البث المباشر
لاقى لاجئ سوري إعجاب الإعلام الهولندي بعد تأسيسه لمشروع بيع منتجات قطنية صُنعت بأيادي سورية، كما أنه مرشح للفوز بـ"جائزة البلدية للمواهب". وبحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الهولندية فإن اللاجئ السوري معتز عوف الذي كان مقيما في مدينة حلب، هرب من سوريا في نهاية عام 2014 بعد أن اندلعت الحرب في البلاد.
200 يورو وطموح لا ينضب
ولم يكن أمامه في النهاية خيارا سوى القيام بمحاولة هروب خطيرة إلى هولندا ووصل معتز عوف إلى هولندا ويقول "لم يكن لدي سوى حقيبة ظهر، 200 يورو، وطموح لا ينضب"، وفق ما ذكرت صحيفة "داماسانفالير" الهولندية.
وتم تخصيص منزل له في بلدية بونينجن في مقاطعة خيلدرلاند وسط شرق هولندا، وبعد حصوله على درجة الماجستير في الجامعة، عاد للعمل في القطاع المالي، تماماً كما هو الحال في سوريا.
وعن سبب اختياره هولندا للجوء فيها، يقول "أفعل كل شيء بناءً على البحث.. هنا في هولندا يمكنني أن أقطع شوطاً طويلاً في تعلم اللغة الإنجليزية، وهناك جامعات جيدة جداً وبالطبع أردت أن أكون قادراً على إحضار زوجتي إلى هنا لمواصلة حياتنا معا".
ويقول معتز "أنا هولندي وسوري وأعمل بجد وأدفع ضرائبي أيضاً"، وتعيش زوجته هنا أيضاً منذ عدة سنوات ولديهما ابنة، جوليا البالغة من العمر خمس سنوات.
وبحسب ما يقول اللاجئ السوري فإنه استقبل بدفء وود في بلدية بونينجن الهولندية، معرباً عن شعوره بسعادة غامرة عندما يتمكن من التحدث عن متجره الإلكتروني الخاص syriancotton.nl لأنه أكثر من مجرد مشروع تجاري، وفق للصحيفة الهولندية.
ويبيع معتز جميع أنواع المنتجات المصنوعة من القطن السوري عبر هذا الموقع، وهو يعمل مع لاجئين آخرين من سوريا يقومون بتصنيع القطن من تركيا ومصر.
يحاول معتز مساعدتهم من هولندا بحسب الصحيفة ويقول "لا يزال الأمر يسير ببطء، ولكن في النهاية آمل أن أتمكن من كسب لقمة العيش من متجر القطنيات الخاص بي.. إنه لأمر رائع أن أتمكن من القيام بذلك بمنتج له علاقة كبيرة ببلدي".
"رسالة أمل" ومرشح للفوز بجائزة
ويأمل أن يلهم اللاجئين الآخرين بهذه القصة ويقول "لأنني لا أبيع قميصاً أو منشفة فحسب، بل أبيع أيضاً رسالة أمل".
وبحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الهولندية فإن معتز يتنافس مع اثنين أخرين هما ساني كوندرز ومارجا فان هارين للفوز بجائزة البلدية للمواهب وتم إختيار الثلاثة لإنهم متميزين.
ووفقاً لموقع البلدية الهولندية ستقوم لجنة التحكيم بتقييم المرشحين المذكورين أعلاه في الأسابيع المقبلة وستختار الفائزين في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر بناءً على معايير مختلفة مثل الابتكار والاستدامة إضافة إلى معايير أخرى.
وعلى مدار الأعوام الماضية تناولت وسائل الإعلام الهولندية قصصاً كثيرة لنجاح اللاجئين السوريين في هولندا في عدة مجالات لا سيما المجالات العملية والعلمية والفنية.
ووصل إلى هولندا أكثر من مائة وخمسون ألف لاجئ سوري على مدار الأعوام العشرة الماضية هرباً من الحرب المندلعة في بلادهم منذ عام 2011 وحصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية فيما ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة كتعلم اللغة وانقضاء مدة خمس أعوام.
