كشف مسؤول أميركي كبير لصحيفة نيويورك تايمز أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدخلت وأوقفت جولة ثانية من الضربات الانتقامية على مواقع الحرس الثوري الإيراني في سوريا، في وقت متأخر من يوم الجمعة الفائت.
وشنت طائرات أميركية ضربات جوية ليل الخميس - الجمعة استهدفت مقار تابعة للحرس الثوري الإيراني في مدن البوكمال والميادين ودير الزور، وذلك رداً على مقتل متعاقد أميركي وإصابة آخر و5 جنود، في هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة الرميلان في الحسكة.
لواء الغالبون الوهمي ينشر صور اطلاق مسيرة (التسمية الإيرانية ابابيل ٢، والحوثية قاصف) على القواعد الأمريكية شرقي سوريا في 24 مارس الجاري.
— ضياء قدور dyaa kaddoor (@dyaakaddoor) March 26, 2023
لا تختلف نوعية السلاح المستخدم في استهداف الوارثون الوهمي في يناير 2023.
مسيرة انتحارية ذات بصمة رادارية أقل. https://t.co/1O3zB9W2R9 pic.twitter.com/PbdOyzKjAt
وسعى بايدن إلى تهدئة المخاوف يوم الجمعة من أن الضربات المتبادلة بين الولايات المتحدة والميليشيات التابعة لإيران قد تخرج عن نطاق السيطرة. قال بايدن: "الولايات المتحدة لا -أؤكد- لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكننا مستعدون لأن نتصرف بقوة لحماية شعبنا. هذا بالضبط ما حدث الليلة الماضية".
وقالت الصحيفة الأميركية: "تجنبت إدارة بايدن أن تتحول الضربات الجوية إلى حرب أوسع مع إيران ووكلائها، واستمرت في التركيز على المهمة الأوسع المتمثلة في المساعدة على اجتثاث جيوب مقاتلي تنظيم الدولة الذين ما زالوا يشنون هجمات حرب العصابات في المنطقة".
في العام الماضي وحده، شنّت الميليشيات المدعومة من إيران عشرات الهجمات على القواعد التي تتواجد فيها القوات الأميركية أو بالقرب منها.
التصعيد يهدد التهدئة في الشرق الأوسط
وأثار بعض المحللين مخاوف من أن الهجمات الجوية المتناحرة تهدد بعرقلة الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الاتفاق الأخير بين الخصمين إيران والسعودية لإنهاء سنوات من الاضطرابات. يأتي القتال أيضًا في وقت تتصارع فيه الإدارة حول كيفية مساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا وكيفية مواجهة الصين الصاعدة.
لكن بعض المحللين العسكريين والمسؤولين السابقين بوزارة الدفاع قالوا يوم الاثنين إن الضربات الانتقامية للإدارة لن تردع إيران أو وكلائها وإن البيت الأبيض بحاجة إلى تصعيد العمليات الانتقامية.
وقال مايكل مولروي، المسؤول السابق عن سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون: "سياسة الرد النسبي الحالية لم تضع حداً لهذه الهجمات غير المبررة. إذا كنت ستضرب، فاضرب بقوة".
هذا ما فعله ترامب في 3 كانون الثاني 2020، عندما أذن بالهجوم على قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني حينذاك. كانت الضربة تصعيداً دراماتيكياً للمواجهة المتزايدة لترامب مع طهران، والتي بدأت بوفاة مقاول أميركي في العراق نهاية العام 2019.
لكن هذه الضربة لم تردع أو حتى توقف مؤقتاً الهجمات على الأفراد الأميركيين في سوريا والعراق، كما توقع وزير الخارجية مايك بومبيو ومسؤولون آخرون في إدارة ترامب. في الواقع، بعد شهرين، قُتل أميركيان وعضو آخر في التحالف في هجوم صاروخي على قاعدة في العراق.
ثغرة الرادار
وقال مسؤولان أميركيان يوم الجمعة إن نظام الدفاع الجوي الرئيسي في قاعدة الرميلان المستهدفة بالهجوم الإيراني "لم يكن يعمل بكامل طاقته" في ذلك الوقت، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان المهاجمون قد اكتشفوا هذه الثغرة واستغلوها أم أنهم أرسلوا الطائرة بدون طيار في ذلك الوقت.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريكرايدر يوم الجمعة إن رادار الدفاع الجوي يعمل، لكنه رفض مناقشة أي تفاصيل أخرى.
وقال مسؤول أمريكي كبير، يوم الاثنين، إن الرادار الرئيسي لنظام الدفاع الصاروخي "أفنجر" في القاعدة، المسمى RLZ، لا يعمل بسبب مشاكل في الصيانة ، وأن راداراً احتياطياً فشل في اكتشاف الطائرة بدون طيار القادمة التي اصطدمت بمنشأة للصيانة.