icon
التغطية الحية

نحو 4 أضعاف.. فرق الراتب يدفع معلمي سوريا للتخلي عن التعليم العام لصالح الخاص

2024.08.28 | 11:21 دمشق

آخر تحديث: 28.08.2024 | 14:50 دمشق

نحو 4 أضعاف.. فرق الراتب يدفع معلمي سوريا للتخلي عن التعليم العام لصالح الخاص
صورة تعبيرية - إنترنت
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • فرق الرواتب بين المدارس العامة والخاصة يدفع المعلمين في سوريا للتوجه نحو التعليم الخاص.
  • رواتب المعلمين في المدارس الخاصة أعلى بأربعة أضعاف تقريباً من رواتبهم في المدارس العامة.
  • تفاوت مستويات الطلاب في المدارس العامة يعيق العملية التعليمية ويؤثر سلبًا على جودة التعليم.
  • المعلمون ينتقدون عدم تقدير الخدمة الطويلة، إذ لا يوجد توازن في الرواتب مقارنة بعدد سنوات الخبرة.
  • وزارة التربية تعمل على مشروع لتحسين بيئة العمل للمعلمين والحد من نزوحهم نحو المدارس الخاصة.

اضطر عدد كبير من المدرسين والمعلمين في سوريا إلى ترك المدارس العامة والتوجه نحو التعليم في المدارس الخاصة، سعياً لمواجهة الظروف المعيشية وتحسين أوضاعهم المالية، بسبب التفاوت الكبير بين الرواتب. 

وتتراوح رواتب العاملين في المدارس العامة بين 350 و450 ألف ليرة سورية للموظفين الإداريين، في حين تتراوح رواتب المعلمين بين 400 و550 ألف ليرة سورية حسب الأقدمية، وفقًا لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري. 

في المقابل، تتراوح الرواتب في المدارس الخاصة بين مليون و200 ألف إلى مليون ونصف ليرة سورية للعاملين الإداريين، في حين يتقاضى معلمو المرحلة الابتدائية رواتب تتراوح بين مليون ونصف إلى مليونين ليرة سورية، أما معلمو المرحلة الثانوية فيتقاضون أجورهم بناءً على عدد ساعاتهم التدريسية، حيث تتراوح الساعة التدريسية الواحدة بين 100 و150 ألف ليرة سورية. 

أعباء على المدرسين في سوريا

أوضحت "وجد"، وهي معلمة من جرمانا بريف دمشق، أنها اضطرت للانسحاب من التدريس في مدرسة عامة بسبب تفاوت مستويات الطلاب الذي أثر على سير العملية التعليمية، إذ يوجد في الصف الواحد طلاب بمستويات مختلفة. 

وأشارت إلى أن "الطالب الضعيف نتيجة عدم انتباهه سيقف عائقاً أمام الطالب الجيد، وستنتهي الحصة الدراسية بترميم معلوماته". 

كما أكدت أن الضغط الاقتصادي وعدم تناسب الراتب مع ما يقدمه المعلم، يدفع العديد من المدرسين للتوجه نحو المدارس الخاصة، حيث الرواتب أعلى بكثير. 

من جانبها، أفادت إحدى المعلمات في صحنايا بريف دمشق بأنها لجأت إلى تقديم طلب استيداع لمنحها إجازة سنوية للانتقال إلى مدرسة خاصة بسبب الفارق الكبير بين رواتب المدارس العامة والخاصة. 

وأكدت أن عودتها للعمل في المدارس العامة بعد 4 سنوات من العمل في مدرسة خاصة أثرت بشكل كبير على قدرتها على تأمين احتياجاتها الأساسية. 

"وزارة التربية" لا تقدر أصحاب الخدمة الطويلة

انتقدت "تاج"، وهي موظفة إدارية في مدرسة عامة، قلة التقدير للخدمة الطويلة في سوريا، حيث قالت إن راتب المعلم الذي لا يمتلك سوى 10 سنوات من الخبرة يفوق راتبها على الرغم من خدمتها التي تجاوزت 25 عاماً. 

واعتبرت أن هذه الفجوة غير عادلة، خاصة مع الاختلاف الكبير في عدد ساعات العمل بين المدرسين والإداريين، مشيرة إلى أن طبيعة العمل بالنسبة للمعلم هي 40% بينما للإداري 10%. 

مشروع لحل مشكلة نزوح المعلمين إلى المدارس الخاصة

أوضح مدير التعليم في "وزارة التربية"، راغب الجدي، أنه يتم العمل على مشروع وخطة مستقبلية لحل مشكلة انتقال المعلمين من المدارس العامة إلى الخاصة. 

وأضاف أن المشروع يهدف إلى خلق بيئة عمل مريحة للمعلمين مع مراعاة الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهونها. 

وأكد الجدي أن المدارس العامة تقدم تعليماً جيداً من خلال معلمين ذوي كفاءات عالية، مشيرًا إلى أن الجوائز التي حصل عليها المعلمون في المسابقات العلمية كانت من نصيب العاملين في المدارس العامة. 

في سياق آخر، بيّن الجدي أن نسبة طبيعة العمل داخل الصفوف تصل إلى 40% من راتب المعلم، في حين تقدر بنسبة 10% للوظائف الإدارية، معتبراً أن هذه النسب تهدف إلى الحد من النزوح إلى العمل الإداري، الذي شهد مؤخراً زيادة في الطلب. 

وفيما يتعلق بانتقال الطلاب، أوضح الجدي أنه لم يتم تسجيل حالات انسحاب من المدارس العامة إلى الخاصة، مشيراً إلى أن عدد المدارس الخاصة يبلغ 437 مدرسة مقابل 15,500 مدرسة عامة، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 16 ألف مدرسة عامة مع بداية العام الدراسي 2024-2025. 

يُشار إلى أن التعليم في المدارس العامة في سوريا انخفضت جودته بشكل كبير في السنوات الماضية، بسبب غياب الرقابة واضطرار المعلم إلى العمل بعدة مهن لتأمين دخل أسرته، فضلاً عن تسرب الأطفال وتوجههم نحو سوق العمل.