مما لا شك فيه أن الانتخابات التركية المقبلة محط أنظار الجميع وعلى كل الأصعدة الداخلية منها والخارجية، فدول الإقليم سترتب أجندتها السياسية الثنائية مع تركيا وفق نتائج الانتخابات وينعكس هذا الأمر مع بعض الدول الكبرى مثل روسيا والصين.
أما داخلياً فالانقسام الداخلي واضح وبشكل كبير في الفريقين بل تحول إلى استقطاب سياسي أشد مما حصل في الانتخابات السابقة، لكن مع الأسف الخاسر الأكبر هذه المرة في الانتخابات هم اللاجئون السوريون الذي ينتظرهم برنامج عودة من جميع المرشحين، مع اختلاف نوعية البرنامج، وأسوأها برنامج المعارضة السداسية التي برزت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إلا أنها لم تضمن استقطاب العدد الأكبر من الناخبينن وتعلم علم اليقين أن الوصول إلى سدة الحكم ليس بالأمر السهل أبداً وأن منافسها قوي جداً وربما أقوى منها وإذا ما أرادت الوصول إلى الحكم عليها أن تزيد من نقاط قوتها وتعمل على تلافي نقاط ضعفها التي لم تحلها حتى الآن.
الشخصية والكاريزما، ومجرد المقارنة بين شخصيتي كليتشدار أوغلو وأردوغان، فإنّ الكفة ستميل لصالح أردوغان المعروف بقوة خطابته وخبرته الكبيرة في هذا المجال، بينما لا يتمتع كليتشدار أوغلو (المرشح الرئاسي باسم الطاولة) بكاريزما القائد السياسي، كما أنه يعد شخصية مختلفاً عليها كثيراً، بل إنها في الوعي الانتخابي التركي شخصية لم تتمكن من النجاح في أي انتخابات أمام أردوغان، سوى فوز حزبه في انتخابات البلدية عام 2019 في ولايتي إسطنبول وأنقرة. كما أن انتماءه العلوي سيأثر في خفض حظوظه بالانتخابات الرئاسية، وإن كان لا ينعكس ذلك على الفرص البرلمانية للتحالف.
التناقضات الداخلية للطاولة السداسية قد تؤثر على مستقبل التحالف، نظراً لحجم الملفات التي لم تُحسم بعد وحالة التباين بين قواعد هذه الأحزاب نتيجة التناقضات الفكرية، كما أن تعيين سبعة نواب لرئيس الجمهورية (حسب خريطة طريق الطاولة) يعني أن هناك رئيس جمهورية مقيد الصلاحيات
التناقضات الداخلية للطاولة السداسية قد تؤثر على مستقبل التحالف، نظراً لحجم الملفات التي لم تُحسم بعد وحالة التباين بين قواعد هذه الأحزاب نتيجة التناقضات الفكرية، كما أن تعيين سبعة نواب لرئيس الجمهورية (حسب خريطة طريق الطاولة) يعني أن هناك رئيس جمهورية مقيد الصلاحيات، فضلاً عن التنافس في قوائم البرلمان وإن بدت متفقة بشأن مرشح الرئاسة، أضف أيضاً غموض البرنامج الانتخابي للطاولة على الرغم من إعلانها خريطة الطريق المكونة من 12 بنداً، فليس هناك حتى الآن تفاصيل واضحة لهذه الخريطة.
كذلك فإنّ الطاولة لم تأت إلى الآن بأي برنامج اقتصادي يطمئن الناخب التركي عدا البرنامج الاقتصادي لـ علي باباجان الذي أعلنه عن حزبه فقط، وإنما اكتفت الطاولة بالتركيز على إسقاط أردوغان وإسقاط كل سياساته، سواء المتعلقة بالبنك المركزي أو النظام الرئاسي أو غير ذلك.
والخلافات الحادة التي شهدها ترشيح كليتشدار أوغلو تعطي انطباعاً بأن أحزاب هذه الطاولة قد لا تتفق على رأي واحد حيال قضايا عديدة، وهذا ما قد يثير مخاوف الناخب التركي، كذلك من نقاط الضعف التي يمكن إضافتها إعلان مرشح الطاولة السداسية طلب القروض النقدية من المؤسسات الدولية، وعدم وضوح برنامج التحالف بشأن استقلالية تركيا وقضايا الأمن القومي الخاصة بها.
أمّا نقاط القوة التي تتمتع بها المعارضة السداسية فهي متعددة (لكن ليست كافية ما لم تحسن من نقاط ضعفها)، ولعل أبرزها تنوع الأحزاب المكونة لهذا التحالف من إسلامي إلى ليبرالي وقومي وجمهوري وهذا كافٍ لمخاطبة شرائح متعددة من المجتمع التركي، وهذا ما لم تكن عليه في الانتخابات السابقة، إضافة إلى رفعها شعار التغيير والتجديد الذي يلاقي هوى الناخب الذي يريد التغيير وأيضاً فئة الشباب التي تميل إلى مثل هذه الدعايات (هذا ما تراهن عليه المعارضة)، خاصة أن الحزب الحاكم منذ عقدين وهو على سدة الحكم.
من النقاط المهمة القوية التي يلجأ إليها كليتشدار أوغلو ألا وهي حزب الشعوب الديمقراطي الذي كان له دور كبير في إنجاح مرشح المعارضة بالفوز في انتخابات بلدتي إسطنبول وأنقرة، وسيحاول ضمان هذه الأصوات مرة أخرى..
ومن النقاط المهمة القوية التي يلجأ إليها كليتشدار أوغلو ألا وهي حزب الشعوب الديمقراطي الذي كان له دور كبير في إنجاح مرشح المعارضة بالفوز في انتخابات بلدتي إسطنبول وأنقرة، وسيحاول ضمان هذه الأصوات مرة أخرى له في الانتخابات الرئاسية فالهدف مشترك بينهما وهو إسقاط أردوغان.
أخيراً يمكن اعتبار وجود مرشحين آخرين أو تحالفات أخرى من نقاط الضعف غير المباشرة للمعارضة، بسبب أنها تشتت فكر الناخب التركي، إضافة على أن تأثيرها السلبي على المعارضة السداسية أكثر مما هو عليه لـ"تحالف الشعب" الحاكم مثل تحالف السلف (يُعتقد أنه سيحصل على 16% من الأصوات)، أو محرم إنجة الذي لم يحسم أمره بعد وغيره من المرشحين.