تشهد مدينة حماة وسط سوريا، تراكماً لأكوام النفايات في الشوارع والساحات، بعد توقف آليات النظافة عن العمل بسبب انتهاء مخصصاتها من المحروقات، وتجاهل شركة "تكامل" لطلبات التدخل.
وأكد رئيس مجلس مدينة حماة، مختار حوراني، وجود معاناة كبيرة في تأمين المازوت لآليات النظافة، بسبب وجود مشكلة في مسألة معالجة بيانات الآليات من شركة "تكامل" تتعلق بمخصصات كل آلية.
ويوم الخميس الماضي، كانت آخر تعبئة ومقدارها 500 ليتر فقط، بينما الحاجة هي 4000 ليتر، حيث يوجد لدى مديرية النظافة 57 ضاغطة مخصصة لحمل الحاويات من الأحياء وتحتاج كل واحدة منها إلى نحو 50 ليتراً يومياً، وفق ما نقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري عن حوراني.
شركة "تكامل" تتجاهل المشكلة
أكد مدير النظافة في مدينة حماة، سحبان قطرنجي، أن شركة "تكامل" التي يتم عن طريقها تقديم الوقود في المحطات، تجاهلت طلبات التدخل وحل المشكلة، خاصة أن هذه الأيام هي فترة عطلة عيد، مشيراً إلى أنه تم التواصل مع المركز الرئيسي في دمشق لتعبئة مازوت لآليات النظافة لكن من دون جدوى.
قطرنجي أشار إلى وجود مشكلة أخرى في موضوع النظافة بمدينة حماة تتمثل في قلة عدد عمال النظافة، حيث لا يتجاوز عددهم 400 عامل غالبيتهم من الريف، موضحاً أنهم "لن يحلوا المشكلة في ظرف صعوبة تأمين انتقالهم من الريف مكان إقامتهم".
أزمة في حماة بعد حمص
قبل أيام، شهدت أحياء مدينة حمص، انتشاراً كبيراً للقمامة بسبب عدم قيام البلدية بجمعها، الأمر الذي شكل مصدر إزعاج للأهالي حيث أدت إلى انتشار الحشرات والقوارض والروائح الكريهة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
واشتكى الأهالي من تكدس القمامة في شوارع المدينة لعدة أيام، من جراء عدم مرور السيارات الضاغطة لجمعها من الحاويات، مؤكدين أن ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق أسهم بتسريع انتشار الروائح الكريهة وتجمع الحشرات والقوارض والكلاب الشاردة.
وقال مدير النظافة في مجلس مدينة حمص عماد الصالح لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري: إن سبب توقف الآليات عن العمل هو عدم تفعيل بطاقات المحروقات الخاصة بها، مشيراً إلى أن هذه المشكلة عامة وليست مرتبطة بالمدينة فقط.
وأضاف الصالح: "تم ربط آليات جمع القمامة بنظام التتبع الإلكتروني GPS، مما سبب تأخراً في تفعيل بطاقات المحروقات في آليات النظافة"، موضحاً أنه خلال الأشهر الماضية كان يتم تفعيل البطاقات بما يخدم 60% من الخطة.
الجدير بالذكر أن مناطق سيطرة النظام السوري تشهد واقعاً خدمياً سيئاً، بسبب الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية، وعدم إصلاح ما دمره القصف والعمليات العسكرية التي نفذتها قوات النظام طوال السنوات الماضية، فضلاً عن تهجير السكان وهجرة الكوادر إلى خارج البلاد.