البث المباشر
فاجأ عدد من الهولنديين عائلة سورية لديها طفلة تعاني من مرض خطير، بعد وصولها إلى منزلهم في مدينة موسيلكانال، بتنظيم استقبال إنساني مثير لهم بعد أن قضوا إجازتهم الصيفية التي نظمها لهم أيضاً بعض جيرانهم الهولنديين.
وبحسب ما ذكر تلفزيون "أر تي في نورد" فإنه بفضل السكان المحليين جيران العائلة السورية، تمكنت الطفلة السورية سارة (5 سنوات) التي تعاني من مرض خطير من الاستمتاع بعطلة في مقاطعة ليمبورخ مع عائلتها.
وعندما عادت العائلة السورية إلى منزلها في حي سيريسدورب في مدينة موسيلكانال في مقاطعة خرونيغن من العطلة الصيفية تبين أن هناك مفاجأة تنتظرهم.
موكب وحديقة
ووفق ما ذكر التلفزيون الهولندي فإنه تم تزيين منزل العائلة السورية باللافتات والرسومات، وكانت مجموعة كبيرة من سكان المنطقة وجيرانهم الهولنديين تنتظرهم عندما عادوا إلى منازلهم إضافة إلى موكب مؤلف من شاحنة ودراجات نارية.
وعانق الهولنديون المنظمون أفراد الأسرة السورية الذي كانوا سعداء بهذا الاستقبال الجميل وخصوصاً سارة التي كانت تبتسم طوال الاستقبال رغم مرضها، في مشهد تتجلى فيه الإنسانية وجبر الخواطر بأجمل صورها.
كما وقف الطفل الهولندي جايرو ومعه لافتة ترحب بسارة ويسأله الصحفي لماذا تقف هنا فيرد بحسب الفيديو الذي نشر على موقع التلفزيون "لأجل سارة التي تعاني من مرض خطير".
ووقف أيضاً الطفل الهولندي ريتشايروا وبيده لافتة مكتوب عليها "أهلاً سارة"، معبراً عن سعادته بعودتها إلى منزلها.
وتم تجديد الحديقة الخلفية لمنزل العائلة السورية ويقول يوخيم فان دير سلويس وهو أحد المنظمين للإستقبال: "لقد كنا مشغولين لمدة أربعة أيام للحصول على هذه النتيجة".
كما تم تنظيف الحديقة وتقليم الأشجار الموجودة إضافة إلى زرعها بأنواع مختلفة من النباتات، ووضع جيران العائلة السورية عدد من الألعاب لسارة وإخوتها.
ويضيف يوخيم إن "الكثيرون من سكان القرية تعاونوا معنا (..) والكثير من المتطوعين جاءوا لمساعدتنا دون أن نطلب منهم"، واصفاً ما حصل بأنه "أمر مذهل".
ويقول "لقد كنا مشغولين في ترتيب هذا لمدة أربعة أيام من الصباح وحتى الثامنة مساءاً لنحصل على هذه النتيجة".
وقال يوخيم لدى إستقبال العائلة السورية نيابة عن الجميع وعن سكان البلدة "نرحب بكم".
لفتة إنسانية من الهولنديين
الأسرة السورية أعربت عن إمتنانها جداً لما فعله الجيران الهولنديين وتقول الأم فاطمة إن "المفاجأة كانت كبيرة وجميلة"، وتضيف إن الحديقة أصبحت جميلة جداً "شكراً للجميع".
وتتابع فاطمة بأن العطلة الصيفية التي قضتها العائلة "كانت جميلة ولم تحصل أية مشاكل معنا" معربة عن شكرها لمن نظمها لهم.
وعن حالة سارة تقول اللاجئة السورية إنها "جيدة أيضاً وسعيدة بما حصل". أما والد سارة فكادت الدموع أن تنهمر من عيونه من شدة التأثر مما قام به جيرانه.
ويوجد في هولندا أكثر من مائة وخمسون آلف لاجئ سوري وصلوا إلى البلاد على مدار العشر أعوام الماضية هرباً من الحرب التي شنها نظام بشار الأسد وحلفائه إيران وروسيا على الثورة التي اندلعت ضد حكمه في عام 2011 في البلاد.
وحصل عشرات الألاف من اللاجئين السوريين على مدار الأعوام الماضية على الجنسية الهولندية فيما ينتظر البقية الحصول عليها بعد أن يستوفوا الشروط اللازمة وأبرزها انقضاء مدة خمس سنوات إضافة إلى الحصول على مستوى معين من اللغة الهولندية.
