كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة واترلو في كندا عن أهمية اختيار وجبة الإفطار المناسبة لتعزيز مستويات الطاقة والصحة العامة.
وأظهرت الدراسة أن العمليات الحيوية في جسم الرجال تستجيب بشكل أفضل لوجبة إفطار غنية بالكربوهيدرات بعد ساعات الصيام الليلي، في حين تستفيد النساء أكثر من وجبات تحتوي على نسبة أعلى من الدهون عند الاستيقاظ.
إضافةً إلى ذلك، أكدت الدراسة أن اختيار الأطعمة المناسبة لا يسهم فقط في تحسين مستويات الطاقة، بل يساعد أيضاً على فقدان الوزن والحفاظ عليه، مما يجعل الإفطار وجبة أساسية لا غنى عنها لبدء اليوم بنشاط وحيوية.
ما هي عملية الأيض (الاستقلاب أو التمثيل الغذائي)؟
تشير عملية الأيض إلى مجموعة التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تحدث داخل خلايا الجسم، حيث يتم استخدام طاقة الطعام في دعم العمليات الحيوية وإنتاج المواد العضوية الجديدة.
وتعتمد الكائنات الحية على بيئتها للبقاء على قيد الحياة، من خلال امتصاص المواد الغذائية التي تستخدمها لبناء العناصر الأساسية اللازمة للحركة والنمو والتطور والتكاثر.
وتتم هذه العمليات بوساطة الإنزيمات، وهي بروتينات متخصصة تُسهم في تسريع عمليات الأيض (الاستقلاب والهدم).
يُعرف معدل إنتاج الطاقة في الجسم بمعدل الأيض الأساسي، الذي يتأثر بعدة عوامل مثل الجنس، العرق، التمرينات الرياضية، النظام الغذائي، العمر، وكذلك الأمراض مثل الإنتان أو السرطان.
ما أفضل وجبة إفطار: الغنية بالكربوهيدرات أم الغنية بالدهون؟
أظهرت الدراسة الحديثة استناداً إلى نموذج رياضي ابتكره الباحثون، أن تأثير وجبة الإفطار على عمليات الأيض يختلف بين الرجال والنساء.
وأشارت النتائج إلى أن اختيار وجبة إفطار غنية بالكربوهيدرات ومتوازنة من حيث العناصر الغذائية، بالإضافة إلى احتوائها على الألياف القابلة للذوبان، قد يكون الأمثل للرجال.
وتشمل الأمثلة على هذه الوجبات: دقيق الشوفان، العصائر المتوازنة، أو وعاء من التوت مع المكسرات والزبادي.
أما بالنسبة للنساء، فقد تكون الدهون الصحية غير المشبعة الخيار الأفضل لوجبة الإفطار، إذ تسهم في دعم صحة القلب وتحفيز الأيض، ومن الخيارات المثالية: مهلبية الشيا، عجة البيض النباتية، أو الجبن القريش مع بذور الكتان والتفاح.
لماذا يكون التمثيل الغذائي للدهون أسرع لدى النساء؟
أوضح القائمون على الدراسة أن النساء يحتفظن بنسبة أعلى من الدهون خلال فترة امتصاص الطعام في الأمعاء مقارنةً بالرجال، لكنهن يظهرن معدلات أكسدة للدهون أعلى بكثير خلال فترة ما بعد الامتصاص.
وربما يؤدي هذا إلى توجيه توصيات غذائية مصممة حسب الجنس لتحسين صحة الأيض، ومنع حدوث مضاعفات ضارة مثل فرط سكر الدم بعد الأكل، أو نقص سكر الدم.
ويمكن إجراء عمليات المحاكاة الحاسوبية لمعرفة كيفية استجابة جسم معين للوجبات من جميع أنواع التركيبات.
وأضاف أحد الباحثين: "نحن نفترض أن هذا الاعتماد المتزايد على التمثيل الغذائي للدهون عند النساء يتأثر بالاختلافات بين الجنسين في الكبد والأنسجة الدهنية، والتي تشير المحاكاة النموذجية إلى آلية أساسية قد تفسر ذلك". كما أن كبد الإناث يحول المزيد من الجليسيرول نحو صنع الجلوكوز (السكر).
ومع ذلك، فإن كبد المرأة تحافظ على الجليكوجين أكثر من كبد الرجل، مما يؤدي إلى انخفاض تحلل الجليكوجين -تكسير الجليكوجين- وانخفاض إنتاج الجلوكوز مقارنةً بالنموذج المناظر عند الرجال.
ويؤدي هذا الانخفاض في سكر الدم إلى تعزيز أكسدة الأحماض الدهنية الحرة في الأعضاء والأنسجة الأخرى، مما يؤدي إلى ارتفاع التمثيل الغذائي للدهون بشكل عام.
لماذا توجد اختلافات بين الجنسين في طريقة استقلابنا للعناصر الغذائية؟
ببساطة، تخزّن النساء المزيد من الدهون، ولكنهنّ يحرقنَ أيضاً المزيد من الدهون في أثناء ممارسة التمارين الرياضية لفترات طويلة، ويستقلبنَ الدهون بكفاءة أكبر في وجبة ما بعد الصيام.
وتُعد الدهون مصدراً كبيراً للطاقة، وهي ضرورية لتلبية الاحتياجات الغذائية المرتفعة للحمل والرضاعة.
ومن المحتمل أن تكون هذه الاختلافات بين الجنسين بسبب هرمون الإستروجين، إذ تتحمل النساء تلبية احتياجات غذائية أعلى في أثناء الحمل والرضاعة، في حين تعد دورة حياة الرجل أكثر بساطة، فهو ينمو من طفل إلى شاب يافع، ثم إلى بالغ كبير في السن.
ومن ناحية أخرى، قد تحمل المرأة، ثم تمر بمرحلة الإرضاع، وكلاهما له متطلبات غذائية مختلفة هائلة، ويفرض تغيرات كبيرة في جسم الأنثى، وقد تتكرر هذه المراحل عدة مرات قبل أن تصل إلى مرحلة انقطاع الطمث وبقية مراحل الشيخوخة.
المصدر: ما أفضل وجبة إفطار للحصول على أعلى مستويات الطاقة؟ (صحتك)