icon
التغطية الحية

ميدل إيست آي: روسيا قد توقف المساعدات إلى سوريا إثر التوتر مع الغرب في أوكرانيا

2022.03.18 | 17:00 دمشق

شاحنات تمر عبر معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا - المصدر: الإنترنت
شاحنات تمر عبر معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا - المصدر: إنترنت
ميدل إيست آي - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

حذر محللون ومسؤولون في منظمات غير حكومية ونواب أميركيون من أن روسيا قد تفكر في إغلاق الممر الإنساني الأخير المتبقي أمام الأمم المتحدة لإدخال المساعدات إلى سوريا في حال زاد التوتر بينها وبين الغرب عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

حيث تقطع أكثر من ألف شاحنة محملة بالمساعدات معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا بصورة شهرية، وذلك لتقدم خدماتها لنحو 3.4 ملايين نسمة يعيشون في منطقة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا.

وفي مطلع هذا العام، تحدث ستيفاني دوجاريك الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة حول قدرة هذه المنظمة على تقديم المساعدات عبر الحدود بين تركيا وسوريا ووصف تلك العملية بأنها "ضرورية"، حيث قال: "إننا بحاجة لتمرير المساعدات عبر الحدود والمعابر، وهذه العناصر ضرورية بالنسبة لنا لسد الاحتياجات الإنسانية لكل السوريين".

تاريخ الفيتو الروسي في إغلاق المعابر

سبق لموسكو التي تعتبر أهم داعم لنظام بشار الأسد أن استخدمت حق النقض في مجلس الأمن إلى جانب الصين لإغلاق معبرين أحدهما مع الأردن وآخر مع العراق وثالث مع تركيا كانت الأمم المتحدة قد اعتمدتها لضمان إيصال المساعدات للمدنيين عبر خطوط النزاع.

إذ تزعم روسيا بأن النظام قادر على توزيع كل المساعدات الدولية وبأن المعابر تقع ضمن منطقة تسيطر عليها المعارضة وفي ذلك انتهاك لسيادة الدولة السورية حسب وصفها.

إلا أن تسوية جرت في الدقيقة الأخيرة في شهر تموز الماضي لدى مجلس الأمن الدولي بين الولايات المتحدة وروسيا سمحت بتمديد عملية تقديم المساعدات عبر معبر باب الهوى لسنة أخرى، إلا أن هذا التمديد سينتهي خلال الصيف القادم.

وقد أشاد المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة وقتها بذلك الاتفاق ووصفه بأنه "لحظة مهمة" في العلاقة التي تربط بين هذين البلدين، ثم تم التصويت عقب لقاء قمة جرى في جنيف، حيث ضغط الرئيس الأميركي جو بايدن على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى يدعم ذلك المقترح.

"أمامنا طريق شاق للغاية"

تراجعت العلاقات بين روسيا وأميركا لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ حقبة الحرب الباردة وذلك عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ في الوقت الذي تواجه فيها روسيا الدول الغربية في أوروبا الشرقية، يبدي كثيرون قلقهم حيال احتمال ظهور انتقام الكرملين  في سوريا وغيرها من النقاط الساخنة في تلك المنطقة، إذ ذكر هاردين لانغ نائب رئيس البرامج والسياسات لدى لجنة اللاجئين الدولية، أمام مجلس النواب الأميركي يوم الأربعاء الماضي وذلك ضمن جلسة استماع أقامتها تلك اللجنة الفرعية وقال: "بناء على ما يجري في أوكرانيا ومع مراقبة موقف الروس في مجلس الأمن على مدار الأسبوعين الماضيين، أعتقد أنه من المنصف القول إن أمامنا طريقاً شاقاً للغاية".

أصبح الوضع الإنساني في سوريا عقب إحدى عشرة سنة من النزاع سيئاً جداً، إذ بحسب ما أوردته الأمم المتحدة، فقد بلغت نسبة الفقر في سوريا 90 في المئة، بوجود 14.6 مليون سوري يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

ومما يعقد الأمور أكثر اعتماد سوريا شبه الكامل على روسيا بالنسبة لواردات القمح، إذ ثمة مخاوف تتصل بأن النزاع القائم في أوكرانيا، والذي تسبب برفع أسعار السلع في المنطقة، يمكن أن يتسبب بزيادة نسبة التضخم في سوريا والتي بلغت عتبة 140% خلال هذا العام.

