icon
التغطية الحية

هل ستكون للمناظرة بين كامالا هاريس ودونالد ترامب أي أهمية؟

2024.09.10 | 18:53 دمشق

المرشحان للرئاسة الأميركية كامالا هاريس ودونالد ترامب - المصدر: الإنترنت
المرشحان للرئاسة الأميركية كامالا هاريس ودونالد ترامب - المصدر: الإنترنت
The Economist - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

لم يكن لأي مناظرة قبل الانتخابات الرئاسية أي وقع مهم على الانتخابات كتلك التي جرت بين جو بايدن ودونالد ترامب في 27 حزيران الماضي، وذلك لأن أداء بايدن أتى كارثياً إلى أبعد الحدود، لدرجة جعلت حزبه يضغط عليه لينسحب من السباق الرئاسي. ومنذ ذلك الحين حلت نائبة الرئيس كامالا هاريس محله لتصبح المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي مع احتدام السباق نحو كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية. بيد أن الأمور باتت محسومة بحسب نموذج خرجت به مجلة الإيكونوميست، إذ في العاشر من أيلول الحالي، ستواجه السيدة هاريس السيد ترامب في ثاني مناظرة قبل الانتخابات الرئاسية، ولكن ما الفرق الذي ستحدثه هذه المناظرة؟

لم يسبق للمرشحين للانتخابات الرئاسية في أميركا أن تواجها قبل عام 1960، وذلك عندما تنافس جون كينيدي وريتشارد نيسكون أمام شاشات التلفاز، بوصفهما المرشحين الرئاسيين لذلك العام. ومنذ ذلك الحين أولت الصحافة اهتماماً كبيراً بذلك الحدث، وذلك لأن المرشح يحصد زخماً من خلال المناظرة، كما أن أدائه الجيد يغير قواعد اللعبة، بيد أنه يمكن للهفوات والزلات أن تهيمن على الحوار السياسي، إذ خلال المناظرة التي جمعته بجيمي كارتر في عام 1976، زعم الرئيس السابق جيرالد فورد بأن بولندا تحررت من الهيمنة السوفييتية وهذا ما جعله سخرية للجميع.

لا تغير يذكر إثر المناظرة

يشكك علماء السياسة في مدى تأثير المناظرات على الانتخابات، فقد حلل روبرت إيريكسون من جامعة كولومبيا وكريستوفر فليزين من جامعة تكساس الانتخابات الرئاسية ابتداء من عام 1960 وحتى عام 2008، فتبين لهما وجود تقارب كبير بين استطلاعات الرأي التي أجريت قبل المناظرات وبين تلك التي أجريت بعد أسبوع على إجراء المناظرة. وفي تحليل أجرته مجلة الإيكونوميست للبيانات التي جمعها الباحثان عينهما تبين بأن المناظرات لم تغير كثيراً من الأمور في عام 2012، أو حتى في عام 2016، عندما حققت المناظرة بين هيلاري كلينتون وترامب أعلى نسبة مشاهدة بواقع 84 مليون متفرج.

وفي هذا السياق تبرز المناظرات التي جرت في عام 2020، ولا يعود ذلك للأثر الذي خلفته على استطلاعات الرأي، بل لأنها لم تكن أكثر من مبارزة بالشتائم، فقد وصف ترامب خلالها بايدن بالغبي، في حين وصف بايدن خصمه بالمهرج، وطلب منه بكل سخط أن يخرس، ولذلك وصفت إحدى الدراسات هذه المناظرة الرئاسية بأنها أكثر مناظرة قل فيها الاحترام بين الخصمين في تاريخ المناظرات جميعها.

في ظل الظروف العادية، ليس من المستغرب ألا تحقق المناظرات أي تغيير، لأن من يتابعون المناظرات مهتمون بالسياسة أصلاً، إذ تشير استطلاعات الرأي بأنه يرجح لأنصار الأحزاب مشاهدة تلك المناظرات أكثر من الأشخاص المستقلين الذين لا ينتمون لأي حزب. ثم إن معظم المشاهدين لا بد أنهم اتخذوا قرارهم قبل متابعة المناظرة، وفي معظم الأوساط يطلق المرشحون حملات تمتد لأشهر قبل حلول موعد المناظرة، سواء قبل الانتخابات التمهيدية، أو تلك التي تسبق الوصول إلى البيت الأبيض، أي أن جمهور الناخبين يصبح يعرفهم تمام المعرفة قبل حلول موعد المناظرة.

مناظرة مختلفة هذه المرة

بيد أن هذه الانتخابات مختلفة، فقد أصبحت هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في وقت متأخر من السباق الرئاسي، كما أنها معروفة من قبل بالنسبة لمن يتابعون أخبار السياسة من كثب، ولا تعود شهرتها لكونها شغلت منصب نائبة الرئيس لمدة أربع سنوات فحسب، بل أيضاً لأنها عرفت منذ أن كانت عضواً في مجلس الشيوخ ومن خلال سعيها الذي لم يكتب له النجاح في الحصول على ترشيح من الحزب الديمقراطي عام 2020. ولكن لا بد لمعظم الأميركيين من التعرف إليها، إذ تشير الدراسات أن ما يستفيده الناخب من المناظرة يصل إلى ذروته عندما لا تكون لديه فكرة وافية عن المرشح الذي يتابعه في المناظرة.

حتى الآن، ما يزال الناخبون يبدون إعجابهم بما يرونه، إذ قبل المناظرة التي تسببت بانسحاب بايدن من السباق الرئاسي، حققت هاريس نسبة تصنيف صافية وصلت إلى 17% من النقاط، ومنذ انسحاب بايدن قفزت هاريس إلى المركز الأول، وقد سبق للأميركيين أن اطلعوا على مهارتها في النقاش ضمن المناظرات، فقد واجهت مايك بينس في المناظرة التي عقدت للمرشحين لمنصب نائب الرئيس في عام 2020 ووصلت إلى الصدارة وقتئذ، وذلك بحسب استطلاعات الرأي التي أجريت في ذلك الوقت. كما أن عملها ومنصبها الذي شغلته كمدعية عامة جعل عزيمتها فولاذية، وهذا ما تجلى في عام 2018 عندما استجوبت في أثناء كونها عضواً في مجلس الشيوخ بريت كافانو في أثناء التدقيق والفحص الأمني الذي أجري له ليشغل مقعداً في المحكمة العليا. ولهذا، إن قُيّض لهاريس أن تبدي المهارة عينها التي أبدتها وقتئذ أمام ترامب اليوم، فبوسعها أن تكسب مزيداً من الأميركيين بعد هذه المناظرة، وفي خضم هذا السباق الذي لا يفصل بين المتنافسين عليه شيء كثير، قد تصبح هذه المناظرة عنصراً حاسماً في تحديد من سيفوز في السباق الانتخابي.

 

المصدر: The Economist