزلي للبيع من أجل العودة إلى سوريا.

عائلات كثيرة تتابع بقلق القرارات الجديدة للحكومة المصرية الساعية لقوننة أوضاع الأجانب على أراضيها، بعد موجات اللجوء الأخيرة من السودان.

شادي الحلو (34 عاما)، سوري مقيم في مصر منذ 10 سنوات، يقول، ذهبت لتجديد الإقامة السياحية، ولكن ختموا على جواز سفري مغادرة خلال أسبوع.

ويضيف شادي، لن أستطيع العودة إلا بالحصول على تأشيرة دخول جديدة، مما دفعني لبيع أثاث منزلي، وأحاول الحصول على تأشيرة للإمارات.

تذاكر طيران بأسعار مرتفعة

تعد أسعار تذاكر الطيران إلى سوريا مرتفعة بالنسبة لمتوسطي الدخل، ويبلغ سعر التذكرة "ذهاب فقط" نحو 20 ألف جنيه مصري أي ما يعادل (400 دولار أميركي) للفرد، مما يشكل عبئاً مالياً إضافياً للعديد من العائلات الراغبة بالمغادرة.

يقول رائد المحمد، وهو رب أسرة سوري، لم يعد باستطاعتي البقاء في مصر بسبب عدم قدرتي على تجديد الإقامة، ولكن تذاكر الطيران إلى سوريا أسعارها غالية جدا ونحن أسرة من 5 أفراد، وكنت قد أغلقت ملف اللجوء الخاص بي مما يجعل إعادة فتحه أمرا صعبا للغاية.

سوريا "ليست آمنة"

نسبة كبيرة من العائلات والشباب لا يستطيعون العودة إلى سوريا لأسباب أمنية قد تشكل خطراً على حياتهم، أو تعرضهم للاعتقال، وفق للعديد من المنظمات الدولية التي لا تزال تصنف سوريا بأنها "ليست آمنة".

مرام طه (30 عاما)، سورية مقيمة في مصر، تقول إن أخي سافر إلى سوريا بعد أن طلب "فيش أمني " عن طريق أحد أقاربنا في دمشق، ولكن النظام السوري اعتقله عند وصوله ولم نسمع عنه خبرا منذ شهرين.

تضيف مرام، نحن كعائلة نعيش خوفاً كبيراً على مصير أخي، وخوفا أكبر من العودة إلى سوريا، فليس هناك ما يضمن أنهم لن يعتقلونا حتى لو حصلنا على "فيش أمني".

كما أن هناك أسرا فقدت بيوتها وعائلاتها في الحرب، ولم يعد بإستطاعتها البدء من الصفر في بلاد يعيش معظم سكانها تحت خط الفقر وغير صالحة للعيش.

طارق عبد الله (47 عاما) سوري يقول، مهما ساءت الظروف في مصر، فلن أقدم على العودة إلى سوريا، بيتي في الغوطة الشرقية مدمر، وتهجرت عائلتي وتبعثرنا في دول عديدة، لن أستطيع العودة إلى الظلم مرة أخرى.

إقامة اللجوء هي الحل الأفضل

ازدادت نسبة السوريين الراغبين بالحصول على إقامة اللجوء (الكرت الأصفر) بعد إيقاف الإقامة السياحية وصعوبة تجديدها، على الرغم من أن مواعيد الحصول على الإقامة وصلت إلى منتصف العام القادم، ولكن تبقى هي الحل المتاح والذي يحمي من الإجراءات الأمنية المتبعة ضد المخالفين.

كما ازداد الضغط على مفوضية اللاجئين منذ أن أعلنت مصر عن حملة "صحح أوضاعك" التي تهدف إلى قنونة أوضاع اللاجئين والمقيمين في مصر.

ويمكن الحصول على إقامة لجوء عن طريق التواصل مع المفوضية سواء عن طريق الذهاب إلى مقرها، والذي أصبح مؤخرا يستغرق أياما من الانتظار من أجل الحصول على موعد، أو عن طريق الاتصال على أرقام المفوضية.

كما أن الاتصال على أرقام المفوضية قد يستمر أياما من دون أي رد، خصوصا لمن لا يستطيع الانتظار أمام بابها من نساء وأطفال، وقد اقترح البعض استخدام برامج الاتصال التلقائي على أرقام المفوضية من أجل الرد والحصول على موعد.

رنا سالم، سورية تقول، قمت بتحميل البرنامج وبعد مئات المحاولات رد علي أحد الموظفين وأعطاني موعدا من أجل الدخول ووصلتني رسالة على هاتفي بتأكيد الموعد.

أزمة قفل إغلاق ملف اللجوء

بعد أن قام بعض اللاجئين السوريين بإغلاق ملفات اللجوء الخاصة بهم لأسباب متعددة منها السفر أو الرغبة بالحصول على إقامة عادية، أصبح من الصعب عليهم إعادة فتح الملف مرة أخرى بعد التعليمات الأخيرة.

ويحاول العديد منهم التواصل مع المفوضية من أجل إعادة فتح الملف من أجل الحصول على إقامة اللجوء بعد أن نفذت الحلول أمامهم، ويأتي الرد بالرفض أغلب المرات، أو بالانتظار لأجل غير مسمى.

عبد الحكيم عصام (48 عاما) سوري مقيم في مصر يقول، أقفلت ملف المفوضية لأني كنت أريد الحصول على إقامة على جواز السفر، وكنت سأحصل على تأشيرة عمل في الخارج، وعندما توقف تجديد الإقامات ولم أستطع السفر حاولت فتح الملف مرة أخرى ولكن لم أحصل على رد.