ارتفع عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى هولندا خلال الشهر الماضي وسط تصاعد انتقادات أحزاب اليمين المتطرف المطالب بإغلاق الباب في وجه طلاب اللجوء.
وقالت صحيفة "دا فولكس كرانت" الهولندية، إن 5089 شخصاً تقدم بطلبات لجوء في هولندا -بينهم 1133 لاجئا سوريا- خلال شهر أيلول، بزيادة 36 بالمئة عن شهر آب الماضي، مشيرة إلى أن عدد طلبات اللجوء في هولندا زاد بشكل حاد مقارنة بالعام الماضي.
وبحسب دائرة الهجرة والتجنيس، فإن "تدفق اللاجئين في ازدياد للشهر التاسع على التوالي، ففي أيلول الماضي بلغ إجمالي تدفق طالبي اللجوء (إجمالي طلبات اللجوء الأولى والمتكررة ولم شمل أفراد الأسرة) 5089 طالب لجوء، أما في آب الماضي فقد بلغ إجمالي عدد طالبي اللجوء 3724 شخصاً".
وأوضحت دائرة الهجرة والتجنيس أن "عدد طلبات اللجوء الأولى في شهر أيلول بلغ 3962"، مشيرة إلى أن "أكبر خمس دول منشأ لطالبي اللجوء الذين قدموا طلب اللجوء الأول هي: أفغانستان (1199)، سوريا (1133) ، تركيا (304)، الصومال واليمن (186) والجزائر (110)".
كما زاد عدد أفراد عائلات طالبي اللجوء الحاصلين على تصريح إقامة بعد لم شملهم، وفقاً للصحيفة الهولندية التي قالت إن عددهم زاد بعد أن رفعت العديد من قيود السفر التي فرضت بسبب كورونا.
ووفقاً لدائرة الهجرة والتجنيس، فإنه في شهر أيلول الفائت بلغ عدد أفراد الأسرة الذين تم لم شملهم في هولندا 926 لاجئا معظمهم من السوريين.
ازدحام كبير في مراكز طالبي اللجوء
وأدى التدفق المتزايد للاجئين إلى ازدحام في مراكز طالبي اللجوء في البلاد خلال الأسابيع الماضية، وشهد مركز إيواء اللجوء في مدينة تير آبل ازدحاماً كبيراً حيث نام عدد من طلاب اللجوء خلال الأيام الماضية على الكراسي بسبب نقص الأسرة.
ومركز طالبي اللجوء "تير أبل" هو المكان الأول الذي يمكن لطالبي اللجوء التسجيل فيه عند وصولهم إلى هولندا، وهناك يتم فرزهم إلى مراكز إيواء أخرى.
وأعلن متحدث باسم الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA) أنه هناك مساحة صغيرة جداً لاستقبال جميع طلاب اللجوء في الشهر الجاري.
وبحسب صحيفة "دا فولكس كرانت"، فإن البلديات تعمل على إنشاء مراكز إيواء طوارئ كبيرة جديدة.
وفي الوقت الحالي، يقيم 31 ألفاً و500 شخص في مراكز استقبال اللاجئين وأكثر من ثلثهم لديهم تصريح إقامة وبالتالي يحق لهم الحصول على منزل.
وقالت وزير الدولة للعدل والأمن المنتهية ولايته أنكي بروكرز: "بمجرد خروجهم من مركز الإيواء، فلن يعد يوجد نقص في الأماكن".
وتلقت البلديات 30 مليون يورو إضافية لاستيعاب مزيد من أصحاب الإقامات، لكنها ما زالت تكافح مع نقص المساكن المتاحة.
اليمين المتطرف يصعد انتقاداته
من جانبها استغلت الأحزاب اليمنية المتطرفة الأزمة للهجوم على الحكومة والتحريض ضد اللاجئين وسأل عضو البرلمان جوست إيردمانز عن حزب "JA21" اليميني، وزيرة الدولة للعدل والأمن المنتهية ولايته أنكي بروكرز قبل أيام خلال جلسة برلمانية "هل تعترف الوزيرة بأن البلاد في أزمة لجوء؟"، فردت عليه الوزيرة بالقول إن هناك "تدفقا أكبر من المتوقع، لكن هذه الأرقام تشمل أيضاً الأشخاص الموجودين سابقاً في هولندا الذين يتقدمون بطلب للحصول على اللجوء مرة أخرى" بعد أن تم رفض طلبهم في السابق.
كما سأل إيردمان الوزيرة عن خيارات الحكومة للحد من تدفق طالبي اللجوء أو لإجراء عمليات تفتيش على الحدود، لكن بروكرز قالت إن هولندا "توفر دائماً مكاناً للأشخاص الذين يفرون من الحرب والعنف".
بدوره، واصل رئيس حزب "الحرية" اليميني المتطرف خيرت فيلدرز تحريضه ضد اللاجئين وكتب على صفحته الشخصية على منصة فيس بوك إن "أكثر من 5000 من الباحثين عن الثروة في أيلول وسيكون هناك مزيد"، في إشارة إلى أعداد طالبي اللجوء في هولندا خلال شهر أيلول.
وأضاف فيلدرز إنهم "يستولون على منازلنا. و(رئيس الوزراء الهولندي مارك) روته لا يفعل شيئاً، ويترك الحدود مفتوحة على مصراعيها لتستوعب هذا الاحتيال"، واصفاً ذلك بـ"غير المسؤول".
وأضاف في تدوينة أخرى "نحن لسنا بحاجة إلى مراكز استقبال لجوء إضافية لكننا بحاجة إلى وقف للجوء وإغلاق للحدود، هولندا ممتلئة".
كما ادعى رئيس الحزب اليميني المعادي للإسلام أن "الهولنديون يتعرضون للتمييز بشكل منهجي" وأن رئيس الوزراء الهولندي "يعطيهم بلا خجل منازلنا"، بحسب وصفه.
ودعا فيلدرز "جميع رؤساء البلديات في هولندا إلى رفض إنشاء مراكز استقبال لمزيد من طالبي اللجوء"، زاعماً بأن "الهولنديين لا يريدون ذلك".
وفي الـ 21 من أيلول الفائت، أعلنت وكالة الإحصاء الهولندية (سي بي إس) أن 15 ألف سوري حصلوا على الجنسية الهولندية خلال العام الماضي، وأن عدد اللاجئين السوريين في هولندا وصل إلى ما يقارب 100 ألف شخص، مضيفة أن أكثر من ثلث اللاجئين السوريين في هولندا حصلوا على الجنسية حالياً.
وتستغل الأحزاب الهولندية اليمينية المتطرفة أعداد اللاجئين لمهاجمة سياسة الحكومة الهولندية إزاء الهجرة واللجوء وتطالب بين حين وآخر بإعادتهم إلى وطنهم بزعم أنه بات "آمنا" الأمر الذي ما زالت ترفضه معظم الأحزاب الهولندية.