وعدت "حكومة الإنقاذ" العاملة في إدلب، بالعمل على تخفيض أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في المنطقة، مع قرب حلول شهر رمضان، وذلك بالتزامن مع إطلاق حملة محلية تدعو لمقاطعة شراء اللحوم بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها.
وقال مدير العلاقات العامة في وزارة الاقتصاد والموارد التابعة للحكومة، حمدو الجاسم، إنّ مرض نيوكاسل تسبب بنفوق أعداد كبيرة من الفروج ما أدى إلى نقص في المعروض بالأسواق وارتفاع بالأسعار بشكل كبير".
وأضاف الجاسم، أنه وبعد "الارتفاع الحاصل في مادة اللحوم الحمراء والفروج في المناطق المحررة، جرى توجيه التجار لاستيراد كميات إضافية من الفروج الحي واللحوم المجمدة من الخارج لزيادة المعروض في الأسواق، بالتالي الإسهام بانخفاض الأسعار".
وتابع: "عقدنا عدة جلسات لدراسة أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء مع قدوم شهر رمضان المبارك لوضع الحلول الطارئة لمعالجة الارتفاع عبر زيادة السلعة المعروضة في السوق المحلية والذي سيساعد بشكل كبير في انخفاض أسعارها خلال الأيام القليلة القادمة إن شاء الله".
وبحسب المتحدث، جرى توجيه "دوريات الرقابة التموينية المتوزعة في عموم المناطق المحررة، بمتابعة المسالخ والمذابح وشركات الفروج ومراكز بيعه، لمنع حالات الاحتكار والتلاعب بالأسعار".
حملة لمقاطعة الفروج والبيض
وقبل أيام أطلق مدنيون في منطقة شمال غربي سوريا، حملة تدعو إلى مقاطعة لحوم الفروج والبيض، بعد الارتفاع الكبير في أسعارها، إذ وصل طن الفروج إلى نحو 1900 دولار أميركي، بعدما كان بـ 1700 دولار.
وبعد الدعوة إلى مقاطعة لحوم الفروج في إدلب، أصدرت "حكومة الإنقاذ" توضيحاً على لسان المدير العام للتجارة والتموين محمد السليمان، قال فيه: "خلال الأيام القليلة الماضية ارتفعت أسعار الفروج بشكل ملحوظ حيث وصل سعر الطن الواحد لما يقارب 1800 دولار، وذلك لعدة أسباب أبرزها إصابة معظم مداجن المحرر بمرض النيوكاسل (الطاعون)".
وأشار السليمان، إلى تسجيل ارتفاع ملحوظ في نسبة النفوق بمعظم المداجن، ما دعا أصحاب المداجن للتخلص من الطيور المصابة بإشراف الجهات المعنية.
وتسبّب ذلك بتوقف وضع أفواج جديدة داخل المداجن، من أجل تعقيمها من الأمراض السابقة وتجهيزها لتربية فوج جديد، وكان ذلك "سبباً رئيساً لقلة المعروض من الفروج كما أن تأخير العرض لموسم شهر رمضان المبارك أسهم في قلة العرض حالياً".
وعلى إثر ذلك سمحت "حكومة الإنقاذ"، بإدخال الفروج الحي من ريف حلب الشمالي، إلى إدلب، عن طريق معبر الغزاوية، لمدة أسبوع واحد.
ما سبب ارتفاع الأسعار؟
وخلال الأسابيع الماضية، ارتفعت أسعار اللحوم بشكل كبير ونسب وصلت إلى نحو 50 في المئة، ضمن محافظة إدلب، ومدن وبلدات ريف حلب الشمالي والشرقي.
وذكر أبو فهد، أحد القصابين في مدينة اعزاز شمالي حلب، أن سبب ارتفاع سعر اللحوم يعود إلى "فتح الباب على مصراعيه أمام عمليات تهريب أو تصدير المواشي إلى تركيا والعراق وبعض دول الخليج".
وقال أبو فهد في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إن عمليات التهريب تشمل الأبقار والأغنام، عبر أشخاص محددين حصلوا على أذونات للتصدير إلى أربيل في العراق ودول الخليج وتركيا.
وأضاف أن إقبال السكان على شراء اللحوم شبه معدوم بسبب ارتفاع الأسعار، مضيفاً أن المادة تكاد تكون حلماً لكثير منهم، نظراً لضعف الدخل، وشح فرص العمل، خاصة أن راتب بعض الموظفين لا يسمح بشراء اللحوم، حتى لو كان ذلك لمرة واحدة في الشهر.
ولفت القصابون إلى غياب الجهات المحلية والحكومية عن المشهد بهذا الخصوص، وعدم اتخاذها أي خطوات من شأنها ضبط عمليات التصدير والحد من ارتفاع أسعار اللحوم مجدداً في المستقبل.