يذكر أن النظام في سوريا بدأ بترشيد المواد الأساسية مثل القمح والسكر وزيت الطهي والأرز.

أما الظروف في إدلب فهي أسوأ بكثير، وذلك لأن 97% من السكان هناك يعيشون في فقر مدقع، و80% منهم يعتمدون على المساعدات الغذائية بصورة يومية بحسب ما أوردته منظمة الأمم المتحدة، كما أن نحو مليونين من سكان هذه المنطقة هم من النازحين داخلياً ولهذا فهم يقيمون في مخيمات النازحين المؤقتة أو الرسمية.

وهنالك مخاوف أيضاً من أن تتسبب أي عملية تخفيض في كميات المساعدات  بخلق أزمة لجوء جديدة على الحدود التركية ووصول تلك الموجة إلى أوروبا.

ولهذا قالت كاثي مانينغ وهي نائبة من الحزب الديمقراطي لدى الكونغرس يوم الأربعاء الماضي: "لو فرضنا بأن روسيا ستعرقل آلية تقديم المساعدات عبر الحدود، فكيف سيكون شكل المنظومة البديلة لتقديم المساعدات؟"

النظام كسب الملايين عبر سرقة المساعدات

تدرس وكالات الإغاثة مع حكومات الدول الأجنبية في إجراءات معينة لاستمرار تدفق المساعدات إلى تلك المنطقة، إذ ذكرت جمانة قدور وهي رئيسة مشروع سوريا لدى مجلس الأطلسي أمام النواب الأميركيين أن: "هنالك طريقة بالتأكيد لتمرير المساعدات عبر تركيا" لكنها حذرت من أن إمكانيات المنظمات المحلية لا يمكن لها أن تضاهي ما تملكه الأمم المتحدة من مقدرات وإمكانيات.

ولذلك تتناقش الجهات المانحة حول السبل الكفيلة باستمرار تدفق تمويلها بحيث يمكن أن يحل محل الآلية التي تديرها الأمم المتحدة في الوقت الراهن، وهم يبحثون أيضاً عن وسيلة لتنسيق العمليات على الأرض، إلا أن الكثير من المنظمات الإغاثية تتخوف أيضاً من خطر قطع التمويل عنها وذلك في حال عدم تجديد التفويض الممنوح للأمم المتحدة.

قد يحاول النظام السوري وداعموه الروس إغلاق معبر باب الهوى لزيادة سيطرة النظام على تدفق المساعدات ولتعزيز سلطة الأسد في البلاد.

ولذلك يرى تيد دويتش وهو عضو في الكونغرس الأميركي عن الحزب الديمقراطي ورئيس لجنة مجلس النواب للشؤون الخارجية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومحاربة الإرهاب على مستوى العالم، أنه كان من الأجدر بالنسبة للولايات المتحدة أن تمنع الأسد من زيادة الاستفادة من المساعدات بشكل أكبر، حيث قال: "بقي نظام الأسد يتلاعب بالمساعدات طوال عقد من الزمان، ويسحب ملايين الدولارات من الجهات الدولية المانحة والمنظمات الإنسانية وذلك عبر حجب المساعدات ومنع وصولها لمعارضيه وتقديمها لحلفائه ومؤيديه، أي إنه ساهم في التلاعب بالعملة".

إذ كشف تقرير نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن خلال العام الماضي سرقة نظام الأسد لملايين الدولارات على شكل مساعدات إنسانية وذلك عبر التلاعب بسعر صرف العملة في البلاد، إذ بحسب ما ذكره من كتبوا هذا التقرير، فإن النظام احتفظ لنفسه بنحو 51% من كل دولار يرسل على شكل مساعدات دولية ليتم صرفه في سوريا وذلك خلال عام 2020.

المصدر: ميدل إيست آي